أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صادق الازرقي - محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود














المزيد.....

محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 21:41
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تصاعدت في المدة الماضية اخبار الفرار الجماعي للناس من بلدان ما يسمى بالشرق الاوسط وافريقيا، التماساً لحياة بديلة عن حياة الحرمان والحروب والتعذيب التي يرزحون بظلها في “دولهم”.
فاثر اعلان الامم المتحدة عن مقتل اكثر من 800 شخص من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما بعد ان غرقت سفينة كانت تقلهم من ميناء طرابلس في ليبيا باتجاه ايطاليا، تواردت انباء اخرى عن غرق سفينة ثانية تحمل على متنها أكثر من 300 مهاجر غير شرعي قرب سواحل اليونان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وقد تبع ذلك استنفار الاتحاد الاوروبي واتخاذه مقررات تتعلق بمجابهة مد الهجرة المتزايد.
ما يهمنا في موضوع الهجرة هو المغزى السياسي والاجتماعي الذي تعكسه افواج الناس الذين لا تتوقف محاولاتهم، التي تنوي التشبث بأي امل تنعتق بوساطته من اوضاع بلدانهم المزرية التي اجبرتهم على طرق اكثر الابواب خطورة؛ لعلهم يفلحون في الوصول الى ارض تأويهم بديلاً عن بلدانهم التي اذاقتهم الويل.
وبذكر الارقام التي تبين عظم المأساة، نشير الى ما اكده خفر السواحل الايطاليون قبل ايام من ان “اكثر من 11 الف مهاجر غير شرعي وصلوا الى ايطاليا خلال الاشهر الستة الاخيرة، وان مئات آخرين يستمرون في الوصول الى الشواطئ الايطالية”، وقبل ذلك كانت المنظمة العالمية للهجرة قد اعطت ارقاماً مفزعة حين كشفت عن ان “أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر غير شرعي لقوا حتفهم في ثمانية اشهر في البحر الابيض المتوسط”، وبحساب ذلك يتبين لنا ان 375 مهاجراً يموت في كل شهر أي بمعدل اكثر من 12 شخصاً في اليوم؛ في حين أعطت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ارقاماً اكثر ايلاماً حين ذكرت ؛ ان 2500 مهاجر غير شرعي لقوا مصرعهم في البحر الأبيض المتوسط، في أثناء محاولتهم الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام الحالي، أي في اقل من اربعة اشهر بمعدل 625 ضحية في الشهر وبنحو 21 في اليوم.
ان ضخامة اعداد الهاربين من بلدان الشرق الاسلامي وافريقيا، ومن بينهم عائلات بأكملها، تضم كثيراً من الاطفال، توضح حجم الكارثة التي تعيشها تلك البلدان، اذ اشارت الامم المتحدة الى ان من بين الضحايا يوجد سوريون وعراقيون وارتيريون وصوماليون و من مالي وغامبيا والسنغال وبنغلادش ودول اخرى، ما يشير الى الهموم المشتركة، التي يعاني منها الهاربون من جحيم الشرق وافريقيا الى جنة الحلم الاوروبي او الاميركي، وهذه المشتركات تتعلق بالحياة القاسية التي يعانيها الناس في تلك البلدان؛ التي يشهد معظمها حروباً ومجاعات واوضاعاً اقتصادية تلقي بظلالها القاتمة على حياة السكان، الأمر الذي يدفعهم الى اجتراح المغامرات وركوب الامواج؛ للوصول الى بر أمان يحتضن آمالهم وطموحاتهم، التي لا تعدو ان تكون تطلعاً بسيطاً الى الاستقرار في اجواء هادئة مسالمة، تضمن لهم عيشاً مستتبا وضماناً أولياً.
المشكلة، ان السياسيين الذين يقودون البلدان التي يهرب منها الناس في العادة، الى أوروبا واميركا ينصحون الناس بالبقاء في “ارضهم” ومكابدة العناء وترسيخ اقدامهم! في حين يسارع هؤلاء “السياسيون” انفسهم، مع ادنى فرصة الى افساح المجال لا بنائهم واسرهم للنزوح الى تلك البلدان و استيطانها ونيل جنسياتها؛ بل كثيراً ما ترى الشعوب المبتلاة بهم كيف انهم يسارعون مع اول مناسبة بعد انتهاء مدة توليهم الحكم في “بلدانهم” الى الرحيل الى تلك البلدان والعيش فيها، ويشمل هذا حتى بعض المنتسبين الى التيارات الدينية الذين يجاهرون ليلاً ونهاراً بالحديث عن مساوئ العيش في “بلدان الكفر” وضرورة الهجرة منها، لا الهجرة اليها!
ان ثمت حقيقة مرة ووحيدة سيواجهها المجتمع البشري في الحقبة المقبلة، تتركز في ان الانسان سيحيي بمواجهة فعلية مع ازماته التي ستتفاقم اذا تواصل الاداء السياسي المتخلف والقاصر، من قبل السياسيين الذين يصلون الى سدة الحكم في البلدان التي لم تزل متأخرة، التي يفر منها الناس؛ وانهم اذا لم يسايروا احداث العصر المتسارعة، ويتركوا التشدق بالماضي والتطلع الى الحاضر، لتغييره بما يلبي طموحات السكان في دولهم، فان افواج المهاجرين ستتزايد، ولن تنفع في الحد منها أي قرارات تتخذها بلدان اللجوء لمجابهة موجات المهاجرين المتعاظمة؛ وان لا حل في الافق القريب والبعيد سوى بالارتقاء بأوضاع سكان البلدان التي يهرب منها الناس، وتوفير الحياة الحرة الكريمة بكل ما تمثله هاتان الكلمتان من معنى لاسيما ان دولاً كثيرة يهرب منها الناس تمتاز بثرواتها الاقتصادية والبشرية الهائلة، وبغناها الحقيقي، الا ان المشكلة هي في السياسيين الفاشلين الذين لا يفكرون الا بأنفسهم؛ وهو امر كان سائداً في اوروبا ايضاً في حقب ماضية كانت فيها الهجرة تشمل حتى سكان القارة الاوروبية، غير ان سياسييهم توصلوا بالخبرة التي تراكمت لديهم، الى افضل الطرق والعلاجات التي يديرون بها دفة التنمية والديمقراطية الحقيقية في بلدانهم، وتوفير اجواء مستقرة آمنة لاغنى عنها للناس من اجل الثبات في المكان وتأسيس العائلات والاطمئنان على المستقبل.
ان أنموذج بلدان الشرق وبعض البلدان الافريقية، يعطي مثالاً سيئاً لدى الدول المتقدمة قبل ان يصل المهاجرون اليها، فتلك الدول لم تسمع من تلك البلدان سوى الاحداث المتعلقة بصور القسوة والدماء والقتل والحروب وانتشار انماط الكراهية؛ كما ان كثيراً من اللاجئين اليها يواصلون ربط انفسهم بالفئات المتطرفة في بلدانهم التي اتوا منها، والسفر اليها عند الحاجة لممارسة اعمال العنف والقتل، وهو ما يتخوف منه الاوروبيون، وذلك ما يعقد امتحان الهجرة لدى الجموع البشرية الراغبة في حياة آمنة؛ فتتفاقم محنة لجوئها مع مرور الايام.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنافس على السياسة أم على تقديم الخدمات؟!
- لن ندحر الارهاب بمعادلة ناقصة
- كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً
- عن سبايكر دائماً
- هل يفلح «المتدينون» في بناء مؤسسة الحكم
- قانون عصري للضمان كفيل بتنشيط الاقتصاد
- الانتحار واهلاك الناس بتفجيرات -العدمية المطلقة-
- الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق
- الحنين الى الماضي.. حلكة الحاضر وضبابية الآتي
- التوافق المطلوب وطنيٌ شامل
- أين الحقيقة بشأن حمايات المسؤولين؟
- بعض اسرار تخلفنا وتقدم الآخرين
- فرصتنا لاستعادة وجدان العراق الحقيقي
- مواقف العرب المسبقة من الاحداث العراقية
- الحرب والسياسة وما بينهما
- الارهاب والفساد قطبا رحى الخراب
- تخفيض رواتب كبار المسؤولين تدبير مكمل للإصلاح الاداري
- الحكومة والمعارضة و بلبلة الانسحاب النيابي
- حقوق الصحفيين بين -قانونهم- وبطش ذوي السلطان
- التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صادق الازرقي - محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود