أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - صادق الازرقي - جرائم بحق مصادر المياه














المزيد.....

جرائم بحق مصادر المياه


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 22:12
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


يبدو أن العراقيين لم يتعودوا حتى الآن على تأدية امورهم الحياتية على وفق متطلبات العصر، وبحسب ما تمليه متطلبات الراحة والضرورات الصحية، وبتنا نجد انفسنا في كل يوم امام طائفة واسعة من المنغصات الحياتية والغرائب التي لا تليق بمجتمع متحضر؛ لن نتناول جميع الامور التي باتت تعايش العراقي وتؤرق عليه حياته فهي كثيرة، ولكننا نعتقد ان اكثرها خطورة ما يحدث للأنهار والمصادر المائية الداخلية، ونعني بها اجزاء الانهار التي تمر بالمدن والتجمعات السكانية، اذ تتعرض حتى الآن الى مخاطر كبيرة بسبب القاء كثير من السكان، لاسيما الذين يعيشون بالقرب منها فضلاتهم الصلبة في تلك الانهار، في حين لم تفعل الحكومة شيئاً في مكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها بسن العقوبات الرادعة بحق مرتكبيها، وبخاصة اذا ما علمنا ان المناطق الاكثر تضرراً هي المدن الواقعــة اســفل النهر التي تحتوي على اعلى كثافة سكانية.
وطبعاً فان السبب الرئيس فيما يتعلق بتلوث الانهار يقع على عاتق من يتسبب فيها اصلاً، بعض السكان ممن يفتقرون الى الشعور بالمسؤولية، ولكن على الحكومة ممثلة بالجهات المعنية ان تضع عقوبات صارمة بما فيها الحبس والغرامات لتلك الاعمال التي تعادل الجرائم الخطيرة.
من المهم هنا لمنع تلويث مياه الانهار، وانطلاقاً من واقع ان بعض الناس هو من يقوم بذلك وليس جميعهم، تشريع عقوبات رادعة، ومثل ذلك تعمل به معظم الدول، ففي دولة الامارات نص القانون على معاقبة من يقوم بتلويث مياه الشرب أو المياه الجوفية بالحبس مدة لا تقل عن سنة، والغرامة بين مليون الى مليوني درهم اماراتي ـ أي ما يعادل نحو 324 مليون دينار عراقي في حده الادنى ـ ويذكر التاريخ الاميركي ان الولايات المتحدة الاميركية في بدايات تأسيسها قضت بالحكم بإعدام من يتسبب في القاء الفضلات الصلبة في انهارها، بعد ان شخصت تزايد تلك الظاهرة.
اما نحن في العراق، فان ما يقع فيه غريب عن المنطق، ومن ذلك ان مديرية الموارد المائية في ذي قار، رفعت مؤخراً دعوى قضائية ضد مديرية المجاري فيها، بسبب تواصل القاء آلاف الامتار المكعبة يومياً من مياه المجاري في نهر الفرات وبقية الانهار في المحافظة، فرفض القضاء الدعوى بحجة "دفع الضرر الاكبر بالضرر الاصغر" بحسب مدير الموارد المائية في ذي قار الذي اوضح، ان القضاء رأى ان القاء مياه المجاري في النهر يسبب ضرراً "اصغر" يمكن ان يدفع ضرراً اكبر هو غرق شوارع المدينة بالمجاري.
فاذا كان بعض مسؤولينا ومنهم قضاتنا يفكرون بتلك الطريقة المتخلفة متناسين المخاطر التي تؤدي اليها عملية القاء الفضلات الصلبة في الانهر، فاقرأ على البلد السلام، انهم برروا فعلتهم بفعلة اسوأ، فكلاهما مر؛ ان تترك مجاري الناصرية من دون ان تطورها بما يتلاءم مع واقع الناس الحالي وان تصرف المجاري الى مصادر المياه العذبة لأنك فشلت في تطويرها، يعني ان ترتكب جريمتين تتعلقان بأرواح الناس ومصادر عيشهم وكلا الجريمتين تستحقان العقوبة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفرات التسارع المعرفي ودوامة الهدم التي تغمرنا
- الكهرباء الى أسوأ.. فما نفعها في رمضان؟
- حزب العدالة يخلع حجابه ويحلق لحيته
- العبودية في مظاهرها المعاصرة
- إدارة النفايات وعكازة الازمة المالية
- استعادة التفاؤل المفقود
- مولدات فضائية
- مستحقات الفلاحين بين التجارة والمالية
- التأثير في الواقع والتأثر به ونمط التفكير البناء
- الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل
- التمويل الذاتي ذريعة لقطع الأرزاق
- فوضى العراق غير الخلّاقة
- التوأمة لا قيمة لها إذا لم تنفع الناس
- لجنة تفرخ لجاناً واكتشافات مذهلة
- اين السكن في مشاريع وزاراته؟!
- كي لا نجر الى حرب لا مصلحة لنا فيها
- الأحداث العراقية في مهب اهواء بعض الإعلاميين
- ليست الوكالة فقط ما نخشاه
- محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود
- تنافس على السياسة أم على تقديم الخدمات؟!


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - صادق الازرقي - جرائم بحق مصادر المياه