أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مريم نجمه - - الجسر - .. بين الأمس واليوم في ذاكرة الشعب العراقي .















المزيد.....

- الجسر - .. بين الأمس واليوم في ذاكرة الشعب العراقي .


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أيها الجسر ....

أصبغي العدل بالنجيع الدامي
يا ابنة المجد وازحفي للأمام
إحملي مشعل النضال وجدّي
وأنيري .. دجنة الأيام
صدأ القيد حطّميه .. وهبّي
لاتنامي على الأسى لا تنامي
والحقي مواكب الحياة انتفاضا
وانتفاضا على التواء الزمام
أيها " الجسر " نحن جسر الضحايا
نحلم اليوم بالغد البسّام
وأعدّي من ثوب كلّ شهيد
علما خافقا على الأعلام
وأنيري الشموع في كلّ ساح
إنه فجر يقظة الأحلام
واحملي مشعل النضال وجدّي
ياابنة المجد وازحفي للأمام .

هذه القصيدة .. كتبها شاعرنا العراقي - كاظم السماوى - بعد " معركة الجسر " في وثبة 1948 الشهيرة في بغداد , بين قوى النور , والظلام بين قوى التقدّم والحريّة , والإحتلال وأتباعه في العراق الحبيب .

ننبش القديم لنقرأ الحاضر , لنرى بأن التاريخ يعيد نفسه .. لكن بصورة مأساة وفاجعة ....
"" فتاة الجسر "" .. التي حملت العلم الأحمر متقدّمة المتظاهرين بالاّلاف ضد معاهدة ( بورت سموث ) الإستعمارية وكان ذلك في عام - 1948 - على أحد جسور نهر دجلة في بغداد - تلك المعاهدة التي حاولت بريطانيا فرضها على العراق , واستشهدت الفتاة تلك برصاص العدو .. , وقد أصبحت رمزا لكفاح الشعب العراقي العظيم والمرأة العراقية المناضلة ضد الطغيان والظلم والتخلّف . وقد أصبحت ( فتاة الجسر ) مثلا يحتذى لنضال المرأة العربية .

وهذا درس اّخر من الرائدات في منطقتنا .. وصورة مضيئة لنضال ووعي نسائنا في تلك الحقب البعيدة ... لنتذكّر فقط ونفتخر

واليوم ... في 31 - 8 -2005 استقبلنا فاجعة " جسر الأئمة " .. بدمعة وحزن .. وألم وأسى , ومشاهد تقطّع القلب
فاجعة مروّعة .. ضحايا بالاّلاف , ذهبوا بطرفة عين وهم يؤدون واحدة من شعائرهم وطقوسهم الدينية التقليدية , وهم يعبرون - جسر الأئمة - واحد من جسور نهر دجلة في بغداد ..
إخوة لنا في العراق الشقيق .. , كان الموت ينتظرهم ليصطادهم بالاّلاف تدافعا أو دهسا وغرقا , وهم في طريقهم إلى مسجد الكاظمية " حيث الملايين يتجمّعون هناك من كل المناطق إحياء لذكرى - الإمام موسى الكاظم - .

كيف لا أحزن ولا أبكي .. ولا أتعاطف وأتألم مع إخوتنا في العراق الحبيب في هذا اليوم الأليم وكل يوم ..وأنامن عاش في هذا الحي الحزين المنكوب اليوم .. حي الكاظمية .. ؟
إن " مسجد الكاظم , وحي الكاظميّة " يعنيني .. , إسمه يحرّك فيّ الذكريات .. والشجون ,
لقد سكنت بقرب هذا الحي .. ودرّست أبناؤه ( أبناء الكاظم والعطيفية ) .. طلاّبي الأعزاء الذين أحببتهم كأبنائي , وهم كذلك أحبوني كأمهم
كنت أمرّ صباح مساء من أمام " تمثال وساحة الكاظم " .. في طريقي إلى المدرسة
مشيت مرارا الطريق ( الكورنيش ) المؤدي إلى جسر الأئمة .
هذه المنطقة وأهلها عزيزة عليّ لها مني كل حبّ وذكرى ووفاء .. لنهر دجلة ونخيل أرصفته .. وأسماء الباعة , وأسماء الطلاّب المحتفظة بأسمائهم حتى اليوم ربما يكون أحد من طلابي من بين الضحايا .. من يدري ؟
الرحمة لأرواح الضحايا البريئة .. والشفاء للجرحى .. , وعزاؤنا لأهالي المفقودين
" صابرين في الضيق .. فرحين في الرجاء " .

بعيدا عن الحزن والبكاء
ولكن .. ولكن .. لنا وقفة وجدانيّة , ومنطقيّة .. وإنسانية
ومحاسبة .. وتساؤل أمام هذه المذبحة " الوليمة المجانيّة " للموت .. والندب .. ! ؟
علينا أن نتساءل .. هل كان مخططا لهذا الموت الجماعي بأيد مجرمة إرهابية تكره البلد وشعبه .. ؟
هل كانت هذه المجزرة البشرية , نتيجة إهمال وعدم تنظيم ومراقبةهذه الجموع المليونية , من قبل الأجهزة الأمنية والمدنية الجديدة - التي هي بدورها يوميا لها مجزرة مع القتلة ؟
هل هناك تقصير بوضع المفارز وسيارات الشرطة والجيش والإسعاف على طول الطرق ومنها الجسر الذي حدثت به الكارثة - تحسّبا لأي عمل إجرامي كهذا الذي حدث .. ؟
وخاصة أنّ الوضع الأمني في البلد غير طبيعي , والحكومة تدرك ذلك قبل غيرها , بالوضع المتدهور أمنيا . ؟
وهل كان السبب في الضحايا نفسها التي تمرّدت على الوضع لتتحدّى جماعات الإرهاب .. وتذهب بالاّلاف لا بل بالملايين .. غير عابئة بمصيرها .. للأنها تقوم بواجبها الديني المفروض عليها .. ؟
كل هذه الأسئلة تورد إلى ذهن الإنسان العادي والمحايد ..
لماذا هذا الموت المجّاني .. والجماعي الكارثي , جلّهم من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في يوم واحد ومسافة واحدة .. هو جسر الموت .. .. ؟

لت أوب ... " ستوب ... "

أما كان واجب علينا أن نقرأ الوضع جيّدا قبل السماح بالتجمع والسير الشعبي ذلك .. والتخفيف منه أو منعه وقصره على كشّافة الحي مثلا .. ؟
كلّنا نحترم .. ونجلّ الطقوس والشعائر الدينية والروحية التي تمارسها الشعوب .. والطوائف الدينية المختلفة ... , ولكن الظروف والأوضاع الغير طبيعية لها أحكام ومبرّرات .
علينا أن نقول ونعبّر ونعطي الرأي بكل مسؤولية .. وواجب
أما كان الأفضل أن يحتفل كلّ في منطقته ومدينته وحيّه .. , فأعداء العراق كثر من كل الجهات الأربع ..؟
نكتفي بإضاءة الشموع .. والكشّافة .. والأناشيد .. والورود , وغير ذلك من وسائل التعبير عن الحزن أو الفرح , بشكل بسيط , وراق . وتأجيل التجمّعات البشريّة الكبيرة حفظا على أرواحهم .. إلى أن تتحسّن الأوضاع .. ! ؟
كم مرّة في فلسطين المحتلّة منعت أو تمنّت السلطة الفلسطينية السياسية والدينية على الجماهير بعدم الإحتفال الجماهيري والتجمّع في المناسبات والأعياد المسيحية والإسلامية حرصا على سلامة المواطنين في ظروف إستثنائية فرضها الإحتلال الصهيوني .

إلى الوحدة .. يا مثقفي.. وأحرار العراق
إلى الوحدة يا أحزاب العراق التقدّمية ... والوطنيّة .. والعلمانية
لتصنعوا عراقا تقدّميا .. علمانيا .. متحرّرا من الإحتلال , والرجعيّة , والطائفيّة ... والتقاليد البالية
إرفعوا من صورة الشعب العراقي أمام الفضائيات .. أمام العالم
أعطوا الصورة الجميلة الملوّنة .. صورة الفرح والإبتسامة والأمل .. والعمل
صورة العراق الجديد
عراق التلاقي والحوار والمحبّة .. النخيل والورود والألوان
بعيدا عن لباس وثياب السوداء .. واللطم .. والندب .. والبكاء
البكائيات .... التزمت , وارتبطت بعهود .. وعصور الظلم والإستبداد والظلام والرجعية .. والتخلّف
لنستقبل معا شمس الصباح الجديد
بأمل .. وفرح .. وإصرار .. وتحدّ لبناء عراق متحرّر من كل دوائر الإحتلالات الداخلية .. والخارجيّة

كلّ الخير والفرح والحرية .. للعراق .. وشعب العلراق



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرائدات .. فاطمة اليوسف
- مقتطفات .. من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ . النساء
- صيدنايا في صور .. القسم السابع والأخير
- الكلمة ... - هي السيّدة - .
- صيدنايا في صور ... القسم السادس
- ستبقى المرأة العربية رائدة.. قديما وحديثا
- نريد سوقا للعرب ...... ؟
- الخلود للقلئد الثوري د . جون قرنق .. إبن أفريقيا البار .. وا ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة إلى السي ...
- لنتضامن مع حق الشعب الكردي في تركيا .. الحريّة للمناضل والقا ...
- رسائل إلى الوطن ... - وخواطر
- مبروك للسودان .. السلام
- تضامن وحب مع الأخوين المناضلين .. ناهد بدوية وأسامة كيلة
- الكرامة ...
- على مشارف الفجر
- من رائدات النضال الأممي _ تتمة
- من رائدات النضال الأممي
- صيدنايا في صور - القسم الخامس
- لا بدّ من السقوط ... فهناك الجاذبية ....!
- المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب - تتمة


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مريم نجمه - - الجسر - .. بين الأمس واليوم في ذاكرة الشعب العراقي .