(( كلنا للوطن .. للعلا للعلم )) ... ثورة العلم .. والإستقلال الجديد .. تزحف في أمواج إلى ساحات الحرية.., لبنان أول من تخلّص من داء الأنظمة العربية .., أيام لبنان بامتياز _ محليّا .. وعالميا .

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

كلّنا للوطن .. للعلا للعلم ..
سهلنا والجبل .. منبت للرجال
سيفنا والقلم ..
وأنا أيضا مشيت معك يا لبنان ... بالأمس .. واليوم .. وكلّ يوم .
من مسافات الغربة مشيت مع الثائرين .. مع أمواجك البشرية المليونيّة الهادرة .. حبّا للحقيقة .. ووفاء للشهداء .. وكرامة الوطن .
دموعي سبقتني إلى هناك .. حيث لم تعد تكفي الطرقات البرّية .. فاستعانوا بمياه بحرك الذي اشتركت وساعدت أمواجه سيل القادمين والزاحفين إلى عاصمة العواصم الثوريّة .. إلى ساحة الحريّة .
قلبي سبقني .. وفرحي جناحي.. أوصلني إلى موسيقى الجماهير الشعبيّة المتعطّشة للوصول إلى مهرجان بيروت التاريخي -
هي هذه الحقيقة
هي هذه الأناشيد
هي هذه العفويّة الشعبية ( العاميّة البيروتيّة - الثانية ) .. ..!!

,, كومونة باريس ,, الرائعة .. . أهدت هذا اليوم لأختها بيروت - في الإنسانية والنضال - وساما يليق بالشعوب الحيّة .. ففاضت الحناجر .. وعانقت السماء .. , بوهجها وصدقها , بوحدتها وحرارتها , وحبّها وعشقها للحريّة .
خزّنت اّلام ودموع وصبر ثلاثين عاما وفجّرتها اليوم بركان عطر .. وربيع زهر المحبّة .. وبحر غضب وأعلام .. وغابات أرز وسنديان .
فبهرت العالم .. واستنفرت الإعلام .. وبدأ فصل جديد للتغيير الحقيقي للشعوب وأحلامها , وطموحاتها .. لتحوّل الحزن إلى فرح .. والموت إلى قيامة .. ثورة .. حريّة .. ديمقراطية .. إستقلال - حقيقة - .
جنازة شهيد .. معارضات .. إعتصامات .. مهرجانات , ,, مدائح ,, .. فعّاليات .. شموع .. ثورة .. زحف .. , طريق التحرير ابتدأ اليوم من بيروت .. ولن يتوقّف .!
ألم أقل في قصائدي السابقة لبيروت التي أحببتها وعشت فيها في حربها وسلمها : بيروت .. معلّمة فينيقيّة .. وكتاب عربي ؟
حقا علّمت اليوم العالم كلّه .. وليس شعبك أو محيطك فقط , علّمت الكثير الكثير في مهرجان الأمس الذي غطّى خارطة العالم , وأبعد ...!
لقد إستفاقت الشوارع العربية .. بعد كابوس عسكري طويل .... في أنفاق الرعب والظلام والزنازن .. وأقبية الموت .. والشوارع الصامتة إلا من ( مسيرات ) الأجهزة واللصوص والأوامر . ؟؟؟!!!!

حقا يعجز القلم .. وتعجز اللغة .. ويتجمّد البوح عن رسم هذه الصورة وهذا المشهد الشعبي الثوري الذي حرّك المشاعر الإنسانية الحرّة النبيلة والذي افتقدناه طويلا .. وغطى العالم الحزين الذي عاش التعتيم , والصمت , والتاّمر , وتهميش وإبعاد الشعوب عن قول الحقيقة .
كشف الستار عن المخبؤ .. والمتراكم .. والمخزّن في أعماق هذه الشعوب المقهورة المغيّبة تحت حزمة القوانين الجائرة , وبسطار العسكر الفاشست ..
فخرجت المعارضة و المعادن والطاقات الخيّرة الشابّة النابضة بالحيوية والعمل والعطاء والتغيير لتبني مستقبلا أكثر جمالا , سلاما , وتقدّما .. حريّة , أمنا وحبّا .. وعدالة .
كسّر صخور الإستبداد .. وجلمود وحديد دول الإستخبارات , وبطشهم .. مزّق خرقهم البالية , وشعاراتهم الكاذبة التي نشروها على الرصيف وباعوها بالمجان في قصور البذخ .. والملوك .. والمافيات .. حاملة بساطير العسكر وفساد العائلات الحاكمة .. والتاّمر .. ومقابر الموت لشعوبها .

فتحيّة كبيرة لك ياشباب لبنان .. يا شباب المستقبل .. ويادرع الحريّة - ويا شعب لبنان العنيد .. رسمت فجرك بالصبر , والصلاة .. بالفعاّليات والمبادرات , بالأغاني والأناشيد , بالعلم والثقافة والكلمة .. والكتاب , بالمنتديات والتجمعات والتيارات والمنظمات والنداءات في الساحات ... والحوار .
تحيّة كبيرة وخاصة .. للإعلامي الكبير الرائد بالخطابة والنثر .. الأديب الأب : د . يوسف مونّس - لقد رثى الشهيد رفيق الحريري كما يليق بالشهداءالكبار في مهابة الجنازة .. وغطى الإحتفاليات ( العاميّة ) اللبنانية الجديدة والزحف الشعبي اليومي بريادة لغة لبنان الثقافي ..
كثّر الله من أمثالك .. , وهنيئا للبنان بهذا الخطاب .. وهذه ( الكنارة ) .. هذه اللغة التي توحّد وتجمع , وترفع وتشذّب وتثقف , وتهذّب أبناء الوطن الواحد .. وتكرّم الشهداء كما يليق , ويغطي مهرجانات الحزن .. والفرح .. والحريّة .. بأناشيد الأرز .. والأبجدية .. والفيروز ...
هنيئا للبنان المعلّم .. معلّم العالم .. قديما , وحديثا , .. رائدالنهضة والثقافة .. ورائد الثورة .. والحرية .. والديمقراطيّة .

فلنتحد .. ونمّد الأيادي .. معا على طريق الاّلام .. معا على طريق صليب التضحية .. والقيامة واحدة .. في ساحة شهداء بيروت ( الحريّة ) .. إلى ساحة شهداء دمشق - ليعاد تاريخ شهداء السادس من أيار 1916 - في الساحتين معا رمزا للتحرّر والإستقلال .. ودحرالإستبداد إلى اللأبد . ...؟

متى نهتف وننشد ..؟ : ,, حماة الديار عليكم سلام ....أبت أن تذلّ النفوس الكرام ,,
أيا شام استفيقي .. وغنّي .. واهتفي لقادمات الأيام .. وافتحي أبواب الربيع بثوار مرج الغوطة .. على ( مرجة ) الشام .. لتصدح الحناجر للحريّة .. والديمقراطيّة .. وانتصار الحقيقة , والإنسان ....!

م . مريم نجمه - 16 - 3 - 2005 - هولندا

---

قناة الحوار المتمدن على اليوتيوب
واقع ومستقبل اليسار العالمي والعربي حوار مع المفكر الماركسي الفلسطيني غازي الصوراني	حول آفاق ومكانة اليسار ، حوار مع الرفيق تاج السر عثمان عضو المكتب السياسي - الحزب الشيوعي السوداني

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات