أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - يوم جديد .. وقرن جديد














المزيد.....

يوم جديد .. وقرن جديد


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1195 - 2005 / 5 / 12 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


الحمام يغتسل ..
يتأهب .. يتسابق
والطيور تغرّد
نحو العصر الجديد تمشي .
فجر الواحد والعشرين بزغ أخيرا .. وتوّا
والصباح قريب -
اّلاف السنين صارت تاريخا
والألفين صارت وراء .. بالأمس ..!

وراءنا أصبح الليل
وندى الأمل والحبّ
يمطر فوق جبين الأرض
دموعا من لؤلؤ أبيض
يطرّز ثوب الزفاف .. لعروس الإحتفال .

طويل كان الظلام
وكثيف طياته ,
النفق خلفنا .. أصبح خلفنا .
النفق ملوّث .. معتم
رائحته سامة
وأرضه شوكية حادة
والزجاج المكسور في كل إتجاه
والجدران لوحات حمراء حمراء
دماء دماء .. وعظام مهشّمة .. وهشة
صدور منخورة بالسعال
وهياكل دون أسماء
وأسماء لا تحصى لقوائم الشهداء .

ياله من نفق مخيف , وبارد .. وطويل
من أحسن السير .. وصل منهكا
رأسه على جبينه
ويديه مقرحتان ..؟..!
أغلقنا بواباته الحربية .. العسكرية
وكسّرنا نوافذ قضبانه الصدئة
خرجت من هناك ....
الاّلاف الاّلاف .. .. بالاّلاف
حشروا كالأغنام .. كالخراف
وملايين الحناجر .. صمتت
والأقدام تعطلّت عن السير الصحيح .

ياله من عقد بل عقود
والداخل لها مفقود
ثلاثون عاما ...!
والخارج منها مولود .. جديد .
ياله من قرن من عقود
سوداء ضبابية اللون .. كالبارود
له رائحة الفساد .. والتعفّن
وعنكبوت النسيان .. يلفّ الذاكرة ,
يعطّل التفاعل والتطوّر والتقدّم .. والحوار
والتلاقي , وروعة الحياة .
نعم استشرفنا للمستقبل بلون الربيع
بلون وردي .. وعيون ضاحكة .
أجل ..
الطيور تغرّد .. والاّمال ترسم
والأحلام تتجدّد .. والأطفال تنشد
أناشيد جديدة ..والإستعدادات على قدم وساق
لكنني .. لا أدري متى وأين .. وكيف
سيقام الإحتفال ...؟
كيف سيمرّ دون حفرة الإنهدام
في شرخ الحقوق .. والطبقات .. والغذاء..؟
والحروب .. والعدوان .. والحصار ...؟
كيف سنتعامل مع أنواع الترب
النفوذة .. ,, الرملية ,, .. والخفيفة .. والكتيمة ,, القاسية ,,
كيف سنتعامل مع المناخ الجديد.. والتربة الجيّدة الملائمة
لتنمو شتلات الورود وأشجار الغابة الجماهيرية الجميلة
بفضاءات الحرية والديمقراطية .. وحقوق الإنسان ..؟
كيف سيكون لون الشمس ووهجها ...؟
كيف نتعامل مع العقل المتفتّح .. والتقدّم الهائل
وثورة الإعلام .. ..؟
يالها من مواجهة غامضة .. وسريّة
ياله من يوم لا نعرف كيف سيكون
عاديا أم غير عادي.. مختلف .. أم طبيعي
سيكون الطريق مستقيما .. أم متعرّجا
وبأي إتجاه
نحو اليمين .. أم اليسار ...؟
إلى الهاوية .. أم إلى شواطئ النخيل ..؟
إلى ذرى جبال الأرز والسنديان .. وجبال ( إفرست ) ..
وكثبان الرمال الذهبية
أم إلى المستنقعات الاّسنة مرّة أخرى .....؟؟

لا أدري كيف سيكون الصباح
ونهار القرن الجديد ...؟
لكنني أرى الطيور من الاّن .. تهيّئ نفسها
للتحليق في فضاءات السماء الجميلة
وبحارنا الزيتية الكبيرة تناديها ..
لتحطّ على سواحلها النظيفة وتغتسل في أمواجها الدافئة
كقلب الأمهات .
من يستفيق معي ليرى نوروز جديد ...
وحقول قمح وزيتون .. تبارك الخطوات
والجياع يفترشون قطن السهول
ليصنعوا رغيفا نظيفا للمارة على رصيف العالم ...؟

في قريتنا الكونية سيكون لنا إحتفال
الكبار اقتربوا
بصناديقهم .. وعبيدهم .. بخدمهم وحشمهم
وشيكاتهم .. وشركاتهم .. وقواعدهم .. وأساطيلهم
الكبار اقتربوا ( بسوطهم العولمي ) .. وخارطة إحتكاراتهم
وجداول إستثماراتهم , ..والهدايا كانت .. البطالة وأخواتها لنا
ولهم .. حل الأزمات , والإختناقات الرأسمالية ..!
السادة .. والزعماء .. والرؤساء وسلاطين ووووو ظهروا بكروشهم الكبيرة
منتفخة نوما وسلبا , ونعيما .. وفسادا ..
منظر لا يطاق ..
من شدّة الفراغ , .. وأساطير الإمراطوريات الجديدة
في عالم الجنس والرخاء والثراء
وإفلاس الأكثرية الحافية القدمين على الرصيف الاّخر من كوكبنا .
الصغير والكبير .. المضحك المبكي
العالم الجاهل .. والمتعلّم الأمّي
المسلول والصحيح .. والمعافى
إنه القرن الواحد والعشرين
العجيب الغريب ..
التقدّم المذهل , والتخلّف المدقع
سيطلّ علينا ونحن نيام
فلنستفق .. ونمشي
لنحمل الأعلام والكتب
نعزف الموسيقى .. ونحمل اللعب
لنحمل زهرة .. وزنبقة
ونرسم قوس قزح .. في الأفق
لنرسم دائرة للنور .. للفرح .. والسلام والأمل
للحق والعدل والمساواة .. وشمس للحرية
لتدخل كل بيت وساحة ومدرسة
وكوخ .. ومخيّم .. وجامعة
لتدفئنا .. لنعيش تحت ظلالها
بروعة الدفءوالضؤ.. والحرارة
والوضوح والتفتح .
لنكتنز من شعاعها وسحرها .. ومجانيّتها
لتدخل إلى عقولنا .. وأجسادنا
لتتفتح الشرايين المتجمّدة من قطب ( الظلام الواحد ) ..
وليله الأسود الأسود , وسوط العبودية والقمع .

لنرقص .. ونغني
لأننا من بلاد الشمس
نحن من بلاد الحضارات
من بلاد الحضارات والتاريخ .. والإنسان الأول.
لنحتفل بالعيد معا .. يا كلّ الناس
يا ملايين البشر ..
لنستقبل القرن الجديد مع الطيور القادمة إلينا
إلى عرس الشعوب
بحريّتها .. وفرحها
عرس للتلاقي , وتوحيد الأيادي
للجمال والخير .. للحق والحقيقة
والحوار والتقدّم
عرس الزمن الجديد
فلنغني أغنية جديدة
ليوم جديد
لم يعد بعيد
لم يعد بعيد ...!

ربيع 1999 -



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدحرجت الصخرة السادسة عشرة ...!
- (( كلنا للوطن .. للعلا للعلم )) ... ثورة العلم .. والإستقلال ...
- من وحي عيد الأم ,, : أماه .. أماه .. عيدك ما أحلاه .. عمّدين ...
- الرياح الشمالية .. والتحدّي .. في يوم ما ....!!؟؟
- ليس هذا هو الغناء .....!! ليس هذا بغناء .... للتذكير فقط ... ...
- عام من الفرح .. مع الحوار المتمدن .
- لا تحرير للمجتمع .. إلا بتحرير المرأة .... , تحية بعيدها الع ...
- أهلا بأّذار .. الإنتصار لهذا العام
- اّذار .. يا أجمل الأشهر .. والأيام .. , فيك تجمّعت الأعياد : ...
- رسالة .....
- الأخبار ..الأخبار ...!
- نساء من بلادي .. - تتمة القصة
- قراءة .. في مهزلة 99 , 99 ...!؟
- أيها المستلقون .. والغافلون تحت خيمة الإستبداد .., انهضوا وح ...
- قراءة ... في أرقام المهزلة ....! ؟
- مدّ يدك يا وطني إلى حافة النهر .. لنشرب معا دواء الحبّ .. ون ...
- كلنا احترقنا .. كلنا محترقون .. للوطن والشهداء .. نحن منحازو ...
- قائمة بأهم الأعمال التي كانت تقوم بها المرأة الريفية في صيدن ...
- نشارك لبنان حزنه .. وصموده
- رسائلي ...تتمة - القسم الرابع والأخير من مقدمّة رسائلي -


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - يوم جديد .. وقرن جديد