أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فتحى سيد فرج - دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة رؤية متفائلة لمستقبل البشرية 1 من 5















المزيد.....

دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة رؤية متفائلة لمستقبل البشرية 1 من 5


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 12:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بحث مقدم لكلية الآداب – جامعة حلوان فى إطار
المؤتمر الجغرافى الدولى الأول حول
"اتجاهات التنمية المستدامة فى الوطن العربى وآفاق المستقبل"
29 -27 أبريل 2015

دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة
رؤية متفائلة لمستقبل البشرية
إعداد : فــتحى ســيد فــرج

التقدم العلمي هو قدرة العلم على حل المشكلات التى تواجه البشرية .
د . أحمد مستجير
يقول علماء المستقبليات أن أفضل طريقة للتنؤ بالمستقبل هى صياغته، أما كيف يصاغ المستقبل فبالعلم وبالعلم فقط
د . فتح الـله الشيخ

الإطار المنهجى :

يعد التقدم العلمي احد أهم الوسائل فى تذليل الصعاب، التي تواجه الناس، وتأمين حياة أكثر رخاء وسعادة لهم، لذلك سعى العلماء لتحقيقه من خلال المخترعات الجديدة التي يطالعون العالم بها كل يوم، فالتقدم العلمي (Scientific progress) يقصد به القدرة على حل المشكلات التى تواجه البشرية باستخدام الاكتشافات الحديثة والتى يطلق عليها "التكنولوجيا" التى أصبحت مقياسا لتقدم الأمم، وضرورة من ضروريات الحياة العصرية وباتت تساعد الإنسان فى إنجاز العديد من المهام والأعمال بل وأصبحت وسيلة لجلب الرفاهية له، وقد ظهرت العديد من الاختراعات والابتكارات التى تخدم الإنسان فى جميع مجالات الحياة التى توفر الجهد والوقت والأمان والسلامة العامة وتضيف راحة وبهجة وقيمة لحياة الإنسان فضلاً عن دورها في توفير حلول ابتكاريه للكثير من التحديات والمشاكل التى نواجهها فغالبا ما يبتكر الإنسان التكنولوجيا ويطورها من أجل القيام بالمهام الحياتية بطريقة أسهل وجودة اعلى بشكل عام .
فموجات التقدم العلمى والتكنولوجى غيرت حياتنا بشكل جذري، وغيرت من طبيعة علاقاتنا الاجتماعية والإنسانية، ولا شك أن المستقبل أصبح واعدا بمزيد من الاكتشافات والاختراعات العلمية التى ستساهم فى حلول مزيد من المشكلات التى تواجه التوسع فى التنمية الشاملة، بما يجعل الإنسان قادرا على تحقيق بعض أحلامه فى الرخاء والتقدم من خلال عمر مديد يتمتع فيه أفراد المجتمعات بصحة جيدة وسعادة غامرة، وهناك الكثير من الشواهد التى تدل على ذلك، حيث يشهد المجتمع المعاصر ثورات علمية وتكنولوجية عارمة، سوف تؤدى إلى قفزات هائلة فى توسيع مجالات التنمية المستدامة .
وإذا كانت التنمية المستدامة كعملية ديناميكية مطردة تهدف إلى تحقيق الخير والرخاء للإنسان مع ضرورة الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، دون الأضرار بالتوازن الحيوى بين الإنسان والكون الذى يعيش فيه،
فإنها يجب أن تستفيد من نتائج التقدم العلمى الذى يسير فى نفس الاتجاه،وهذا ما يتضح فى أهم التعريفات الواردة بشأن "التنمية المستدامة" الصادر عن الأمم المتحدة، والذي عرف التنمية المستدامة على أنها "التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون التضحية أو الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها" (WCED 1987) وعًرفت التنمية أيضا بأنها : " السعي الدائم لتطوير نوعية الحياة الإنسانية مع الوضع في الاعتبار قدرات النظام البيئي " (فيانا ، 1994) ولقد خرج مؤتمر منظمة الزراعة والأغذية العالمية (FAO) بتعريف أوسع للتنمية المستدامة بأنها " إدارة قاعدة الموارد وصونها وتوجيه عملية التغير البيولوجي والمؤسسي على نحو يضمن إشباع الحاجات الإنسانية للأجيال الحاضرة والمقبلة بصفة مستمرة في كل القطاعات الاقتصادية ، ولا تؤدي إلى تدهور البيئة وتتسم بالفنية والقبول". ( وليم ، 1990) وهي تنمية تراعي حق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية للمجال الحيوي لكوكب الأرض، كما أنها تضع الاحتياجات الأساسية للإنسان في المقام الأول، فأولوياتها هي تلبية احتياجات المرء من الغذاء والمسكن والملبس وحق العمل والتعليم والحصول على الخدمات الصحية وكل ما يتصل بتحسين نوعية حياته المادية والاجتماعية. وهي تنمية تشترط ألا نأخذ من الأرض أكثر مما نعطي (العوضي، 2003) . (1)

تساؤلات الدراسة :
1. ما هى المعوقات والمشكلات التى تحد من إمكانيات التوسع فى مجالات التنمية المستدامة فى السنوات القادمة من القرن الحادى والعشرين ؟
2. ما هى ملامح وتوجهات النظريات والاكتشافات العلمية وتطبيقاتها التكنولوجية فى القرن الحادى والعشرين ؟
3. الى اى مدى يساهم التقدم العلمى فى إزالة المعوقات وحل المشكلات التى تواجه التوسع فى مجالات التنمية المستدامة خلال سنوات القرن الحادى والعشرين ؟

الهدف من الدراسة :
1. كشف وتوضيح العلاقة الطردية بين مجالات التوسع فى التنمية المستدامة من جهة، وبين مجالات التقدم العلمى من جهة أخرى، من خلال الدور الذى يقوم به هذا التقدم فى إزالة عقبات وحل مشكلات التنمية المستدامة بما يسمح للمجتمعات البشرية من تحقيق آمال وطموحات تفوق الخيال، ولم يكن يمكن تصورها بدون التقدم العلمى .
2. تقديم رؤية متفائلة لمستقبل البشرية - مقابل بعض الرؤى المتشائمة*- وهذه الرؤى المتفائلة لا تقوم على الوهم أو الخيال أو التخمين، بل استنادا إلى أسس علمية وعملية بدرجات عالية من الاحتمال .
3. تعزيز الثقة فى إمكانيات الإنسان وقدراته الإبتكارية لتمكنه من حل مشكلات التنمية المستدامة، لتحيى الأجيال القادمة فى يسر وسهولة وصحة وسعادة ورخاء وعمر مديد .

منهج الدراسة :
سوف نعرض الدراسة من خلال اقتراب "الدراسات المستقبلية" وأساليبها الحديثة، لنوضح اتجاهات التقدم العلمى، وكيف استطاع بعض العلماء من وضع تنبؤات علمية لفترات زمنية خلال القرن الحادى والعشرين، لنبين إمكانية الاستفادة من الإنجازات العلمية الحديثة وتطبيقاتها التكنولوجية فى حل مشكلات التنمية المستدامة .
فقد حظى الاهتمام بمستقبل الإنسان والعالم بدراسات متعددة، وأصبح علم المستقبليات واحدا من أهم العلوم التى تهتم به الدول والمؤسسات والشركات الكبيرة وتخصص له مـيـزانـيـات طائلة لما تهدف إليه هذه الدراسات وما تصل إليه من نتائج، ويعتبر علم المستقبليات، من أهم الإفرازات والخبرات المكتسبة من دروس الحرب العالمية الثانية، التى استقر رأى أطرافها على ضرورة التعرف على مستقبل الأحداث، لتجنب التورط فى حروب عالمية أخرى .
وقد بدأ علم المستقبليات يتبلور فى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، حينما شرع علم التفكير من خلال النظم Systems Thinking يأخذ طريقة، ثم تطور فأسس علم "ديناميكية النظم Dynamics System" الذى طبقته أول مرة الأمم المتحدة فى "نادى روما" لدراسة نمو الموارد العالمية فى أوائل الستينيات، وظهرت أهميته بشكل أعظم فى التحدى الذى بدأت تواجهه الأمم والشركات فيما يتعلق بمستقبل التقدم العلمى .
وقد أمكن تعريف الدراسات المستقبلية بأنها "مجموعة من البحوث والدراسات التي تهدف إلى الكشف عن المشكلات ذات الطبيعة المستقبلية، والعمل على إيجاد حلول عملية لها، كما تهدف إلى تحديد اتجاهات الأحداث وتحليل المتغيرات المتعددة للموقف المستقبلي، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على مسار الأحداث في المستقبل" (2)
------------------------
* من أبرز الرؤى المتشائمة، نموذج "حدود النمو" لنادى روما - سياتى ذكره فى سياق الدراسة - ونماذج أخرى، يعود جذرها لنظرية مالتوس وغيره من العلماء والمفكرين الذين نظروا بتشاؤم لمستقبل البشرية .
كما أمكن تعريف الدراسات المستقبلية بأنها "التنبؤ المشروط من منظور احتمالي وعلمي نسبي" (3) خلال النصف الأول من القرن العشرين، شاعت العديد من الأساليب التي استخدمت للتنبؤ بالمستقبل، بغرض اتخاذ القرارات حيال التطورات والمحدثات السياسية والاقتصادية والعلمية، (4): فى البداية كانت أساليب التنبؤ تقليدية مثل الحدس والتخمين، واستقراء الاتجاهات، وأسلوب المحاكاة أو المماثلة، ولكن الدراسات المستقبلية في مناهجها وتقنياتها الحديثة تختلف عن أساليب التنبؤ التقليدي؛ ويمكن التفرقة بينهما في أربع نقاط رئيسية هي:
1. المدى الزمني : حيث تتعامل الدراسات المستقبلية الحديثة مع مدى زمني أطول من ذلك الذي يتناوله التنبؤ التقليدي .
2. معدلات التغير: حيث تتعامل الدراسات المستقبلية الحديثة مع درجات من التغير أعلى من تلك التي يعتمد عليها التنبؤ التقليدي .
3. البدائل: حيث تتعامل الدراسات المستقبلية الحديثة مع بدائل مختلفة للموضوع محل البحث، نتيجة لعدم القدرة على معرفة التغيرات في الأجل الطويل .
4. أساليب التحليل: حيث تستخدم الدراسات المستقبلية الحديثة أساليب للتحليل الكمي والكيفي، بينما يعتمد التنبؤ التقليدي على أساليب كمية فقط .
ونظرا لتعدد الأساليب الحديثة فإننا سنركز على بعض الأساليب التى سنستخدمها فى الدراسة: (5)
1. أسلوب "النماذج السببية Causal Models" وهنا يتم التنبؤ بقيم متغير ما أو مجموعة متغيرات باستعمال نموذج يحدد سلوك المتغيرات المختلفة استنادًا إلى نظرية معينة. ومن أشهر هذه النماذج نماذج "الاقتصاد القياسي Econometric Models" ونماذج "المدخلات والمخرجات Input-Output Models" ونماذج "البرمجة Programming Models أو الأمثلية Optimization" ونماذج "ديناميات الأنساق Systems Dynamics" (التي تعد دراسة "حدود النمو" من أشهر تطبيقاتها) .
2. أسلوب "تحليل الآثار المقطعية Cross Impact Analysis" وهو أسلوب لفهم ديناميكية نسق ما، والكشف عن القوى الرئيسية المحركة له. كما أنه أسلوب لفرز التنبؤات الكثيرة والخروج منها بعدد محدود من التنبؤات، وذلك بمراعاة أن احتمال وقوع بعض الأحداث يتوقف على احتمال وقوع أحداث أخرى. أي أنها طريقة لأخذ الترابطات وعلاقات الاعتماد المتبادل بين الظواهر أو المتغيرات أو التنبؤات في الحسبان .
3. الأساليب "التشاركية Participatory Methods" ويقصد بها طرق البحث المستقبلي التي تتيح المجال لمشاركة القوى الفاعلة أو الأطراف المتأثرة بحدث ما في عملية تصميم البحث وجمع المعلومات اللازمة له وتحليلها واستخراج توصيات بفعل اجتماعي معين بناء على نتائجها. وهذه الطرق أكثر استعمالًا من الناشطين في مجال المستقبليات، أي من يقومون بالدراسات المستقبلية ذات التوجه الاستهدافي والتي يرتبط فيها الاستهداف بممارسات عملية للترويج والتعبئة والتحريض على اتخاذ فعل اجتماعي يساعد على تحقيق صورة مستقبلية مرغوب فيها أو على منع حدوث صورة أو صور مستقبلية غير مرغوب فيها. ومن أمثلة هذه الطرق التشاركية في البحث المستقبلي طريقة "الممارسة المستقبلية بالمشاركة Participatory Future Praxis" وطريقة "البحث التشاركي الموجه للفعل الاجتماعي Participatory Action Research" وطريقة "ورش عمل المستقبليات Futures Workshops" وطرق إجراء "التجارب الاجتماعية Social Experiments" و"البحوث المستقبلية الاثنوجرافية Ethnographic Futures Research" التي تركز على استطلاع المستقبلات الثقافية - الاجتماعية من خلال مقابلات مطولة ومفصلة ومتكررة مع مجموعة من الأفراد المشتغلين بظاهرة ما (كالبحث والتطوير التكنولوجي) أو الذين يحتمل تأثرهم بحدث ما .
4. -أساليب تتبع الظواهر وتحليل المضمون؛ ويقصد بطريقة "تتبع الظواهر Monitoring" استخدام طائفة متنوعة من مصادر المعلومات في التعرف على الاتجاهات العامة لمتغيرات معينة، مع افتراض أن الاتجاهات العامة التي يتم الكشف عنها هي التي ستسود في المستقبل. وقد استخدم هذه الطريقة الباحث المستقبلي المشهور Nesbit في التوصل إلى ما أطلق عليه "الاتجاهات العامة الكبرى Mega trend" أما طريقة "تحليل المضمون Content "Analysis فهي تركز على تحليل مضمون الرسائل Messages التي تحملها الصحف والمجلات والبحوث والكتب وما يذاع في الإذاعة والتليفزيون وغيرها، وتسجيل مدى تكرر عبارات أو كلمات تحمل قيمًا أو توجهات معينة، وبناء استنتاجات مستقبلية على تحليل هذه التكرارات.
5. أسلوب "السيناريوهات Scenarios" والسيناريو وصف لوضع مستقبلي ممكن أو محتمل أو مرغوب فيه، مع توضيح لملامح المسار أو المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الوضع المستقبلي، وذلك انطلاقًا من الوضع الراهن أو من وضع ابتدائي مفترض. والأصل أن تنتهي كل الدراسات المستقبلية إلى سيناريوهات، أي إلى مسارات وصور مستقبلية بديلة. فهذا هو المنتج النهائي لكل طرق البحث المستقبلي. ولهذا فإن بعض المستقبليين يعتبرون السيناريو الأداة التي تعطي للدراسات المستقبلية نوعًا من "الوحدة المنهجية Methodological Unity" وذلك بالرغم من أن الطرق التي قد تستخدم في إنتاج السيناريوهات تتنوع تنوعًا شديدًا. فالسيناريوهات يمكن أن تبنى بأي من الطرق السابق ذكرها أو بمجموعات معينة منها. كما أنها يمكن أن تبنى بطرق أخرى لم تتعرض لها كالسيناريوهات التي تعتمد اعتمادًا كليًا على الخيال العلمي أو الإبداع الأدبي أو الحدس أو "الاستبصار Foresight" والتي قد ينفرد بكتابتها شخص واحد - لا فريق من الباحثين العلميين .
هذا وقد استخدم علماء المستقبليات وأغلبهم من تلاميذ "ألفين توفلر Alvin Toffler1928-" هذه الأساليب الحديثة بعضها أو كلها فى التوصل إلى النتائج التى سوف نعرضها، حيث يعتبر "توفلر" أشهر مفكر فى مجال المستقبليات فقد قدّم مع زوجته «هايدي» حوالي 30 كتابا حول استقراء المستقبل ولا يوجد كاتب فى المستقبليات لم يسترشد بأفكاره، كانت عناوين كتبه بدءًا من كتابه الأول "صدمة المستقبل Future "Shock الذي صدر عام 1970، إلى كتابه الأخير "ثورة الوفرة Revolutionary Wealth" والذي صدر عام 2006 . ولكن يبقى أشهر كتبه وهو الكتاب الثاني بعنوان الموجة الثالثة The Third Wave" وقد صدر في عام 1980 .

معوقات التنمية المستدامة :
من الصعب الإلمام أو حصر كل معوقات التنمية، فهى تختلف وتتنوع باختلاف المجتمعات البشرية وتنوع البيئات الطبيعية، كما ان مفهوم التنمية ذاته قد تطور، فمنذ عام 1972 إلى عام 2002 استكملت الأمم المتحدة عقد ثلاثة مؤتمرات دولية ذات أهمية خاصة، الأول عقد في استوكهلم (السويد) عام 1972 تحت اسم مؤتمر الأمم المتحدة حول بيئة الإنسان، والثاني عقد في ريودي جانيرو (البرازيل( عام 1992 تحت اسم مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية، والثالث أنعقد في جوهانسبرج (جنوب إفريقيا) في سبتمبر 2002 تحت أسم مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة. تغير الأسماء يعبر عن تطور مفاهيم العالم واستيعاب العلاقة بين الإنسان والمحيط الحيوي الذي يعيش ويمارس نشاطات الحياة فيـه .
وأصبح الهدف الأساسي للتنمية المستدامة هو الوفاء بحاجات البشر وتحقيق الرعاية الاجتماعية على المدى الطويل، مع الحفاظ على قاعدة الموارد البشرية والطبيعية ومحاولة الحد من التدهور البيئي، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب التوصل إلى توازن ديناميكي بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة، وإدارة الموارد وحماية البيئة من جهة أخرى، من خلال هذا المفهوم يمكن النظر إلى إن كل ما يعوق تحقيق هذه الأهداف يعتبر من المعوقات التى تحد من إمكانية التوسع فى مجالات التنمية المستدامة .
ولعل أحد مآثر تقرير نادى روما "حدود النمو" الذى شرح فكرة محدودية الموارد الطبيعية وحزر من نفاد مصادر الطاقة، واستمرار تزايد معدلات الاستهلاك واستنزاف الموارد البيئية، والنمو المتزايد للسكان، وارتفاع معدلات التلوث البيئي، وندرة المياه، وكانت هذه النظرة التشاؤمية بمثابة الوجه السلبى الذى حاول العلماء مواجهتها فى وضع نماذج وسيناريوهات تكون قادرة على حل كل هذه المعوقات .
بين أن هناك معوقات أخرى تسود فى البلدان النامية يمكن أضافتها كمعوقات للتنمية، مثل غياب الرؤية التنموية، وجمود الحياة السياسية، والركود الاقتصادى، واتساع دائرة الفقر والبطالة، وتدهور نوعية الخدمات الأساسية فى التعليم والصحة والسكن والمواصلات، وانخفاض مستويات المعيشة لغالبية السكان، والعشوائية فى مرافق السكن والمرور بما ينعكس على عشوائية السلوك الإنسانى، وانتشار الأمراض والأوبئة، وتفشى البلطجة والفتن الطائفية والحروب والنزاعات الدينية، وانتشار ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب الفكرى والمادي، مثل هذه المعوقات ستكون منطلقا للبحث عن كيفية وجود حلول لها، وسيكون للتقدم العلمى والتكنولوجى دور بارز فى التغلب عليها . ولا يفوتنا أخيرا سوى الإشارة إلى الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة وجدول أعمال التنمية بعد عام 2015
1. القضاء على الفقر والجوع .
2. تحقيق تعميم التعليم الابتدائي .
3. المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة .
4. تخفيض معدل وفيات الأطفال .
5. تحسين صحة الأم .
6. مكافحة الإيدز والملا ريا والأمراض الأخرى .
7. الاستدامة البيئية .
8. إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية .
9. بناء السلام والانتعاش بعد انتهاء حالات النزاع .



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للقواعد المنهجية لدراسة التراث
- خروج العرب من التاريح 2 من 2
- خروج العرب من التاريح 1 من 2
- جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 3 من 3
- جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 2 من 3
- جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 1من 3
- جدل الهوية والنهضة
- القواعد المنهجية للبحث في التراث (الدراسة كاملة بالمراجع)
- القواعد المنهجية للبحث في التراث 3 من 3
- القواعد المنهجية للبحث في التراث 2من 3
- القواعد المنهجية للبحث في التراث 1 من 3
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
- العقل الأخلاقي العربي
- قراءة في تاريخ الأحزاب المصرية
- ذكري إنتفاضة 18/19 يناير 77
- كيفية اكتشاف ورعاية المبدعين؟
- استطلاع الرأي الثالث
- تقييم انتخابات حزب الجبهة الديمقراطية
- النانو تكنولوجيا .. علم وصناعة القرن الجديد
- وداعا محمد عابد الجابري


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فتحى سيد فرج - دور التقدم العلمى فى حل مشكلات التنمية المستدامة رؤية متفائلة لمستقبل البشرية 1 من 5