الخلود للقلئد الثوري د . جون قرنق .. إبن أفريقيا البار .. والسودان الموحّد

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 10:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

بمشاعر الحزن والأسى تلقينا النبأ الأليم .. مصرع نائب رئيس الجمهورية السودانية جون قرنق ورفاقه على أثر تحطّم طائرته في الجنوب -
وبدموع الأخت .. بكيتك كثيرا يا جون ..
لا أدري لماذا ...؟
لأنك لم تفرح بالسلام الذي صنعته ... ؟

لأننا مغرّبون عن أوطاننا .. لعقود .... ؟
أم لأننا نؤمن بالمبادئ التي تؤمن بها أيضا ... ؟
ربما كلّ ذلك .. وأكثر ..... !

جون قرنق ...
مناضلا وقائدا مبدعا للمضطهدين .. وحقوق المستضعفين .. والحفاة
حققت الحرية لهم , وبدأت ترسم مشاريع التنمية لتنهض بالجنوب الفقير المخرّب .. المتخلّف
جمعتم الصف .. وأتيتم للخرطوم بعد عشرين عاما من النضال الوطني والتحرّري .. وتصافحتم مع إخوتكم -
وتلاقى الشمال مع الجنوب .. كما يتلاقى النيل الأزرق بالنيل الأبيض على مشارف العاصمة - الخرطوم - ليؤلفا نهر النيل الواحد الكبير .. الذي يغمر الوادي فيضا .. واخضرارا .... وغناء .

لقد وحدّت جميع القوى الديمقراطية .. والوطنية .. والسياسية في السودان . قادة وأحزابا ونقابات - وقبائل , وأديان .. , ضد التمييز العنصري , والنظام العسكري البوليسي - والديني الذي حاولت الطغمة الرجعية التي لاتعترف بالاّخر وحقوقه - فرضه على شعب السودان بأسره .

جون قرنق ....
أهداك نسر أفريقيا الأسمر ( نلسن مانديلا ) .. قبضة من شعلته .. ,
فسافرت بها إلى السماء .. إلى الشمس .... إلى العلا
لترسم خارطة السودان الجميل .. التي أحببت

أبت قافلة .. و "موجة قادة الشهداء "( رفيق الحريري - سمير قصير - جورج حاوي .. ووو) إلا أن تصل منابع النيل .. لتروي اّسيا وأفريقيا هذا العام 2005 - عام النصر .. وعام الشهداء .
عام الإنتفاضات والثورات والتمرّدات والتظاهرات .. الحملات , والأعراس .. ووو-
وعام السلام والحرية .. والإنسان المضطهد
عام تعمّد بالدمّ ... وتطهّر بالورد والزنابق .. والغار .. و "زهرة السودان الحمراء " .

لم يجفّ بعد حبر التهاني " بعرس السلام السوداني " الذي كتبته بالأمس القريب مع إخوتك في الشمال ,
هذا العرس الذي كتبته بيدك , وصلابتك , وإصرارك مع كل المؤمنين في خطّك الوحدوي .. الشعبي , الذي يخدم حرية الإنسان وحقوقه , وبناء الوطن على أسس ديمقراطية حضارية - دون أن تغفل حقوق المناطق الأخرى في دارفور والشرق والشمال -
فكانت الفرصة قصيرة .. لم تحقّق كل أحلامك .. وهذا المشروع الجبار ,
والعود بعده طري ... !
لكنك امتلأت حبّا ومسرّة .. وأهداك الشعب كله .. كلّه .. كل حبّه .. , لصفاتك النموذج , وأهديته ثقتك , وابتسامتك التي لم تفارقك -
واطمأنيّت على رسم الطريق .... وارتحلت
بطلا أفريقيا منتصرا .. , قدّمت للسلام الكثير .. وللسودان الأخوّة المثلى .

مشيت طريق الجلجلة مع شعبك .. شعب السودان كله , بكل ثبات .. وحقّ ..وحوار .. وإقناع
وقبل أن تسلّم الروح .. وقعّت القرار التاريخي
وعشت .. وشاركت .. وليمة التصالح .. والتاّخي .. والمحبة .. والوحدة
وكتبتم مع إخوتك في الشمال .. أعياد النصر والسلام
لتنام مطمئنا , فرحا .. على ...أنغام أجراس الكنائس .. والتكبير في الماّذن ... وأهازيج الأغاني الشعبية الأفريقية .

نقدّم تعازينا القلبية للشعب السوداني الشقيق .. جنوبه وشماله لكافة أطيافه وقياداته وأحزابه ونقاباته ومنظماته .. باستشهاد نائب رئيس الجمهورية السودانية - جون قرنق .
تعازينا للمرأة والأم السودانية .. الفاعلة والمثقفة والمشاركة في كلّ مناحي ومفاصل الدولة السودانية . نعتزّ بها ونهنئها على تمثلها الحقيقي والواسع في المجتمع والدولة الجديدة .
تعازينا الأخويّة الحارة .. لزوجة الفقيد ورفيقة دربه السيّدة ربيكا ( المرأة الحديدية - وأم الفقراء ) كما وصفتها الجماهير الشعبية والإعلام السوداني - , وعائلته وأهله .

اّملين أن يحمل ورثة الجيش الشعبي وقيادة الجنوب كافة مشعل النصر والتحرير .. ويتابعوا السير على دربك يا جون .. ويهتدوا بأفكارك لتوطيد السلام الدائم .. والوحدة وبناء السودان .. حرا .. ديمقراطيا .. وعلمانيا .

الأبطال .. لا يموتون .. خالدة أسماءهم .. وأرواحهم إلى الأبد
نشعل الشموع .. ونجمع ضمّة ورد .. من براري العالم .. نضعها على قبر الشهيد البطل المناضل جون قرنق

م . مريم نجمه - المحامي . جريس الهامس

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل