أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق














المزيد.....

الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الكاتب و المفكر الاميركي الخبير في مجال دراسات المستقبل، آلفين توفلر، في معرض تناوله للسمات الجديدة التي يعيشها المجتمع البشري، فيما يعرف بالموجة الثالثة، التي ربطها في جانب رئيس منها بالتطور التكنولوجي الهائل وثورة وسائل الاعلام، إن "قاعدة الأكثرية لم تعد معياراً للمشروعية المتوازنة، وليست حتماً إنسانية أو ديمقراطية في المجتمعات الماضية إلى حضارة الموجة الثالثة .. الأكثرية نظام أساسي في العهد الصناعي يتزايد تهافتاً على مرّ الأيام، وليست الأكثرية بالأمر المهم، بل الأقلية هي الشيء المهم، وعلى نظم الحكم السياسية أن تترجم هذا الواقع" وهو من خلال تحليله يوضح ان الاقليات تعني الفئات ـ ولنقل المكونات ـ الاجتماعية؛ ويشدد على ان حل مشكلاتها يجب ان يكون ابرز ما يميز المجتمعات الحديثة، وفي هذا يقول ان "قاعدة الأكثرية، كانت في عهد الموجة الثانية، شبه مرادفة للانتصار، بالنسبة للفقراء، لأن هؤلاء كانوا يشكلون الأكثرية، أما اليوم، فإن العكس هو الصحيح،. ذلك أن الفقراء حقاً لم يعودوا يشكلون الأكثرية بالضرورة، وقد أصبحوا في عدد لا بأس به من الأمم، تماماً كبقية الناس، أقلية بين الأقليات".
ويحذر توفلر، من أن "غياب المؤسسات السياسية المناسبة هو الذي يثير الأقليات ويدفعها، حتى إلى العنف، إننا بنا حاجة إلى مقاربات جديدة وإلى أساليب تهدف إلى كشف الفروق بدلاً من سحقها، تحت ثقل أكثريات القيادة، أو الأكثريات المزيفة القائمة على الحقوق الانتخابية؛ أن حاجز الـ 51% حتى في إطار مجتمع جماهيري، كان معياراً سخيفاً وكمياً بالدرجة الأولى".
ينزع السياسيون العراقيون، الذين برزوا على انقاض النظام المباد، الى المفاخرة بموضوعة الاكثرية، فهم يلهجون بها في مناسبة او من دونها، مهاجمين جميع الآراء المخالفة بحجة انهم هم من يحظى بالأكثرية، وان الآخرين ممن لم يحظ بها لا يستحق العيش بصورة اعتيادية، الى الحد الذي عاب احد كبار المسؤولين في حزب متنفذ حاكم في سنة ماضية على احد المفكرين في مناظرة تلفازية آراءه، بحجة ان تياره لم ينل مقاعد في الانتخابات؛ في حين طلب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة السابقة من العلمانيين في كلام معروف له، مسارعة الحصول على جوازات سفر والذهاب للعيش في بلدان اخرى؛ لأنهم لم يحصلوا على رصيد انتخابي في العراق!
وعلى افتراض ان نسبة الفقر في العراق تتجاوز الـ 30% وهي آيلة للتزايد مع مرور الوقت بحسب البيانات الصادرة من جهات عدة، وعلى اعتبار انهم على وفق سياسة الموجة الثالثة يعدّون احدى الاقليات وهم اقلية كبيرة قطعاً، فان عدم التوصل الى علاجات ناجعة لتحسين احوالهم برفع مستواهم المعيشي و دمجهم في الاكثرية ـ وهي ليست الاكثرية الانتخابية او النيابية ـ التي لا تعني شيئاً مع الاخفاق الحاصل في تحسين وضع الاقليات المسحوقة؛ تجسد في الإعراض عن مناقشة القضايا المتعلقة بمعيشة الفقراء، وترك كثير منهم يبحثون في اكوام القمامة عن مصدر لعيشهم، في حين يتمتع معظم السياسيين بأموال كبيرة كان يفترض ان تذهب لحل مشكلة الفقر وتوفير اسباب الحياة اللائقة بالفقراء، وهو ما تشترطه متطلبات سياسة الموجة الثالثة؛ كي لا تسد المنافذ امامهم فيلجؤون الى العنف بأشكاله، مثلما يحذر منه منظرو تلك السياسة.
والمفارقة هنا، ان حلول المشكلات بحسب ما يطرحها واضعو نظريات سياسة الموجة الثالثة، وبحسب ما اشار اليه، توفلر، تعتمد على التراكم المتولد عن الوضع الناجم من المرحلة السابقة، الذي انبثق من الموجة الثانية الذي يتمحور حول سياسة التعاطف الانساني والاخلاق والقوانين الوضعية التي تهتم ببني البشر، اذ يقول "يحتاج المجتمع إلى افراد يكونون رحماء فيما بينهم وصادقين مع بعضهم.. يحتاج المجتمع إلى جميع أنواع المهارات والمعارف التي لا تكتفي بكونها مهارات فنية لا غير؛ بل ان يكون حاملو هذه المهارات والفنيات يتمتعون بعواطف ووجدان"، نجد ان كلاماً كثيراً يشبه هذا يتردد على السنة سياسيينا بصورة دائمة، حين يجزلون الحديث عن الرحمة والفضيلة، في حين يعمل كثير منهم بخلافه في الواقع، اما في الغرب فانهم لا يتحدثون به الا على السنة منظريهم، في حين يطبقونه يومياً بصورة فعلية، ويضعون القوانين الكفيلة بتحقيق الرحمة والعدالة، وتكريس الفضائل الحقيقية؛ التي ترفع من شأن الانسان بصفته قيمة عليا.
اننا نرى، ان التعويل على امثولة الاكثرية السياسية أو النيابية، اصبحت جزءاً من تراكمات الماضي، ولن تكفي وحدها لوضع الحلول لإشكالات الحياة، والسعي لإنجاز مجتمع امثل؛ ولكن المقياس اصبح يتعلق الآن بتلبية مطالب الاقليات وبضمنهم الفقراء ومحدودي الدخل، خوف ان يتحولوا الى اكثرية ـ تشير بيانات وزارة التخطيط الى ان نسبة الفقر في العراق كانت 19% قبل ان تصل الى 30%ـ أو يلجؤون الى العنف او يسهموا فيه، وتلك امور تزاد المخاطر منها بالذات في مجتمعاتنا التي تتحدث ليلاً ونهاراً عن الاخلاق والشفقة، في حين تنأى بنفسها عن تطبيق الامور التي تلبي ذلك او تعمل على تحقيقه؛ ما يوفر بيئة ملائمة للانهيارات المتعاقبة في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية، وهو الأمر الذي يقر بتواجده حتى السياسيون الذين كثيراً ما يعربون عن عجزهم في فهمه او معالجته؛ ما ادى الى تراكم مخاطره وكوارثه يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة أخرى، الى الحد الذي دفع اعداداً متزايدة من الناس جاوزت اكثر من نصف المجتمع لتنأى بنفسها عن الذهاب للإسهام في الممارسات الانتخابية، بعد أن ادركت ان مفهوم الاكثرية النيابية او السياسية، لم يعد يعني شيئا، ولن ينفع ازاء الاخفاق المتواصل في تلبية مطالبهم وتحسين احوالهم و الغاء الفوارق بين الاكثرية والاقلية.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحنين الى الماضي.. حلكة الحاضر وضبابية الآتي
- التوافق المطلوب وطنيٌ شامل
- أين الحقيقة بشأن حمايات المسؤولين؟
- بعض اسرار تخلفنا وتقدم الآخرين
- فرصتنا لاستعادة وجدان العراق الحقيقي
- مواقف العرب المسبقة من الاحداث العراقية
- الحرب والسياسة وما بينهما
- الارهاب والفساد قطبا رحى الخراب
- تخفيض رواتب كبار المسؤولين تدبير مكمل للإصلاح الاداري
- الحكومة والمعارضة و بلبلة الانسحاب النيابي
- حقوق الصحفيين بين -قانونهم- وبطش ذوي السلطان
- التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة
- أعياد الحب المجهضة في مناخات القسوة و الكراهية
- أي نظام اجتماعي نبنيه بعملية تربوية عليلة؟
- حقوق الإنسان في قبضة وزيرها
- مربعات الحرائق وتساقط الاعمدة
- شد احزمة بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- شد بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- هل لدى العراقيين رأي عام حقيقي؟
- النفط الذي هرِمَ والزراعة التي أجدبت


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق