جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 23:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عجيب امر هذا الكائن لا يريد الا الحقيقة و لكن لا يتحمل الا الكذب و اذا قلت له الحقيقة فسوف يغضب او يصبح عدوا لك او يزعل منك. المسألة هي مسألة الكرامة و الشرف عند انسان بدون كرامة و شرف. يكذب السياسي لانه اذا قال الحقيقة لا يصوت المواطن له. ليس المواطن افضل من السياسي في الكذب و الفساد.
الحقيقة مرة - دول تتجسس على الكل - دول تتظاهر بالديموقراطية و حقوق الانسان و لكن تمارس العكس و تبيع الاسلحة ليقتل الانسان اخيه الانسان. انتهى زمن الثقة او دعني اقول: لم تكن هناك ثقة اطلاقا في تأريخ البشرية لذا لا افهم ما الفائدة من وجود كلمة (ثقة) في قاموس الانسان الا لاجل التضليل.
و لكني لست شخصيا ضد الكذب لان الكذب صفة بشرية مهمة يساعد الانسان على التكيف و التعايش و في الكذب حيلة و دهاء و ذكاء و تطور و تحدي بينما الحقيقة مملة تجمد العقل و تسطح العلاقات البشرية. المسألة ليست مسألة اخلاق و ايمان و الا لما نجحت العلاقات البشرية الاجتماعية اليومية و لما سيطرت بعض الدول و الاديان. يحكم الكذب العالم. ينحط العالم اذا صدق. تطورنا بفضل عالم الكذب.
هناك كلمتان في العربية الكذّاب المحترف و الكاذب غير المحترف. هناك ايات الكذب
في القرآن لاهميته: جاؤو بدم كذب و اوحى الينا ان العذاب على من كذب و كذبوا باياتنا كلها... فشل مسيلمة الكذاب لانه لم يكن كذابا محترفا مثل محمد. لا ينجح الا الذكي الذي يحترف الكذب و يتظاهر بالحقيقة في نفس الوقت. لم يتغير شيء الى يومنا هذا. عاش الكذب و مات الصدق. عاش العالم بفضل الكذب.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟