مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 10:25
المحور:
الادب والفن
كنا نسهر الليل شوقا
والاّن .. نسهره عملا وجهدا .. . , وتعبا .
سهرنا الليل أرقا
على فراق الأحبة
واليوم .. لا يملني ليلي
لأنني عشقته .. منذ الصبا
والاّن وعمر الأربعين .. قد خبا
سأبقى وإياه .. حتى اّخر الدربا .
أعطيته خفقة القلب
ودمعة العين
وعرق الجبين المتعبا .
كل الكادحين في الكون .. لك أحبّة
كلّ المتعبين في الارض ... يعشقون الشهبا .
نعطيك أيها الليل .. عصارة حبنا
كأس خمرنا
نشيد عمرنا .....
بين نجومك اختبا .
فرفطنا كبدنا لمن أحببنا
استنفذت الدموع ....
وضمرت الرئتين ....
وعشقنا الروماتيزم .., من القدمين
حتى الكتفين
فلم أجد قلبي دافئا .. ولو ليومين
حتى يعتريه البرد .. , ويجمد العصبا .
أنا إن زرعت بسمتي لكل الطيّبين
لأنني أكره اليأس .. والقحط .. والجدبا .
أنا إن زرعت الحبّ الإنساني
لكل أم .. وأب
لكل كبير .. وطفل قد حبا
لكل الأصدقاء
لكل الفقراء .. الأغنياء القلوب
فالقلب الغني .. ياحبيبي
يبقى وفيا .. مخلصا ومؤدبا .
سأبقى ساهرة يا ليلي
مع نجومك المذهّبة
سأبقى مع السير دوما .. مع التعب
حتى أوجاعي .. وجسدي يتصلبا .
سهرنا الليالي
مزّقنا السواد .. بالعمل والكتابة
حتى يبزغ الفجر على أمثالي
فلم يعد للسؤال ..... إجابة ...!
فجر 31 - 10 - 1977
خواطر زوجة سجين "" - دمشق
* *
كلمات متفرّقة ....
لاتغريني يا حبيبي في هذا الليل
للحبّ .... والطعام
وعسل الأيام
الليل ...للصلاة والعبادة
والكتابة
وشوق الأمهات ....!
الليل لجمع الأخبار
وعدد الضحايا
والمتفجرات
في كل بيت وشارع .. ومخيّم ومدينة ,
أخبار المعتقلين والسجون
والموقوفين .. المخطوفين
من قول الحقيقة .. والرأي
من كتابة الكلمة
على الصحيفة .. أو كتاب
أو الأنترنت ....!
* *
أكتب كي لا أنام ... !
لا أدري لماذا أكتب .. ولمن ..؟
لليل .. أم للنهار
للإنسان , أم للهواء .. والغبار .. ؟؟
لا أدري ما الذي بنا صار ...؟
أكتب للبحر .. أم للمحيط
للذكرى .., أم للشريط ....؟
فعالم اليوم أصبح شريط ...!
في سينما .. في كاسيت
في قناة فضاء .. أو مذياع
لا أعرف ما الذي منا ضاع ...؟
أهو الزمن .. أم العمر .. أم الجياع .. ؟؟؟؟
أم كثرة الجياع ...؟؟؟
نكتب للقرية .. أم للوطن .. ؟
القرية الكبيرة .. والوطن مشهد .. وصورة ....
أصبحا شاشة فضائية ... يشترى .. .. ويباع ..! ؟
إنها المتاع .. , والحقائب المسافرة .. والمتاع
والأتعاب تسيجنا
تتأبط فينا .. بلا انقطاع ..!
أكتب .. كي لا أنام
ما زلت أتسلّق تلال الليل
واحدة بعد أخرى
والساعة الواحدة بعد الأخرى .. تمشي
لا تتعب .. ولا تنام
خلّصني يا إلهي ...
من حرق الأيام
وجمود الأيام ,
الأرقام البشرية .. مهشّمة , مبعدة
على الرفّ تنام
وأنا لا أنام
أكتب .. كي لا أنام
ما زلت أتسلق تلال الليل واحدة بعد أخرى
والساعة بعد الأخرى تمشي
ولا تتعب ... ولا تنام
وأنا لا أنام .........!
"" على مشارف الفجر " - هولندا - 2001 ""
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟