أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صادق الازرقي - الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل














المزيد.....

الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 23:27
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ظلت قضية الكليات الاهلية في العراق، تراوح في مكانها طيلة السنوات الماضية، برغم الانفتاح الكبير على العالم والمنجزات العلمية، فوقعنا بذلك في إشكالية كبيرة، تمثلت في تزايد اعداد تلك الكليات والمتخرجين فيها والشهادات التي تمنحها؛ في الوقت الذي لم نشهد تغييراً جوهرياً فيما يتعلق بأوضاع التعليم، وبمجمل المرافق الحياتية التي تتعلق بدراستها تلكم المؤسسات وتلك الشهادات. ومن المعلوم ان اعداد المتخرجين في الإعدادية في تزايد مستمر، في حين يظل عدد الجامعات الحكومية محدوداً، وانها غير قادرة على استيعاب جميع الخريجين، ويذكر احد التقديرات ان عدد الجامعات المرتبطة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية 36 جامعة، في حين يبلغ عدد الكليات الأهلية المجازة رسمياً بموافقة الوزارة ومجلس الوزراء 43 كلية أهلية .وتتمحور الإشكاليات حول الاعتراف بشهادات الجامعات الاهلية المرتبط اساساً بمستوى التعليم فيها، وقد حذرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "الطلبة من خريجي الدراسة الاعدادية من التسجيل في الكليات الاهلية غير المعترف بها"، كما ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة اقليم كردستان قررت "عدم اعترافها بشهادات التخرج في الجامعات والكليات الأهلية من خارج الإقليم"، معللة ذلك بأن "صيغة الدوام فيها ليست كما يلزم فضلاً عن أن معايير القبول فيها متدنية كثيراً اذا ما قورنت بالقبول في الجامعات الاهلية في الإقليم"، وطالب الوزير بعدم منح امتيازات للطلبة المتخرجين في هذه الكليات.
اما فيما يتعلق بالطلبة، فقد نظم طلبة كلية بلاد الرافدين الاهلية في ديالى، في الموسم الدراسي الحالي احتجاجات أمام وزارة التعليم العالي، رداً على قرار الوزارة عدم الاعتراف بخمسة اقسام في الكلية من أصل تسعة، ومثل ذلك فعل خريجو كلية العراق الأهلية في محافظة البصرة.
من المعلوم ان بلدان أوروبا و الولايات المتحدة الأميركية، تعطي الكليات الأهلية دوراً كبيراً في بناء بلدانها، وقد اسهمت تلك الكليات بقسط كبير في انجاز التقدم العملي والتقني الذي شهدته وتشهده تلك البلدان؛ التي لا غنى لها عن التعليم الخاص الذي بات يشكل ضرورة ملحة امام الطفرات العلمية والتقدم التكنلوجي، وعلى سبيل المثال، في المانيا وبحسب الاستطلاعات فانه عند المقارنة بين الجامعات الخاصة والحكومية لوحظ ان الرغبة تتجه الى الجامعات الخاصة، التي من اهم عناصر نجاحها بحسب تلك الاستطلاعات "المستقبل المهني والخدمات التي توفرها الجامعة والأجواء التي تسودها"؛ وبالإشارة الى الارقام فان عدد المؤسسات الجامعية الخاصة حالياً في المانيا يبلغ أكثر من 100 بين جامعات ومعاهد عليا خاصة، وتأتي هامبورغ في صدارة المناطق الألمانية من حيث عدد الطلاب والجامعات الخاصة.
وتبين الاستطلاعات، ان من بين الأسباب التي تشجع الطلبة الألمان على الالتحاق بهذا الصنف من الجامعات والمعاهد "اعتمادها على برامج دراسية عملية تتطابق ومتطلبات سوق العمل، فضلا عن التزام بعضها مع شركات بعقود شراكة وتعاون، يحصل الطلبة بموجبها على فرص للتدريب واكتساب الخبرة في داخل مؤسساتها، الأمر الذي يرفع من حظوظ الطلبة ويمنحهم الامتياز داخل سوق العمل".
وبملاحظة ذلك، نرى ان الجامعات الخاصة في المانيا ومثل ذلك في عموم أوروبا وأميركا، هي التي تضمن المستقبل الوظيفي لطلابها وليست الجامعات الحكومية، وذلك هو الفارق بيننا وبينهم، اذ اننا لم يزل لدينا نزوع الاعتماد على الحكومة في كل الأشياء، وأول تلك الأشياء الاعتماد عليها كمصدر وحيد واوحد للتعيين والتوظيف، وهذا خطر كبير وقاتل لروح الانسان ورغبته في التطور والتجدد؛ وبرغم ان مشكلات أخرى تبرز لدينا هنا عند مقارنة انفسنا بتلك البلدان تتعلق بإخفاقنا في تفعيل المؤسسات الإنتاجية ومؤسسات وشركات القطاع الخاص، فان ذلك يمثل جزءاً من الإخفاق الهائل، الذي تمارسه المؤسسات في الدولة، التي أدت سياساتها الاقتصادية والأمنية غير الفاعلة الى لجم سوق القطاع الخاص وإماتته، فأعدنا بذلك الدورة القديمة البائسة، التي يعتمد فيها سوق العمل كلياً على الحكومة، وهو امر يجب الا يتواصل، لأنه اذا استمر فلن يشهد الوضع لدينا أي تطور او تحسن؛ ما يحز في انفسنا، ان مناطق الجنوب والفرات الأوسط وبعض مناطق الوسط وحتى في بغداد تشهد استقراراً امنياً واضحاً، ولكن الإجراءات الحكومية الخاطئة في مجال الاستثمار و تفاقم الفساد المالي والإداري، ضيع علينا فرصة البناء والإفادة من خريجي الجامعات الخاصة وتطوير مناهجها، الذي يرتبط أساسا بسوق العمل والإنتاج.
ان تفعيل مكانة الكليات الخاصة في العراق، يستدعي الالتفات الى الدور المطلوب منها الذي لا يمكن مواصلة عملية البناء على النحو الأسلم من دونه، وذلك يتطلب امرين رئيسين، أولهما يتعلق بالحكومة التي يتوجب عليها ان تنطلق من رؤية اقتصادية شاملة، تضع عملية بناء البلد وتصنيعه على سلم أولوياتها؛ والامر الآخر يتعلق بالجامعات نفسها التي عليها ان تطور مناهجها، بما يواكب التطور العلمي الحاصل في بلدان أخرى لاسيما في الدول المتقدمة؛ التي اعتمدت في تطوير تعليمها على منجزاتها نفسها ومراكز ابحاثها التي تراكمت معرفتها وتراكمت خبراتها على مر السنين والأيام وخرجت وتخرج اجيالا من العلم والعلماء والبناة، لا ان تعطي شهادات "دكتوراه" من دون "دكاترة" حقيقيين.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمويل الذاتي ذريعة لقطع الأرزاق
- فوضى العراق غير الخلّاقة
- التوأمة لا قيمة لها إذا لم تنفع الناس
- لجنة تفرخ لجاناً واكتشافات مذهلة
- اين السكن في مشاريع وزاراته؟!
- كي لا نجر الى حرب لا مصلحة لنا فيها
- الأحداث العراقية في مهب اهواء بعض الإعلاميين
- ليست الوكالة فقط ما نخشاه
- محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود
- تنافس على السياسة أم على تقديم الخدمات؟!
- لن ندحر الارهاب بمعادلة ناقصة
- كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً
- عن سبايكر دائماً
- هل يفلح «المتدينون» في بناء مؤسسة الحكم
- قانون عصري للضمان كفيل بتنشيط الاقتصاد
- الانتحار واهلاك الناس بتفجيرات -العدمية المطلقة-
- الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق
- الحنين الى الماضي.. حلكة الحاضر وضبابية الآتي
- التوافق المطلوب وطنيٌ شامل
- أين الحقيقة بشأن حمايات المسؤولين؟


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صادق الازرقي - الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل