أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب















المزيد.....

عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4654 - 2014 / 12 / 6 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب
***
أيُّها العراقيون إنْ أردتم أنْ تتغنوا بأمجادِ جلجامش وحمورابي ونبوخذ نصر وآشور بانيبال وسرجون الأكدي فليس على حسابِنا .. اتركوا أيدينا واذهبوا بعيداً فنحن لا نُريد أنْ نتغنّى على حسابِ حياتِنا .. أيُّها العراقيون نحن البصريين شَبعْنا على أيديكم عذاباً وحروباً وقهراً فاتركونا بسلام .
***
هاهُم المُهَمَشون في العُهودِ السابقةِ يَظهَرون على وجهِ الدُّنيا ويَنْدَفعون بقوّةٍ نحو خُصومِهم ـ أو هكذا ظنّوا أو تَوهموا ـ لِيَتَحولوا بقدرةِ قادرٍ " أمريكيٍّ " إلى مُهَمِشين لِمُدنٍ قَهَرتْهُم دَهْراً . فما بَعَدَ 2003 ظَهَرَت للوجودِ عشائرُ وقبائلُ وأسماءُ لم تكن ذاتَ شأنٍ في العهودِ الماضيةِ .. امتلكتْ بسرعةٍ مهولةٍ المالَ والسلطةَ واحتكرتْ خيراتِ البلادِ ـ بالمليارات ـ في يدِها .. وللمرّةِ الأولى صرنا نسمعُ عن أنْسابٍ وألقابٍ مثل الساعدي والسوداني والدراجي والمالكي واللامي والبزّوني والفتلاوي والحكيم والصدر والأعرجي إلخ... بعد أنْ كان التكريتيُّ والدوريُّ والدليمي والجبوري والسامرائي والعُبيدي وآخرون يحتلّون جسدَ البلادِ ويكتمون أنفاسَها . المُدنُ المُهَمِشةُ سابقاً ـ والتي انحسرَ دورُها الآن لتُصبحَ مُهَمَشةً وأقصدُ بها المُدنَ التي أُطلقَ عليها " المدن البيضاء " لأنّها لم تسهمْ في ما سُمّيَ بـ " الإنتفاضة الشعبانية " كتكريت والموصل وديالى والرمادي أكبر مُدن العراق مِن حيث المساحة " ثلث مساحة العراق " ـ باتت تَشْكو مظلوميةً في الزمنِ الأمريكيِّ حيثُ تَسَيّدتْ عليها مُدنٌ " مُهَمَشَة " سابقاً وهَمّشَتْها حالياً مثل : النجف ، كربلاء ، الحلّة ، الناصرية ، العمارة التي هي أكثرُ مُدن العراق نُفوساً.. فلا تَستغربوا ذلك ، فالمدينةُ تضخُّ بشراً باتجاهِ بغداد ـ إلى مدينةِ الثورةِ وتوابعِها أو لواحقِها ( حوالي أربعة ملايين نسمة ) وباتجاهِ مدينةِ البصرةِ ـ الحيانية وتوابعها ( حوالي مليون ونصف المليون نسمة ) بالإضافةِ إلى سكّانِ مدينةِ العمارةِ الحاليين الذين يصلُ عددُهم إلى أكثر مِن مليون نسمة . هذا مشهدٌ ليس بعيداً عن الواقعِ ، فهي تُشكّلُ نسبةً مُهمةً مِن نفوسِ العراق .
إذاً تحكّمَ بأرضِ العراق بشرٌ عراقيون مِن الغربِ والشرقِ على مرَّ العهودِ وفَشلوا في نشرِ العدلِ وتوزيعِ الثروةِ بالتساوي بين أبناءِ البلادِ مثلما فشلوا في البناءِ والحفاظِ على وحدةِ الوطنِ وتماسكهِ وأخفقوا في الحفاظِ على ثرواتِ البلادِ وخيراتِها .. ولم يَسمحوا لسواهم مِن أبناءِ المُدنِ المُهمةِ بإدارةِ شؤون البلادِ كأبناء البصرةِ مثلاً ـ خزّان العراق النفطي ومنفذه البحري الوحيد ـ بل لم يَسمحوا لهم بإدارةِ شؤونِ مدينتِهم . أليس هذا غريباً ؟
هذهِ الأزمانُ الهمجيةُ التي مرَّ بها العراقُ والتي تناوبَ فيها المتوحشون على حكمِ البلادِ حانَ وقتُ زوالِها أو سيكونُ العراق في مهَبِّ الرِّياحِ وهو كذلك مِن الناحيةِ العملية . فيا أهل العراق أنقذوا بقيةَ وطنٍ يتمزّقُ إنْ أردتم بقاءَهُ .
* البَصْريّ الطيِّب
يعتَقِدُ بعضُ العراقيين بأنَّ البصْريين طَيّبون إلى حُدودٍ كبيرةٍ فيما يَغْمزُ البعضُ الآخرُ مِن طَرفِهم ويَنعَتُهم على أنَّهم " إِزْوَاج " بلُغةِ أهلِ العراق أي " مُغَفَلون " والحقيقةُ هُم لا هذا ولا ذاك .. حيث لا ينوجدُ مخلوقٌ على سَطحِ الأرضِ وينشأ طَيباً بالمُطلقِ ولا يكون شرِّيراً بالمُطلقِ . وإنْ أردتم الحقَّ فإنَّ "بعضَاً مِن " أهلِ البصرةِ " ساذجٌ " و " أهبلُ " وعلينا كبصْريين أنْ نواجهَ هذه الحقيقةَ المرّةَ وإلاَّ ما معنى أنْ نكونَ بقرةً حَلُوباً ونَرتَضي التّهميشَ ؟ ما معنى أنْ يأخذَ الرئيس صدام حسين ، وارداتِ نفطِنا ـ وهو مصدرُ العراق الوحيدُ ـ ويبتنيَ بها قصوراً في خطوةٍ مجنونةٍ ثم يُطلق العنانَ لشهيةِ المُقرّبين منه على الملايين مِن الدولاراتِ فيما نحن نتضوّرُ جوعاً ؟ ما معنى أنْ يبتنيَ السيد مسعود البارزاني بأموالنا " دبي " ثانيةً ـ حسب زعمه ـ ويُشيّد الملاعبَ والمُتنزهات و " التلفركات " والفنادقَ الفخمةَ ونحن لا نجدُ ماءً صَالحاً للشربِ ؟ أرجو أنْ لا يتهمني أحدٌ بالعنصريةِ فأنا بَدأتُ نقديَ بأهلِ بيتي البصْريين والعنصريةُ أنْ تَتَهِمَ بها غيرَك دفعاً لما أنتَ عليه .. وإنْ شئتم ـ لا أُدافع عن نفسيَ ـ فأنا " عنصريٌّ " بلا حدودٍ إذا كان الأمرُ يتعلّقُ بكلمةِ الحقِّ. ما معنى أنْ تسرقَ العصاباتُ والمليشياتُ أنابيبَ النفطِ علانيةً وتكدّس الأموال لصالحِها ويتمّ هذا باسمِ الدّين والمذهبِ والطائفةِ ؟ ما معنى أنْ يسرقَ المسؤولون مُنذ احتلالِ العراق 2003 حتى اللحظةِ ملياراتِ الدولارات مِن المالِ العام الذي يأتي مِن ثروتِنا و لا نجدُ ما نأكلهُ ؟ أما نحن البصْريين فقد اعْتِدْنا على مَن يَنْهَبنا باسمِ الله فهذا حبرُ الأمةِ عبدالله بن عباس والي البصْرة في زَمنِ عليٍّ بن أبي طالب سرقَ بيتَ مالِ البصرة وهربَ إلى مكةَ ، كما اعْتِدنا على تَدميرِ مدينتِنا في حروبٍ لَها أولُ وليس لها آخرُ ولم نكن في أيٍّ منها سبباً فدُمِّرَ زرعُنا وحُصِدت أعناقُ نخيلِنا وأُبيدَ ضرعُنا وداهمتْنا كلُّ أنواعِ السّرطانات وأمراضٌ أخرى غريبة وصرنا مرتَعَاً لوجوهٍ كريهةٍ ورَدَت علينا مِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ ، نشرتِ الرّعبَ والخوفَ والذعرَ بين صفوفِ الآمنين واحتلتْ مدينتَنا باسمِ الطوائفِ والمظلومياتِ وتمَّ كلُّ هذا بمباركةِ مرجعياتٍ ظلاميةٍ جاهلةٍ .. والبصرةُ مدينةُ التآلفِ والتآخي بين البشرِ ، مدينةُ الأديانِ والطوائف والمذاهب والأفكار والتجريب والكلامِ والإلحادِ والإيمان والتسامح .. مدينةٌ تفتحُ ذراعيها للغريبِ قبل القريبِ كيف تحوّلتْ بقدرةٍ همجيةٍ إلى مدينةٍ للظلامِ ؟
و ما معنى أنْ لا نجدَ مسؤولاً واحداً في الدولةِ من أبناءِ البصرةِ ، حتى المحافظُ يُستَوْرَد إلينا مِن محافظاتِ الجوار ونحن مُنتشون .. ألمْ أقلْ لكم أننا " هُبْلان " وإنْ لم نكن جميعاً فـ " مُعظَمنا " ؟
أيُّها العراقيون نحن البصريين لسنا طيبين بالمطلقِ وما ترونهُ مِن طيبةٍ فينا فهو بسببِ الخُبثِ الشديد " لبعضِ " مَن في الجوارِ مِن أبناءِ جِلدتِنا ومِن سواهم فنبدو إزاءَهُ على طيبةٍ ظاهرة .. أما الصوتُ الذي سيُعلِنُ عن جمهوريةِ "طُريدون" ويستقلُّ عن هذا الجسدِ العراقيّ المريضِ للأسف ـ إنْ لم تَسْتَقِم بكم الحالُ ـ فهو قادمٌ لا مُحال .. عندئذٍ سيقولُ قائلُكم إنّها فكرةٌ مجنونةٌ وجوابي : نعم .. سوف تتحقق .
***



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبحثُ عنكِ في جسدِ الياسمين
- أشياء خارج الضياء
- حين تكون الدريئةَ
- أرض لهذا الغريب
- الإنتظار الأبدي
- استراحة مُتعب
- قصيدتان
- لسنا وهماً .. لسنا العابرين
- زمن البغايا
- أيُّها العاشقُ
- ثملٌ مِن ألمٍ
- دعوا الطائرَ يجوب السماء .. دعوا الطائرَ يرتجل الغناءَ
- رؤيا / دعوا الطائرَ يجوب السماء .. دعوا الطائرَ يرتجل الغناء ...
- خمس قصائد
- سفينةُ طلٍّ تعومُ في الظلام
- لا تحرقوا جنحَ الفراشة
- توصيف
- أرصفة صادرت حقائبي
- موجة في جسد
- الملك الطفل


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - عنِ التَهْميْشِ والبَصْريّ الطيِّب