أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - القطار المُشاكِس














المزيد.....

القطار المُشاكِس


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


القطار المشاكس
***
القِطارُ تأخّر
والرّيحُ التي
انتظرَتْها أَجْنِحَتي ، المَشحونةُ بالحَنينِ لكي تَحْملَها ،
تأخّرَتْ هيَ الأُخرى
الوقتُ تأخّر
وأَنا في أَشدِّ لوعةٍ للوصولِ
إنما القطارُ تَأخّر
وهذا الشُّحوبُ المريبُ يَدبُّ
فما أقسى اللحظةَ في هذا الفجرِ
والوقتُ مِن حجرٍ !
فيَا هذا الموغلُ في الغيابِ تقدّمْ
خطوةً في المسافةِ
تقدّمْ
لعَلّنا نُمسكُ بناصيةِ الطّريقِ
***
" ... أيُّها المسبيُّ العائدُ
هل احْتَفَتْ بكَ أُورشليمُ
فَتَحتْ ذراعيْها اشتياقاً
احتَضَنتْكَ ملهوفةً
أمْ مازلتَ منفيّاً ، مقْصيّاً ؟... "
***
نامَ بعضُ مَن أَغوَتْهُم الأسفارُ
فوق أجسادِ مَصَاطِب مِن ماءِ البحرِ
وتَمَلْمَلَ بعضٌ على مقاعدَ تكادُ تَئنُّ
مِن تَلفٍ ألَمَّ بمفاصلِها
وتركَ المحطّةَ مَن وَجَدَ وسيلةً أُخرى للسفرِ
ونحن شَحَّ علينا السَّفينُ
وأجنحةُ الطّيرِ
وشحّتْ غيومٌ عابرةٌ
وتضاءلتْ منذُ الليلِ الطّرائقُ
وأنا أمام اشتدادِ حَيْرَتي أترنَّحُ
وهيَ غائمةٌ
تلكَ الوجوهُ التي احْتَشدتْ
ثمَّ انْتَظَرَتْ
اختطفَتْ الأزمانُ شيئاً مِن نَضَارتِها
وباتتْ بجدرانِ الهواءِ تتَشبّثُ
أو بأشباحٍ عابرةٍ تستنجِدُ
هيَ الأسفارُ
ليس لها مِن الأصحابِ صاحبٌ
ولِمَن أرادَ صحبتَها فهي لا تُصاحبُ
***
القطارُ تأخّر
ثمّةَ إعلانٌ ظلَّ يترددُ :
القطارُ سوف يَتأخّرُ
الضوءُ مِن على الشاشةِ صارَ ينكسرُ
وقطراتُ النَّدى التي ضَلّت طريقَها
وجدَتْ على هامَتِكَ لها ضالّةً
وأنتَ لكَ قادمتانِ مِن لوعةٍ
خذلتْهُما الرِّيحُ فارْتَبَكَ بِهُما المَسيرُ
وأنتَ زمنٌ تبددَ في زحمةِ الرَّجاءِ
وأينَ الرَجَاءُ حِينَ عنكَ يَنْأى ويَنْطَفِئُ ؟
***
" ... لم ترَ في قائمةِ الأسماءِ اسمَ مَن اسْتَجلَبتْهُ الفَراسةُ
.. لم تقرأْ مِن بينَ طائفةِ الأسماءِ اسمَ حبيبٍ
اشتعلَ في صدرِهِ الحنينُ إليكَ
.. لم تَلْمَحْ مِن بينَ الوجوهِ وجهاً غائراً في الذّاكرةِ
.. تأخّرتْ عليكَ الأطْيافُ ولم يطرقْكَ خَيالُ طيفٍ ... "
***
هنالك
توقّفَ القطارُ
وأعلنَ عن تَمَرُّدهِ
في النقطةِ التي ارتبكتْ فوقَها الأزمانُ
في ذروةٍ استعْصَتْ على الرؤيةِ
بالقربِ مِن زرقةِ السّماءِ
على مسافةٍ مِن صهيلِ الموجِ
هنالك
بعثَ إلينا ريحاً تعطّلتْ في الطّريقِ ولم تصلْ
تَوَسّلنا إليها
لكنها لَمْ تصلْ
هنالك
أرسلَ إلينا موجاً في جسدِ السَّفينِ
فتأخّرَ الموجُ ولم يأتِ السَّفينُ
بنا تَقطّعتِ السّبلُ
وفقدْنا الوسيلةَ

9 ـ 4 ـ 2015 براندنبورغ
***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صَيْحَةُ المُتَشَرِّد
- كوثرُ الحنينِ وصمتُ التواريخِ
- كأسُ الأَرَق
- الرّحلة المُثيرة
- الرحلة الأخيرة في جسد الحكايا
- ستأتي العواصفُ تباعاً
- جسدٌ صحراويٌّ
- صخب الخاتمة
- زرقاء في عشقها الأبدي
- سفر أخير في الهذيان
- في كلِّ ليل
- عربة الجنون
- عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب
- أبحثُ عنكِ في جسدِ الياسمين
- أشياء خارج الضياء
- حين تكون الدريئةَ
- أرض لهذا الغريب
- الإنتظار الأبدي
- استراحة مُتعب
- قصيدتان


المزيد.....




- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - القطار المُشاكِس