محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 13:25
المحور:
الادب والفن
غرف فارغة، فارغة ومعتمة.
لها أبواب كثيرة، بعضها مفتوح وبعضها موارب.
ومن نوافذها يتسلل هواء بارد، بارد إلى الحد الذي يجعل المرأة تفكر برفع ياقة معطفها الربيعي، إلى ما فوق العنق.
غرف فارغة ومعتمة، إلى الحد الذي يجعل الرجل يفكر بإشعال عود ثقاب، لكي يتخفف مما يشعر به من قلق. والمرأة تمنع الرجل من إشعال عود الثقاب. تقول إنها تعشق العتمة، وتقول إنها تشعر بقليل من البرد. يقول لها الرجل بحسن نية مفرطة: سأغلق النافذة.
يمشي في اتجاه النافذة، ويغلقها.
يستمر الهواء البارد في التسرب عبر النوافذ الأخرى. تقول: ما زلت أشعر بالبرد.
يقول لها: سأغلق كل النوافذ.
الرجل، بعد ساعة، يتوقف عن إغلاق النوافذ، لأنها نوافذ لا حصر لها، يعود إلى المرأة في الغرفة الأولى، يناديها، فلا يسمع جواباً. يمشي على غير هدى، متوقعاً أن يصطدم بجسدها، فيضمها إلى صدره بحنان.
يشعل عود ثقاب، يحدق في أنحاء الغرفة، لم تكن المرأة هناك.
يبحث عنها في الغرف الأخرى، وليس ثمة من حوله سوى العتمة والفراغ.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟