الدم هو الدم

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثابت علميا ان دم البشر من حيث تكوينه واحد، ولكنه مختلف الفصائل، وعلى وفق هذا يتم نقل الدم من إنسان الى آخر وحسبما يقرره الأطباء. وقد أجاز الفقهاء المسلمون نقله من كافر إلى مسلم أومن مسلم إلى كافر إلا أن يكون الكافر حربياً تدعوا الشريعة إلى قتله فلا ينقل له شيء، أما إذا كان الكافر ذمياً أو معاهداً أو مستعملاً فلا حرج. فالدم هو الدم أيا كان صاحبه مسلما أو غير مسلم.

من هذا أدخل لأقول للمنافقين دولا وشعوبا ومسؤولين وعامة، لقد قتل داعش الشهيد الطيار الأردني معاذ الكساسبة بطريقة وحشية استنكرتها بعض الدول وبعض القادة، وشجبها المسلمون في جميع الدول لبشاعتها وهي فعلا جريمة تستحق الاستنكار والشجب، وحضر مجلس الفاتحة من حضر من السياسيين ورجال الدولة ورجال الدين ومنهم عراقيون.

لقد لعنوا داعش على هذا الفعل اللاإنساني، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولهم الحق في ذلك على أساس أنهم (إنسانيون). ولكن كل هؤلاء لم يرف لهم جفن ولم يستنكروا ولم يستهجنوا ولم يحضروا مجلس العزاء، بل لم يواسوا أهل الشهيد الجندي البطل مصطفى ناصر هاني الصبيحاوي. فهل دم الصبيحاوي مختلف عن دم الكساسبة؟ وهل أنه أقل قدرا ومنزلة من الكساسبة؟ وهل الأردني ارفع شأنا من العراقي؟ وهل دم الشيعي العراقي من فصيلة أدنى من فصيلة دم السني الأردني؟

اترك الجواب لذوي الضمائر، ولكني أقول لهم: إن القاتل هو داعش نفسه، وإن الشهيدين عسكريان نفذا الواجب بإخلاص العسكري، وإن عدوهما الذي قاتلاه هو ذاته الذي قتلهما، وإن التحالف الذي يقود القتال في العراق والأردن بزعامة أمريكية هو ذاته الذي يحارب القاتل (داعش)، وإن الإثنين وقعا في الأسر، وأنهما مسلمان، وإن الفرق بينهما أن الصبيحاوي أعدم دفاعا عن أرضه وبوطنه العراق، والكساسبة قاتل دفاعا عن مصلحة بلده فوقع أسيرا في سوريا فأحرق هناك ، والفرق كبير بين من يقاتل عن أرض وطنه وبين من يقاتل دفاعا عن مصلحة وطنه، فالأرض أسمى من المصالح كلها. وإذا كان لابد من ختام الموضوع فأختمه بقولي الدم هو الدم يا أيها المنافقون.

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل