أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسائل إلى الوطن .. محطّات , خواطر ودمعة على ضفاف دجلة














المزيد.....

رسائل إلى الوطن .. محطّات , خواطر ودمعة على ضفاف دجلة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


خواطر .. ودمعة .. على ضفاف " دجلة " ...

الطفولة هي تلك الينابيع التي لا تنضب ..
طالما يعيش الإنسان حياته .
الطفولة .. هي تلك الجذور العميقة في التربة البكر ..
في التربة العذراء .
الأيام الأولى .. والسنين المبكّرة .. التي ترسم وتكوّن شخصيّة الإنسان
ونفسيّته .. وطبائعه .. وعاداته .

الطفولة
تتراءى لي أنها والتناقض تعيش في صفحة واحدة
ووعاء واحد .
إنها اللاشئ .. وبداية الشئ .. !
اللاوعي .. والوعي الفطري , بداية تشكيل الوعي
السكون .. والحركة , بداية السيرة الذاتيّة
هي اللامعرفة .. وبداية المعرفة - النطق الحرف والكلمة .
الطفولة .. هي بنت البكر - الأميّة , وبداية الأبجدية
الطفولة هي تلك النبتة - البرعم
هي الصدق والعفويّة والبراءة , السلام والصفاء
هي بداية الكذب .. الخيال الواسع .. والتعلّم
الملاحظة .. والأخذ .. والتخّزين .

إنها تبتدئ من الصفر , أو بالأحرى من الواحد ( 1 ) ,
لتكبر كلّ يوم في جدول الحساب إلى أن تصبح رقما ذا قيمة
حسابية , وبشريّة , وماديّة .
فالطفولة إذا .. , عالم قائم بذاته
جمال رائع بكونه .. وأحلامه .
إنها اللامسؤولية .. وبداية المسؤولية
تبتدئ من الذات , لتكبر إلى المجتمع .. والإنسانيّة
من الجزء , إلى الكلّ , ومن التوحّد , إلى التنوّع
فالطفولة على هذاالتصوّر , أو الروئ , أو ضمن هذا التشريح الشامل
هي خليط ماسي جميل .
لوح حسّاس أو مرايا .. لا تقبل الخدش , أو الخطأ .
إنها حقل ملئ بالزهور .. والأعشاب البريّة
الطيّبة الرائحة
كلّما أردنا أن نعيش عالمها , نشمّ زهرة تنعش نفوسنا
لأنّ شذى ورود الطفولة أبدا لا يتلاشى .. ولا يذبل
ولا تمحوه الفصول والسنين .. والصدمات اليوميّة
ورياح التغريب العاصفة
ولا بركان " عطر باريس " .. يطرده , أو يضاهيه وينافسه ..!

إنها بساط أخضر .. كسهول الصين
كلّما عاش الإنسان هموم وكفاح يومه ..
يحتاج باستمرار أن يفترش هذا البساط السندسي .. ,
ليستريح من عناء السنين , وليأخذ قسطا
من الراحة لأعصابه ونفسيّته المتعبة .
فاّه .. , لمن لا توجد لديه مثل هذه الصور الطفوليّة
الغنيّة بمادّة الإستمرار
والتحفّز والتحدّي والعزيمة
اّه .. لمن لا يمتلك مثل هذ الرصيد الحيوي
الذي يختزن فيه الإنسان
كلّ لاّلئ بحره .. وشهد العسل
إنها لجميلة حقّا .. , تلك الصور الطفوليّة
أليس كذلك ... ؟

.....
اّن للقلم أن يتحرّك , ويكتب
اّن للفكر المريمي أن يخطّ خلجات وأحاسيس الليالي
والغربة القسريّة .. والوحدة .. والإبتعاد .
لقد طال زمن الإختزان
طالت فترات التخّمير
سنين مرّت وأنا أحترق
سنوات مضت وأنا أتفجّر أتشظى .. أتألّم ,
كان هناك فقط .. دمعة .. وصمت .. صمت
ودمعة ..
هكذا دون أن أكتب بهذا الدمع ,
ولكن في داخلي .. كان لي ثقة كبيرة بأنّ يوما ما
سيتفجّر هذا الصمت ويبدأ الفكر برسم الأحاسيس المختزنة
كنت دوما أردّد :

ليلك يا بغداد أرّقني = ليلك يا بغداد أبكاني
الأحلام امتداد للتفكير = وأحلامي كلّها لأوطاني .

الطفولة قصيدة لا ينتهي عشقها
في كلّ يوم ينبش صورة .. وذكرى
لعبة .. وكلمة .. وموقف , ومثل
في كلّ يوم .. يسافر المرء برحلة عميقة
إلى كهف الإنسان , كهف الجسم ( الغرفة السرّية ) ..
إلى اللاوعي .. اللاشعور
إلى ملعبه اللامحدود .. , ويقرأ هناك
يقرأ ما يحلو له , من قصص , وحوادث , وما يشاهد من صور
وصدى أصوات , وحركات , وتراتيل
أناشيد .. , ودروس , وتماثيل.. وووو

فإلى طفولتي كلّ ذكرى طيّبة
وإلى أهلي ( والديّ ) كل رحمة .. وأدعية
لأنهم تربة غنيّة .. في أرض الطفولة
وجذر حيّ يسقي حياتي ... !

بغداد - نهاية اّب 1984 -



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل للوطن .. محطّات
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها : السفور والحجاب . ...
- والبحيرة أزهرت ... , . على مشارف الفجر
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة للسيّدة ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة قديما .. وحديثا .. القسم الرابع
- لصيدنايا الصباح ... باقة زهر ونثر .. هدية
- مقتطفات من أقوال الرئيس : ماو تسي تونغ ..... الشباب
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها - السفور والحجاب - ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا - القسم الثالث
- - الجسر - .. بين الأمس واليوم في ذاكرة الشعب العراقي .
- من الرائدات .. فاطمة اليوسف
- مقتطفات .. من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ . النساء
- صيدنايا في صور .. القسم السابع والأخير
- الكلمة ... - هي السيّدة - .
- صيدنايا في صور ... القسم السادس
- ستبقى المرأة العربية رائدة.. قديما وحديثا
- نريد سوقا للعرب ...... ؟
- الخلود للقلئد الثوري د . جون قرنق .. إبن أفريقيا البار .. وا ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة إلى السي ...
- لنتضامن مع حق الشعب الكردي في تركيا .. الحريّة للمناضل والقا ...


المزيد.....




- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسائل إلى الوطن .. محطّات , خواطر ودمعة على ضفاف دجلة