أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - الغُربان والبُوم في السياسة العراقية














المزيد.....

الغُربان والبُوم في السياسة العراقية


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما نسمع مصطلح الصقور والحمائم. وهو كناية عن فريق متشدد وفريق متساهل في موقف سياسي معين. ويقصد بالصقور التيار المحافظ (التقليدي) الذي يريد الوصول لغاياته وتحقيق أهدافه بأية طريقة. ولا يهتم هذا الفريق بالحوار والتفاهم، ويرفض تقديم التنازلات، وعنده الغاية تبرر الوسيلة، ولا يبالي بالنتائج المترتبة عليه ولو كانت كارثية. أما الحمائم: فمن خلال التسمية يتبين بأن ميول هذا الفريق هي للسلام، ففريق الحمائم على الخط المعاكس لفريق الصقور، ويسعى الى الوصول لأهدافه بتعقل وبالطرق السلمية.

المعروف عن الصقر (الطير الحر) أنه طائر صياد ماهر شجاع، قادر على منازلة من هو أكبر منه حجما والانتصار عليه، وهو طائر عزيز النفس غيور على عشه، حام ٍأمين لصغاره وأنثاه، وهو ذو كبرياء لا يحب الغدر أو الخداع، ولا يأكل الجيف، ولا يدفن مخلفات طعامه بل يتركها لجيرانه من الطيور كالغربان، فالصقر إذن شجاع، شهم، غيور، أمين، كريم.

أما الحمامة وجمعها حمامات وحمام وحمائم، فهي طائر معروف للجميع، وقد اتخذتها الشعوب رمزا للمحبة والإخلاص والسلام. والحمامة طائر شديد الذكاء، مُحِبٌّ لوطنه الذي تربى فيه، ولابد أن يعود إليه مهما أُبعِدَ عنه، وهو طائر وفيُّ يعَترف بالجميل، وقد عُرف منه الحمام الزاجل الذي استخدم منذ القدم في نقل الرسائل. فالحمامة طير وديع، مسالم، وَفيُّ، حنون، مخلص.

وبعيدا عن الصقور والحمائم هناك الغُراب والبُومة، والغُراب وكنيته (أبو الشؤم) – وجمعه (غُربان)، طير له أنواع كثيرة، أشهرها الغراب الأسود. يتغذّى على الحشرات والديدان والجِيَف والبذور، والعرب يتشاءمون به إِذا نعق قبل الرحيل، فيقولون غراب البَيْن.

أما البُومة ومن جموعها (بُوَم) وكنيتها (أم قُوَيْق)، فهي طائرٌ جارحٌ يَنشَطُ بصورةٍ رئيسةٍ ليلاً. ويَسْكُنُ الأمَاكِنَ الخَرِبَةَ، ويَنْقَضُّ عَلَى الجُرْذَانِ وَالفِئْرَانِ. ومثلما يستوي المذكر والمؤنث في تسمية الغُراب يستوي ذلك في تسمية البُومة. وكما يضرب المثل في الشؤم بالغُراب يضرب المثل في الشؤم بالبُومة، وهما يشتركان باسم صوتهما الذي يعرف بـ (النعيق). فكلاهما يطلق على المذكر والمؤنث، وكلاهما يضرب به المثل بالشؤم، وكلاهما ينعق.

اليوم عندنا في العراق، ومن خلال ما نراه ونسمعه من تصريحات للقادة السياسيين ولشيوخ العشائر ورجال الدين، وما نقرأه للكثير ممن يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي، من لا يمكن لنا أن ننسبه الى أي فريق من فريقي (الصقور والحمائم)، فليس فيهم ومنهم من هو شجاع، شهم، غيور، أمين، كريم، كما هو الصقر. وليس فيهم ومنهم من هو وديع، مسالم، وَفيُّ، حنون، مخلص كالحمامة، فسياسيونا -رجالا ونساءً-وشيوخنا، وبعض رجال ديننا (ينعقون) كالغربان والبُوم، وليس فيهم ومنهم من يمكن أن نصفه صقراً، وليس منهم من يمكن أن يكون حمامةً. فهم غربان وبُوم وبه يستوي المذكر والمؤنث منهم.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوط الحمراء
- ابن الذين
- هاكم شيلتي اطوني جفافيكم*** فرد فريخ يمعارچ لعب بيكم-
- العشيرة العراقية وازدواجية الطائفة
- إليحچي الصُد گ طاگيته منگوبه
- عجيب أمور غريب قضية
- من سيحل لغز (محمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث ) في عراق اليوم ...
- كلنا مذنبون
- تبَّتْ يدا داعش
- من هو الشيخ.....؟
- رفقا بالمرأة
- الزَعِل
- الدولمه
- الفيس بوقيه
- أخطاء في الكتابة والإملاء
- وداعا عام الويل
- مجرد عتاب
- حكومة السنشيكراد
- أنا احبك
- حتيش وفتيش


المزيد.....




- فيديو لحظة سرقة معدات قناة سعودية في لندن خلال تقرير عن السر ...
- مصر.. إعادة فيديو حماس المحذوف من يوتيوب بعد شكوى وساويرس يع ...
- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - الغُربان والبُوم في السياسة العراقية