أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - مربعات الحرائق وتساقط الاعمدة














المزيد.....

مربعات الحرائق وتساقط الاعمدة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


امران خطيران حفلت بهما ساحة الاحداث في المدة الماضية، احدهما تمثل بحريق اندلع في غرفة عقود وزارة الصناعة والمعادن، قالت عنه لجنة النزاهة النيابية ان "حرق غرفة العقود في وزارة الصناعة والمعادن جريمة بحق العراق و ان احتراق الغرف المهمة في الوزارات مؤشر خطير جداً على أداء الحكومة، لأنه ربما يأتي لتضييع آثار جريمة الفساد"، اما الامر الآخر الذي لفت الانظار فهو اعلان وزارة الكهرباء عن فقدانها 1200 ميغاواط من منظومة الطاقة الكهربائية من جراء "استهداف" خطوط نقلها جنوبي بغداد، و بسبب "انخفاض" ضغــط الغاز المجهـــز.
لقد تزامن حريق الصناعة مع حرائق اخرى في بغداد وفي الناصرية، وتسبب في انبثاق المخاوف من جديد من حرائق قد تطال وزارات ومؤسسات اخرى؛ ما يذكرنا بحرائق مماثلة جرت في السنوات الماضية، ارتبطت بتزايد الإنباء بشأن الشروع في محاربة الفساد والمفسدين، والنظر في الملفات المتعلقة بالعقود التي ابرمتها الوزارات في زمن الحكومات السابقة، التي اعلن فيها عن تخصيص وصرف الاموال من دون ان ينتج عن ذلك مشاريع حقيقية.
اما عمليات استهداف الابراج الناقلة للطاقة الكهربائية، فقد عادت الى الظهور مرة اخرى بعد انقطاعها لمدة طويلة، واثر التحسن النسبي في تزويد الناس بالطاقة الكهربائية، وكانت الانظار تتجه الى استكمال بناء المحطات في بداية الصيف المقبل، كي يتسنى التزود بطاقة كاملة على مدار الساعة تنقذ الناس من حر الصيف اللاهب؛ و يخشى الناس من ان تنبثق مرة اخرى مخاوف الصراع الذي يدفع ثمنه السكان، بين وزارتي الكهرباء والنفط، اللتين منحتا على وفق الانتماءات المذهبية؛ اذ جرى تجاوز المطلب الشعبي الذي كان يدعو الى تشكيل وزارة واحدة تضم النفط والكهرباء باسم وزارة الطاقة بإدارة واحدة؛ لتجنب الصراع المرير الذي عانى الناس من نتائجه المدمرة طيلة الاثنتي عشرة سنة الماضية.
وفيما يتعلق باستهداف الخطوط جنوبي بغداد، كان من الضرورة ان يجري توفير الحماية لها، ترافقاً مع العمليات العسكرية الجارية، التي تحقق فيها القوات الامنية مكاسب ملحوظة.
ان الاخفاق في توفير بدائل للملفات و الوثائق الورقية المتعلقة بالعقود المبرمة في مواقع الوزارات، برغم دعاوى بعض الجهات من انها انجزت مشاريع الحكومة الالكترونية، يشكل فضيحة كبرى، لا تعفي الجهات المعنية من اتهام بعضها بالتسبب في تلك الحرائق، او حتى الاسهام فيها، كما لم تعد مسوغات التماس الكهربائي تقنع احداً، اذ ان معظم الحرائق المضرمة، جرت في الليل، أي في ظل عدم وجود أحمال على الشبكات الداخلية؛ لتواجد الموظفين في منازلهم، اضافة الى اطفاء معظم الاجهزة التي تتسبب بصورة رئيسة في الحرائق، ومنها المدافئ والمكيفات، كما ان عودة الحرائق في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة عن نيتها في التحرك لكشف ملفات الفساد، ورفعها الى القضاء، وتأكيد رئاسة الوزراء على ضرورة دحر المفسدين، تلقي ظلالا من الشك على مزاعم التماس الكهربائي، وتسببه في الحرائق.
يتخوف الناس، ولهم مسوغاتهم المشروعة من مثل تلك المخاوف، من ان جهات عدة تحاول الالتفاف على الاجراءات التي اعلنت الحكومة انها ستشرع بها لمحاربة الفساد، وقد يكون منهجهم المتبع اضافة الى تحريك اياديهم الخفية وافراغ الاجراءات التنفيذية والقضائية المحتملة من محتواها هو الالتفاف على ذوي الشأن؛ واللجوء الى الاسلوب التقليدي ذاته الذي درجوا على اتباعه طيلة السنوات الماضية، والمتمثل فيما يتعلق بالقضيتين المطروحتين، بتحريك تلك الايادي لاستهداف ذلك المرفق الحيوي الذي لا غنى عنه لإدامة نسغ الحياة، ونعني به الكهرباء، هادفين من وراء ذلك الى افشال المساعي الرامية لتوفير تلك الخدمة؛ اضافة الى افساح المجال مرة اخرى لمافيات السوق، لإدامة عمليات استيراد المولدات والمتاجرة بها مع انعدام اي صناعة محلية بهذا الشأن.
هذا من جانب؛ اما اسلوب حرق الاقسام المختصة بالعقود او الملفات الحساسة، فلقد اتبع في اوقات سابقة مثلما حصل في وزارتي الصحة والداخلية وغيرهما وشمل حتى الاسواق، في سنين خلت؛ والغريب في الامر انه حين يجري التلميح الى ان الحرق متعمد والتحذير من حرائق اخرى محتملة، فان الجهات المعنية بأمر تلك العقود او التي تحتفظ بملفات مهمة تتعلق بعمليات الشراء والمناقصات والمشاريع، لا تلجأ الى ابسط الوسائل التي تحفظ لها محتويات تلك الاوراق حتى لو تلفت، ونعني بذلك الاستفادة من الطرق التكنولوجية الحديثة في حفظ الوثائق في اقراص، او رقائق ذاكرة متناهية الصغر، يمكن الاحتفاظ بها في اي مكان ونسخ محتوياتها لأكثر من مرة؛ وان العجز والتهاون في تحقيق ذلك، يبين لنا عظم المخاطر التي تقف وراء عمليات الحرق، وكذا الحال مع الايادي المنفذة لعمليات استهداف ابراج الطاقة الكهربائية وتخريبها.
و مثلما جرى التأكيد في اكثر من مرة على ضرورة ان تتبع العمليات العسكرية التي تحقق المكاسب في الجبهة، عمليات حماية للمنشآت المتعلقة بممتلكات البلد العامة، فان من الضروري ان تتخذ تلك الاجراءات في هذه المدة بالذات، حيث تتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية، واذ تشدد الحكومة على الحاجة الى مطاردة الفساد والفاسدين، وحيث يتحرك الفاسدون لإدامة سطوتهم عن طريق اساليبهم المعهودة التي لم تعد غريبة لنا، ومنها اشعال الحرائق وتخريب البنى التحتية و في مقدمتها منشآت الكهرباء.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شد احزمة بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- شد بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- هل لدى العراقيين رأي عام حقيقي؟
- النفط الذي هرِمَ والزراعة التي أجدبت
- تونس تنتشل -الربيع العربي- من كبوته
- أبواب النواب مغلقة حتى حين
- مواسم القتل الجماعي.. ضحايا أبرياء و مبررات غير عقلانية
- السلم الاجتماعي هدف الديمقراطية و أساسها
- تحسين العلاقات مع الدول الأخرى مكسب للإنسان العراقي
- عن الموازنة مرة أخرى
- إشكالية المواطنة و عوامل جذب «التوطين»
- سوريالية الزمن العراقي الحزين
- لجان مجلس النواب المتكاثرة قرينة الإخفاق
- متوالية الموت العراقي.. هل من نهاية؟
- الوزراء الجدد ..العبرة فقط في النتائج
- وزارة العبادي.. مخاض عسير وتنافس ضار
- دماء سبايكر ومساعي إخفاء دلائل الجريمة
- المطلوب وزراء مستقلون مختصون
- فضائح مسؤولينا وحنكة الآخرين
- -ماراثون- الموازنة..لا نقطة شروع و لا خط نهاية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - مربعات الحرائق وتساقط الاعمدة