محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 11:42
المحور:
الادب والفن
الكهل يرقص برزانة ووقار.
يرقص منتظراً حلول العام الجديد، في بيت المرأة التي تعشق الرسم.
والمرأة التي تعشق الرسم ترقص الآن في صالة بيتها المشع بالأضواء.
صديقتها التي تعشق الشعر، ترقص هي الأخرى في الصالة، ويتطاير شعرها الكثيف في الفضاء.
ومؤلف الأغاني يرقص بحركات فاترة، يرقص كأنه زاهد في الرقص، أو كأنه يؤدي واجباً ثقيلاً لا يحب أن يؤديه، وزوجته التي ترتدي فستاناً قصيراً، ترقص دون احتشام، تنقر بلاط الصالة بحذائها الأسود، وتهز خصرها بمرونة ثم ترفع ساقها في الهواء.
والكهل يراقص المرأة التي تعشق الرسم حيناً، ويراقص المرأة التي تعشق الشعر حيناً آخر، ومؤلف الأغاني يرقص بعيداً عن المجال الحيوي لساق زوجته، كما لو أنه يخشى أن تلحق به أذى غير مقصود. ينسحب نحو طرف الصالة البعيد، وزوجته تقذف بحذائها نحو الباب، تلفّ على خصرها منديلاً أحمر اللون، ترقص رقصاً بلدياً فيه إثارة ما.
والمرأة التي تعشق الرسم تنقر على الدربكة بأصابعها الرشيقة، والمرأة التي تعشق الشعر تفترش أرض الصالة وتسترسل في الغناء، والكهل يتسمر فوق الكرسي متخوفاً من فضيحة ما. ومؤلف الأغاني يعود من المطبخ حاملاً بين يديه سطلاً مليئاً بالماء، يدلقه فوق أرض الصالة، في لحظة انطفاء الأضواء.
والكهل يلفه صمت عميق، لسبب غامض، ومؤلف الأغاني يلقي موعظة ما، والنسوة الثلاث، يتمددن فوق بلاط الصالة المبلل بالماء، مستسلمات لمشيئة العام الجديد الذي اقتحم الأبواب.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟