أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - قانون شبكة الإعلام حرية أم تقييد؟














المزيد.....

قانون شبكة الإعلام حرية أم تقييد؟


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قانون شبكة الإعلام الذي اقره البرلمان العراقي فيه الكثير من مقومات النهاية لهذه الشبكة عبر الغاء ميزانيتها وتحويلها للتمويل الذاتي وهو ألأمر الذي سيجعل أداء الشبكة بكافة فروعها وتوجهاتها حذر جدا ومقيد ومقنن خاصة في الأزمة الإقتصادية التي يعيشها العراق وفي ظل عجز وزارات ممولة من الدولة في تسديد مستحقات موظفيها فكيف إذا كان الأمر تمويل ذاتي.
علينا أن نكون طرفا في مناقشة قانون شبكة الإعلام العراقي الذي تم التصويت عليه من قبل البرلمان العراقي،والقانون بحد ذاته لم يكن بالمستوى الذي يجعلنا نقول إنه لا يلبي الغاية التي من أجلها تأسست شبكة الإعلام العراقي في عهد بريمر، ومن المفارقات المهمة بأن قانون بريمر هو أفضل بكثير من القانون المطروح للتصويت حاليا لسبب جوهري يتمثل بأن قانون بريمر أراد أن يمنح الشبكة دورها الحقيقي في بلد ديمقراطي تعددي قائم على اللامركزية وهذا التوجه متأتي من إن رؤية وواجبات الإعلام في العصر الحالي تختلف بالتأكيد عما كان سائدا في العقود الماضية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن مسودة القانون الحالي قد تكون في الكثير من موادها وفقراتها تحاول تكبيل شبكة الإعلام وتجريدها من مهامها ألأساسية وهذا خطأ كبير عندما ينظر البعض للإعلام في الألفية الثالثة وفي بلد ديمقراطي نفس النظرة للإعلام في ثمانينات القرن الماضي وبأنظمة شمولية ،وهذا ناجم من أن الكثير من المسؤولين سواء في البرلمان أو حتى مجلس الوزراء ليست لديهم رؤية حقيقية للهيئات المستقلة في الأنظمة الديمقراطية وهذا ما يجعل البعض منهم يحاول تشريع قوانين تتناقض مع الدستور أولا، وتتناقض مع الغاية من تشكيل هيئات مستقلة والتي نص عليها الدستور العراقي .
ومن الأخطاء الكبيرة ان يتم ربط شبكة الإعلام بالبرلمان،ليس لأنها هيئة مستقلة فقط، بل لأن ربطها بالبرلمان لن يتيح لها أداء واجباتها بالشكل السليم والصحيح وأيضا بأن شبكة الإعلام ليست بديلة لوزارة الإعلام كما يظن البعض،بقدر ما إنها هيئة مستقلة وجزء مهم من مؤسسات الدولة الثابتة وليست مؤسسات الحكومة القابلة للتغير بتغير البرلمان و الحكومة بموجب ممارسات ديمقراطية معروفة،وبالتالي فلا يمكن أن ننظر لها وفق مبدأ تقاسمها مثل تقاسم الوزارات لأننا سنخسر هيئات مستقلة وضعها الدستور ليس ترفا بقدر ما إنها حاجة لبناء دولة المؤسسات الثابتة والتي تكون بعيدة جدا عن الصراعات السياسية مهما كانت غايتها وأهدافها .
وهذا يعني بأن القانون يجب أن يتضمن ثوابت أبرزها استقلالية شبكة سياسيا واقتصاديا بما يؤمن أداء عملها بالشكل المطلوب، خاصة وإن ضمان حرية التعبير احد ثوابت شبكة الإعلام العراقية منذ تأسيسها وحتى الآن وهذا ما يجعلنا بحاجة ماسة لتعزيز هذا وليس تقييده او محاولة وضع ذلك في إطار قانون قد يحد من هذا .
وأخيرا إن الإعلام العراقي استطاع أن يتجاوز مرحلة البداية وينتقل إلى مرحلة جديدة هي مرحلة البناء للشخصية العراقية خاصة بعد أن أصبحت الكثير من المفاهيم التي كان يسأل عنها أبناء العراق كالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وحكومة الشراكة وغيرها من المصطلحات باتت معروفة لدى الجميع وهذا لم يأت من فراغ بل من خلال جهد كبير بذله صناع الرأي في البلد وفي مقدمتهم العاملين في المؤسسات الإعلامية وفي مقدمتها شبكة الإعلام العراقية التي تحتاج لدعم من السلطتين التشريعية والتنفيذية وأبسط صور هذا الدعم إبقائها مستقلة وليست وزارة خاضعة لحسابات الكتل السياسية.
وخلاصة ما يمكن قوله بأن هذا القانون يندرج ضمن مجموعة القوانين التي تراعي (التوازن) كما يتضح من ذلك ، ولكن في نفس الوقت إن هذا القانون يجعل شبكة الإعلام يتراجع أدائها لصالح وسائل إعلام أخرى.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برشلونة وريال ومدريد
- المقابر الجماعية .. عناوين الشهادة العراقية
- عيد العمال
- التقسيم الأمريكي أم العراقي؟
- سبايكر جديدة
- صدام ..السقوط النهائي
- السعودية وفخ اليمن
- عاصفة الحزم وأوهام القوة
- قمة شرم الشيخ
- كلنا إرهابيين ومطلوبين
- صنع في تونس
- قواتنا الأمنية وعنوان النصر
- الازهر وفخ داعش
- المعركة عراقية
- أمية المشرف التربوي
- شكرا قاسم سليماني
- اسئلة عن داعش
- ما بعد داعش
- الشراكة السلبية
- الطاقات المهدورة من ترك المدرسة


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - قانون شبكة الإعلام حرية أم تقييد؟