أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14














المزيد.....

رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


النهر كان في ترتيبها الذهني النقطة المتممة للتطهير وشرطا جديرا بالأخذ به بعد أن أنجزت ما تعقد أنه المناسب للرجل وحماره تركت الحرية لأقدامها أن تسير له ولتنعم بالأمان وتتصل بمن تستطيع أن تكلمه وتشكو له الهم ,لا شيء أمامها هذا الصباح لتطعم الصغار ولا تمتلك أي مبلغ أو تتوفر على فرصة للحصول قرض من أحد وتعلم أن جميع من عاد خلا الزاير عليوي قد لا يملكون عانة أو حتى عشرة فلوس ,برغم الامان الذي تشعر به لكن القلق من الجوع هو الذي يزعجها في هذا الصباح .
نفضت عنها ما تيبس من الطين والملح ووقفت على حافة النهر تريد أن تخاطب السيد عبد الله شاهدت من بعيد شبح أمرأة قادمة صوب القرية الظاهر عليها أنها عائدة من المدينة أو قادمة من القرى المجاورة في الطريق لها ,إذا كانت عائدة من المدينة لا بد أنها خرجت منتصف الليلة الماضية أو على الأقل قبل بزوغ الفجر بساعة ,أما لو كانت من مكان أخر فما يدفعها للمجئ بهذا الصباح ,عبرت النهر وتوجهت صوب السيدة القادمة لتعرف سر قدومها المفاجئ هذا ... من الملامح البعيدة أنها ليست من أهل القرية ولا من سكانها .
المسير إلى المدينة بدون سيارة "الدوج" القديمة يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات في رحلة لا يمكن قطعها إلا فجرا أو بعد العصر في هذا الجو اللاهب والمغبر ,الزاير عليوي من أكثر الناس ذهابا وأيابا للمدينة ومنها لأماكن أخرى فهو تقريبا لدى الكثير من عائلته من يعمل بالمملحة صغارا وكبارا ومن النساء وحتى الاطفال لذا فهو في غالب الاحيان يمكنه أن يسافر ويزور العتبات الدينية وله صلات مع الكثير خارج المملحة وخروجه هذا الصباح له أسباب من النجاح معقولة ليتعرف على مصير كامل وهو واثق أنه بالأخر سيعرف كل شيء وأي شيء .
ألتقت أم كامل بالمرأة القادمة من بعيد وعرفت منها أنها جاءت تشتري الملح بمقايضته ببعض البيض وقليلا من الطحين كما هي العادة في الأيام الخالية حيث تزدهر هذه التجارة , طلبت منها البقاء على النهر ريثما تحضر لها طلبها وخوفا عليها من أن تصاب وخبر الوباء معروف في كل مكان , حملت الكيس الفارغ الذي جاءت به السيدة الغريبة وتوجهت من فورها للملحة ,فهناك أكوام من الملح الخام وهناك أكوام من الملح المغسول .
في الطريق للملحة مرت على الصغار ووجدتهم يلعبون بأنتظار عودتها ورأت الصرة التي جاء بها الزاير عليوي حسب ما أخبرتها أمل ,كم أنت كريم يا الله فتحت الكيس كل شيء تمام ومناسب ,ستأكلون اليوم ما بعثه الله لكم بأنتظار غد لا نعرف ما يخبئ لنا ,أمرت أمل أن تذهب للنهر وتنادي على السيدة الغريبة وتجلسها هنا في الدار لحين ما تعود بالملح وقد باشرت في عجن الطحين لتهية فطور للصغار وللضيفة التي حلت أو ستحل عليهم .
أول وجهة الزاير كانت المستشفى فقد عرف من سلمان أنه كان يبحث عن الناجين والموتى من سجلات المستشفى والرجل ذهب كي تلد إمرأته بعد أن تبين أنها تواجه نوع من عسر غير طبيعي , كان لا بد لسلمان أن يسأل عن هذا الموضوع أولا ,كان أسم حبابة واضحا في السجل وقد شاهده وهو ملم بالقراءة نعم إنها ولدت هنا قبل خمسة أيام وخرجت في نفس اليوم وعادت أول الأمس لأصابتها بحمى الناس وقد تم إرسالها إلى مستشفى القضاء لتوفر فرص العلاج أفضل من إمكانيات هذه المستشفى , سحب نفسا عميقا وشكر الموظف على إسداء الخدمة وهم بالمغادرة سريعا .
عادت العجوز تنؤ بحمل كيس الملح فقد كانت أكثر من كريمة في تعبئته لكنها لم تدرك حجم الثقل الذي سيرهقها ,نجحت في في الوصول به لدارها حيث كانت المرأة الضيف تنتظر بقلق عودتها وخشيتها مما لا تتوقعه ورأيت كيف أن الملح هنا يحيط بكل شيء ,حاولت المرأة الذهاب بالملح ولكن أم كامل أبت خروجها قبل أن تفطر معهم وسارعت لإشعال النار وتركت أمر إحماء التنور إلى أمل فيما هي تتهيأ للخبز أشعلت نار أخرى لتعمل الشاي وتطبخ البيض مع بعض الزبدة التي تركها الزاير لهم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح8
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح6
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح7
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح5
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح4
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح3
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح2
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح44 , الخلاصة العملية
- أفكار في دائرة التنوير
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح42 , التشخيص السليم ن ...


المزيد.....




- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14