ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة إلى السيدة ... غريب

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 12:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لا يسعني إلا أن أشكرك أيتها الأخت أسماء ... على رسالة الإيميل , وأهنئك على الإهتمام والنشاط والمقدرة لقيامك بالمهام والمسؤوليات العديدة التي تساهمين فيها , وخاصة ترجمة جزء كبير من الثقافة العربية إلى الثقافة العالمية ( الفرنسية والإيطالية وغيرها من اللغات .. ) لنقل المواضيع , والإبداعات الفكرية النسائية في بعض المواقع العربية إلى الأجنبية .. , وتأكيدك واعتزازك بكاتبات موقع ( الحوار المتمدّن ) , وهذه شهادة نعتز بها من السيّدة غريب .

أولا .. لا بدّ لي من مقدمة تاريخية , للوصول إلى أجوبة على تساؤلاتك .
في الحقيقة إن الوعي الثقافي والإجتماعي والسياسي للمرأة في منطقتنا العربية, هو ليس وليد اليوم .. إنه قديم وعريق .. , نتاج تاريخ حضاري طويل عمره أكثر من عشرة اّلاف عام -
لكن , هناك أسباب عديدة , مباشرة وغير مباشرة أدّت إلى تشويه واهتزاز صورتها , وإبعاد وتهميش دورها , وسلب حقوقها .. , لإبقائها خارج حركة المجتمع , بعيدة عن مواكبة التطور.. والتحرّر , وبالتالي إقصائها عن المشاركة الفعّالة والإيجابية في صنع القرار .. وبناء الأوطان .

ففي طليعة هذه الأسباب كما أراها هي :
إرث الأنظمة الإقطاعية - والبرجوازية الحديثة ( نوفوريش ) -
أنظمة العسكر - والديكتاتوريات الفردية
الرجعية الدينية -
الإحتلال العثماني - والإستعمار الغربي - القديم والحديث
إغتصاب واستيطان فلسطين من قبل الصهيونية العالمية -
تخلّف قيادات الأحزاب التي رفعت راية اليسار والتقدميّة , عن طموحات جماهيرها والشعب بصورة عامة . وعدم طرحها برامج عملية لتحرير المرأة ومساواتها بالرجل واشتراكها بالقرار والبناء .
إستبداد الأهل , وسلطة الزوج , والعشيرة والقبيلة ,والعادات والتقاليد البالية ...
كل هذه الأسباب وغيرها .. , أدّت إلى نشؤ بنيات , وهيكليات , وأفكار وعقليات إستبدادية .. أثرت على المجتمع ككل , والمرأة بصورة خاصة , مما أدّى إلى طمس وتغييب وإغفال دورها الفعّال والمؤثر والرئيس .

إن هذا الواقع والمشهد المأساوي الذي فرض عليها , والذي عاشته المرأة وما زالت تعيشه ضمن دوائر من الأسلاك الشائكة .. , هو متجذر وموجود في كل بلد عربي بشكل أو باّخر , وبنسب مختلفة .. ,و يتفاوت بين كل مدينة وأخرى . وتحاول المرأة اليوم أن تزيل هذه المعوقات المترسبة بعدما تسلّحت بالعلم والعمل والوعي .. وانفتاح الفضاء الخارجي , وتوحيد الجهود , والإطلاع على تجارب الاّخرين .

لاشك أن النضال في سبيل التحرّر والتقدّم الإنساني واحد في العالم , منذ بداية البشرية حتى اليوم .
ولكن .. , لكل قارة , وبلد , ومنطقة .. خصائصها الموضوعية ودرجة تطورها المميزة .. , تدفعها إلى أن تمر كل واحدة منها بطرق تختلف عن الأخرى - تبعا لجغرافية المكان , والموقع , والمراحل التاريخية .. , والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تتعرّض لها .

فإذا أخذنا القرن التاسع عشر والعشرين مثلا .. , نرى بأن المرأة في الغرب قد عاشت في ظروف تختلف نهائيا عن ظروفنا .
لقد عاشت .. واختبرت هناك .. , الحروب بكلّ أشكالها وماّسيها , الحروب ( التوسّعية , القومية , الإستعماريّة , والكونيّة ) التي ذهب ضحيّتها مئات الملايين البشر ..؟ !
والثورات .. والإنتفاضات بكلّ أشكالها , ورواّدها .., الثورات ( الصناعية , الطبقية , التحررية , الفكرية , الوطنية , والإجتماعية , الفنيّة , والفلسفية , والدينية ... وغيرها ) -

الحرب تدمّر ... لكنها تعلّم , وتغيّر - كما يقولون ..

كلّ هذه التطوّرات الكبرى .. والأحداث التي مرّ بها الغرب .. هزته من الأعماق , وأدخلت عليه مفاهيم جديدة , تأثرت بها المرأة سلبا , وإيجابا , من أهم إفرازاتها ونتائجها :
أنها أعطيت, وانتزعت الحرية للمرأة . ... , أّوّلها , الحرية الإقتصادية - في نزولها للعمل إلى جانب أخيها الرجل في كافة الميادين , والمهن , وال‘ختصاصات .
مما أعطاها الوعي الطبقي .. والنقابي .. من ثم النضال الإجتماعي والسياسي .
أعطتها التحرّر الجنسي .. ( لم يعد هاجس , ولا مشكلة , ولا كابوس , أو جريمة ) ترجم أو تذبح أو تقتل لأجله .
التحرّر السياسي - التحرّر من الإقطاع عامة , وتسلّط ربّ العمل , وسلطة ربّ الأسرة -وسلطة رجال الدين ( وليس الدين ) .
وأصبحت المرأة في الغرب أكثر بساطة .. ووعيا , وفهما , وعقلانية , للحياة والمجتمع - للجسد والفكر - بعيدة عن تقاليد ( العشيرة والعائلة والقبيلة ...؟! !
وأصبحت إنسانة مستقلّة بقراراتها .. ونوعية الحياة التي تريدها , وتختارها , مع تكوين العلاقات العائلية القائمة على أساس الحبّ .. .. والحوار .. والقناعة .

أما في منطقتنا العربية .. والشرق عامة ..
فقد كان الوضع مختلفا جذريا بالنسبة للمرأة
فعندنا أولا .. الجغرافيا , والمناخ يختلفان .. , سيطرة وكثرة الصحارى والسهول مثلا - الإنتاج الزراعي والرعوي وعلاقاتهما , والإقتصاد - وسائل الإنتاج تختلف هي أيضا .
العلاقات الإجتماعية - الأسرة الممتدّة - وكابوس التقاليد والعادات البالية التي لم تعد تتلاءم مع التقدّم والعصر والعلم .. .. ووو وقائمة طويلة من الممنوعات ... والعيب .. والحرام ...!! ؟؟
وأخيرا .. التطوّر التاريخي .
يتبع -

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل