أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - حكومة السنشيكراد














المزيد.....

حكومة السنشيكراد


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما تعودنا، وبعد انتظار وقبل أن تنقضي المدة الدستورية لتشكيل حكومة العبادي، وبعد أن تمخض الساسة ولدت الحكومة، ولدت حكومة يمكن تسميتها بحكومة القادة الذين ابتلينا بهم وهم من صناعات أجنبية مختلفة ليس بينهم مَن (صنع في العراق).

انتظرنا حكومة تجسد لنا القليل من شعارات التغيير التي رفعها المرشحون لمجلس النواب، التغير الذي نادت به المرجعية حتى بُحَ صوتها، ونادى به العراقيون من شمال العراق إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه، ولكن التغيير جاءنا بوجه جديد تمثل بتغير المواقع لا بتغيير الوجوه، فمن كان (دولت) صار فخافة، ومن كان معالي صار (دولت)، وكأننا (يا ناس لا رحنا ولا جينا).

استبشرنا خيرا، وحلمنا كثيرا بما قاله الرئيس المكلف، ولكن ما أسهل أن نحلم وما أصعب أن نحقق الحلم، حلمنا بما وعدنا به العبادي وأوله الترشيق الوزاري، ولكننا صحونا من حلمنا على ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية لأن (الجدر لا يركب إلا على ثلاثة) وفي هذه الطبخة ترضية لأطراف ثلاثة، فصار(ديوان) الرئاسة كرديا شيعيا سنيا، ولا ندري ما هي الأعمال التي سيقوم بها هؤلاء الثلاثة الأعداء إذا ما عرفنا بأن منصب رئيس الجمهورية وعلى وفق أحكام الدستور العراقي هو منصب تشريفي؟ كما لا ندري هل يوجد بلد من بلدان العالم له هذا العدد من نواب الرئيس؟ ومن أجل الترضية أيضا ركب (الجدر) على ثلاثة نواب لرئيس مجلس الوزراء (شيعي، وسني، وكردي)، وأنا على ثقة تامة بأن أيا من هؤلاء لن يكون عمله أكثر من عمل نواب رئيس الجمهورية وذلك لأن وزراء العبادي هم (صقور) ساسة العراق اليوم، فهل يمكن لأي من هؤلاء أن يأمر الجعفري أو عادل عبد المهدي أو روز نوري شاويس أو هادي العامري أو باقر الزبيدي أو حسين الشهرستاني أو سلمان الجميلي لتنفيذ عمل ما؟ وهل سينفذ هؤلاء ما سيأمرهم به نواب رئيس مجلس الوزراء؟

أراد العبادي كثيرا وتمنى أكثر، ولكنه لم يستطع أن يفعل، فتمثل بقول أبي الطيب: ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فقد جرت الرياح بما لا تشتهي سفينته، تمنى أن يقدموا له نساءً ليكونوا وزيرات -وما أكثرهن -ولكنهم رشحوا أنفسهم (لأن الذي يُبدي على نفسه نغل) ورشحوا الأقارب لأنهم (الأولى بالمعروف).

وتمنى أن يقلص عدد الوزرات ولكن عدد الطامعين بالسلطة والمحاصصة الطائفية والقومية أكثر من أمنيته ولأن الراغبين بالوجاهة والمواكب ولقب (معالي) والباحثين عن المال الفاسد كثيرون، فاضطر لأن يبقي الوزارات كما كانت وربما ستكون أكثر.

وتمنى أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب بحكومة (تكنوقراط) ولكنه اصطدم بأكثر من حجر، ووجد نفسه حائرا في لعبة جر الحبل بين السنة والشيعة فيمن سيكون وزيرا للدفاع و من سيكون وزيرا للداخلية ، فنام على ( التغيير) في أن تكون الأولى للشيعة والثانية للسنة ، ولكن (جرة أذن) أيقظته من نومه وقطعت حلمه فتغير الحال وعاد على ما كان عليه، فالدفاع (طابو) للسنة والداخلية (طابو) للشيعة، وفي لعبة اختيار الأصلح خسر اللعبة بين زعل الأمريكان والإيرانيين وانسحاب هادي العامري ثم عودته ليجلس في الصف الأول وعلى كرسي (دولت) رئيس مجلس الوزراء ، ونظرا لانتهاء الوقت الأصلي وبدل الإضافي للعبة ولتشكيل الحكومة أعلن بأنه سيقدم أسماء المرشحين لهذين المنصبين ولبقية الوزارات الشاغرة في خلال أسبوع .

وما بين المئات من نقاط النظام وصيحات الاحتجاج ودعوات بعض النواب لاستيزار وزراء من مدنهم، ورغبة بعضهم بتأجيل التصويت أعلن رئيس مجلس النواب عن استمرار الجلسة، فاستمرت، وقدم المكلف بتشكيل الحكومة برنامج الحكومة، وهو برنامج جميل فيما احتوى من قول ولكننا نريد الفعل.

ثم قرأ علينا أسماء وزرائه ولم نتفاجأ بذكرها إلا بالقليل حيث أن التسريبات قد بينت الأسماء قبل إعلانها، وصوّت الموافقون وسكت الرافضون، وفازت الحكومة بثقة مجلس النواب الذي انشغل بعض أعضاءه بالرد على أجهزة الهاتف أو في الدردشة الجانبية وفي توزيع التحايا والابتسامات دون اكتراث بما جاء فيه ودون احترام للمناسبة، وأنا على ثقة بأن بعضهم لا يعرف ما ورد في البرنامج ولا يفقه ما جاء به أو بما قاله العبادي.

فازت الحكومة، وتبادل الفائزون التهاني والقُبل، وتلقى رئيسها مباركة رؤساء الدول وانتهت اللعبة بتشكيلة خلت من الكثير من ذوي الاختصاص، فهي حكومة محاصصة وحكومة قادة، ولم تكن حكومة تكنو قراط بل هي حكومة (سنشيكراد).

أتمنى من السيد رئيس مجلس الوزراء ومن الوزراء أن يعتمدوا في وزاراتهم على وكلاء ومدراء عامين ومستشارين من ذوي الاختصاص وأن يكون الوزير موجها وأن لا يجعل من وزارته (وكرا) لأهل بيته وعشيرته وحزبه وأن يتعظ من أخطاء من سبقه وأن يستفيد من تجارب الدول، وأن لا يدعي الفهم في كل شيء، ففوق كل ذي علم عليم.

لا نريد من الحكومة إلا بعض ما وعدت به، نريد الأمن والأمان، نريد العمل للعاطلين، نريد الرعاية الاجتماعية لمن يستحقها، نريد الدواء للمرضى، نريد البطاقة التموينية كما كانت عليه، نريد المساواة بين العراقيين بغض النظر عن الجنس والقومية والدين والطائفة، نريد العدالة في كل الأمور، نريد أن نعيش.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا احبك
- حتيش وفتيش
- ذكرياتي مع أغنيات أم كلثوم
- كيفية توزيع المقاعد النيابية المخصصة على المرشحين الفائزين
- أكلة المقلوبة
- مناضل من مدينتي -كامل سعد صالح الهيتي
- دروس في اللغة – الحروف الشمسية والحروف القمرية
- دروس في اللغة - حروف المعاني
- مذكرات جندي
- المنتخب الشيعي والمنتخب السني
- التغذية المدرسية من الزعيم الى محمد تميم
- المرأة بين الضرب والهجر
- النارجيلة
- قولي أحُبك يا حبيبي
- المسبحة تاريخا وصناعة وشرعا
- مَن مع مَن في مصيبة الأنبار؟
- الشاعر والصحفي والأستاذ
- هذا مو انصاف منك
- عبد الغفور جاسم محمد عبيد
- حقيقة أمينة العاصمة سعاد العمري


المزيد.....




- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...
- صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون ت ...
- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - حكومة السنشيكراد