أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - ختان..اغتصاب و تحرش














المزيد.....

ختان..اغتصاب و تحرش


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 12:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما آمنت بأنه سيكون من المغري جداً أن أمتلك جسداً ذكورياً لبعض الوقت أو لبضع سنوات أو لعمرٍ بأكمله..تخيلي أننا كإناث نمتلك أجساداً و لكننا فعلياً لا نملك حق التصرف بها منذ الطفولة حتى الممات طالما نقيم في أوطانٍ عربية!!..و لكنكِ -و للمفارقة الدائمة الحدوث في ذات تلك الأوطان- ستجدين في الضفة المقابلة -لهذا الواقع الذي نعيشه مُرغمين عليه- و التي يستوطنها العدو أن الذكر الشرقي يتمتع بجسده كاملاً مُستكشفاً لجنونه كما لرغباته التي لا تتوقف دون أية هواجس خاصة تجاه ما سيفعله به بطريقةٍ أو بأخرى.

تلك الهواجس التي يتم غرسها في عقولنا منذ الطفولة -نحن فقط دونهم- هي ما تسبب لنا تلك الحالة من الرعب تجاه أجسادنا أو حتى تجاه مقدرتنا الذاتية على استكشافها..فأنتِ لا تشعرين بأنك تملكين حق خدشه أو تصفح معالمه بحرية أو حتى ملامسته لمعرفة إلى أين يرغب في أن يقودك..فهناك ذلك الهاجس المزعج و ربما المرعب كذلك و الذي يسكننا ليخبرنا باستمرار بأن الآخرين يملكون سلطة تجاهه تفوق ربما سلطتك عليه!!..و لسوف تجدين بشاعة تلك السلطة تتجسد في عدة تصرفاتٍ مجتمعية تتم تجاه أجسادنا بالرغم عنَّا.

فعملية ختان الإناث ما هي فعلياً إلا إحدى صور ممارسة ذلك الحق الاشتراكي تجاه جسد الأنثى..فهنا يتم اقتطاع جزءٌ مهم من جسد الأنثى أو تشويه منطقةٍ بأكملها بغرض اقتطاع الحد الأكبر من رغباتها تجاه الآخر ذكراً كان أو أنثى..أي أنه يتم تحجيم خطر رغباتها تجاه الآخر بسلطةٍ لا ترغب في المخاطرة بمنحها حق الاختيار..فتُجبر ظاهرياً على الفضيلة أو ما هو دونها دون أن يُمنح لها خيار ممارستها بشكلٍ طوعي و عن قناعةٍ تامة بها أو بمعناها الذي يحدد ملامحه لها ذلك المجتمع سلفاً..و بالطبع و لتخفيف وقع ذلك الأمر البشع على النفس سنجد أن له حجةً دينية مفادها أن المرأة دون عملية الختان تلك ستصبح شديدة الشهوة و هو ما سيقودها حتماً إلى ارتكاب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن!!.

و حتى لو أفلتت الأنثى من مشرط الختان فإنها ستتجه إلى الوقوع فيما هو أسوء منه ألا و هو تزويجها و هي في سن الثامنة و ربما السابعة لضمان تحجيم ذلك الخطر الذي يمثله ذلك الجسد و هو ما زال في مهد طفولته..و من المفارقة أننا نجد أن فكرة ممارسة الذكر للجنس منذ الصغر هي فكرةٌ ليست بالمحبذة جداً بسبب التقدم الظاهري الذي تمر به المجتمعات العربية..لذلك غالباً ما سنجد أن الذكر يقوم بالارتباط الجنسي "العلني" في سن الثامنة عشر أي بعد إنهائه لدراسته الثانوية على الأقل..بينما ما زالت ثقافة تحجيم خطر الأنثى منذ طفولتها حاضرة و بقوة بل و يتم تعزيزها بسلطة الدين كالعادة حتى يصبح ذلك الأمر غير قابلٍ للنقض و لتصبح مخالفته نوعاً من أنواع التشكيك في أحد ثوابت الدين الإسلامي التي قد ينهار متهاوياً من دونها!!.

أفلتِ من هذين الأمرين؟؟..لا تفرحي كثيراً فلقد وضعوا لك حفرةً لن تفلتي منها مهما فعلتِ..فما سيفعله التحرش الجنسي بروحك سيجعلك ترين أن الختان و اغتصاب القاصرات ما هما إلا مثالين بسيطين على مدى بشاعة تغلغل تلك السلطة المجتمعية إلى جسدك..ففي حالات التحرش الجنسي ستجدين أن المجتمع يعمل على مباركة و تشجيع المتحرش على ممارسة ذلك القمع -باختلاف أنواعه- تجاه الأنثى..لهذا لا تستغربي عندما تجدين بأنه في دولٍ إسلامية عديدة و بالرغم من تنامي وجود هذه الجريمة في مجتمعاتها إلا أنها تتعامل مع إعلان الأنثى عن تعرضها للتحرش -و تماديها أحياناً في ذلك الإعلان ليتخذ منحنى مرتفع بالمطالبة بمعاقبة الجاني- بطريقةٍ ملتويةٍ كثيراً..فهي في العلن تُدين ذلك الأمر الذي تعرضت له و لكنها في السر و العلن تُدين الضحية و تحاول قدر الإمكان تثبيط محاولاتها للادعاء القانوني ضد الجاني بحجة أن ذلك الأمر سيؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه بالنسبة إليها بالطبع و ليس بالنسبة إليه.

أجد أن الكثيرين و بسبب استنكاري المستمر و العلني لجريمة التحرش الجنسي يصفونني بالعاهرة!!..و هنا لم أفهم المعنى الحقيقي لكلمة "عاهرة" لديهم..فهل أنا كذلك لأني أرفض أن أُلمس رغماً عني أم أني كذلك لأني أرفض أن أُلمس و أصمت؟؟..فمن ترفض أن تُلمس من شخصٍ لا يمت لها بصلةٍ -عاطفية أو دينيةٍ على الأقل- أو رُغماً عنها هي في العادة من تُصنف ظاهرياً في المجتمعات الإسلامية على أنها أنثى شريفة..و لكنك في ذات تلك المجتمعات ستجدين أن المفاهيم ككل شيءٍ آخر مقلوبةٌ رأساً على عقب لأن الشرف بالنسبة لتلك المجتمعات أصبح معناه هو أن لا بأس من أن تتداولك الأيدي و لكن المهم أن تتعلمي كيف أن تخرسي و أنتِ تُقذفين من يدٍ إلى أخرى.

الأنثى في العالم الإسلامي هي جسدٌ رخيص لا يتميز عن جسد فتاة الهوى في شيء سوى أن الثاني قد يُكلف الحصول على اللذة منه قدرٌ كثير أو قليل من المال بينما الأول يُمكن الحصول على كل شيء منه و بالمجان..و لو حاولت الأنثى الاعتراض على ذلك الواقع المُذل ستصبح كمن ارتكبت جريمةً لا يمكن السكوت عنها..فهي تعترض على واقعها المُسلَّم به في الحياة بأن تكون جسداً للهتك و للمرور من فوقه أو من خلفه لا أكثر و لا فرق..و لهذا نجد أن المجتمعات الإسلامية لا تقف بطريقةٍ صارمة و واضحة في وجه تلك القضايا التي تعمل على إهانة ذلك الجسد كقضايا الختان و اغتصاب القاصرات و التحرش الجنسي..لأنها لو فعلت فحينها ستكون قد قامت بهدِّ مجتمعاتٍ بأكملها بُنيت منذ فترة نشوئها الأولى على فكرة دونية الأنثى كما دونية جسدها..تلك الأنثى التي فعلياً ما زالت لم تتجاوز بعد مرحلة امتلاك جسدها الخاص دون مزاحمةٍ الآخرين لها عليه.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة
- رجل الكهف
- قصة اغتيال نمطية


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - ختان..اغتصاب و تحرش