مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 21:21
المحور:
الادب والفن
صديقي القديم
(90)
جاءني طفل شحاذ يطلب صدقة، وبالقرب منا كانت قبرة تولول، فلقد ثكلها أحدهم بصغارها. لم أهرع لنجدة القبرة المسكينة، وكذلك لم أنقد الشحاذ ورقة نقدية، ولكنني سلمتهما إليك مخلصا.
منذ الأزل نصطف ببابك، والطيور تظللنا؛ لتمنحنا بركتك.
منذ الأزل، والأطفال يكركرون في الباحات، والأزقّة، ويوسمون بطين الحدائق، والطيور تهاجر إليك، ولا ترجع من هجرتها.
(91)
في ظلال أشجار التين ـ حيث الثمار لا تزال تحتفظ ببرودة الفجر عندما تشرق الشمس ـ نشأت مع وصايا صديقي القديم.
ليس لديّ طقوس تطهير أقدّمها، فبكلمة (يا صديقي) تطّهرت للأبد، وما أن دخل حياتي حتى عرفت كيف أتناغم مع كلّ شيء. تارة في صمت، وأخرى في صخب.
اليوم أينع زرعي، وبينما الأطفال يتقافزون فرحا، عبرت أنت برشاقة كاملة، وبصوت صافي قلت لي: "أحذف قناعاتك إذا أردت اللحاق بي من جديد".
(92)
هل سبرت أغواري يوما؟ لامس بأناملك أطراف السنابل الممتلئة ـ تلك التي تعانقها الندى ـ وأغمض عينيك لوهلة حتى تتحسس تلك اللمسة جيدا.
هل تعرف كنه الصداقة؟ تمدّد في ليلة صيّفية مقمرة؛ لتداعب فيها النسيم جفنيك، ثم أستسلم لسلطان النوم حيث الأحلام أغرب من الخيال.
أنا اللمسة. أنا الخيال.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟