مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:34
المحور:
الادب والفن
في الحقيقة ......
بالرغم من الظروف القاسية التي مررت بها , والرياح العاتية التي كانت تبعثر كلّ أحلامي وطموحاتي ومشاريعي الصغيرة والكبيرة الإستراتيجية الخاصة والعامة .. وتذويها في كل مدينة .. وعتبة كلّ عاصمة,
رغم السفر الدائم , وعدم الإستقرار , والتنقّل المستمّر , وتبعثر وسرقة وضياع , واحتراق أكثر أشيائي وكتبي .. وأوراقي
بالعمل الدؤوب .. والمكابدة .. والإصرار , استطعت تضميد الجراح والألم . تمكّنت أن أجمع شيئا وأنجز جزءا من المهمات التي أخذتها على عاتقي القيام بها .
فهذه المهمّة هي أمانة في عنق المثقّفين .. حتى تبقى في ذاكرة الأجيال.. , لتتعرّف على بصماتها القديمة .. وجذورها العميقة .
طبيعي .. إن هذه المهمّة ليست بالسهولة التي نتصوّرها ..
ففيها السهر والتعب والجمع والتفكير , والتصنيف , والتصوير .. والقراءة .. من ثم ّ الكتابة والتعليق وووووو
ب لكن من يصمّم على شئ تهون أمامه الصعاب , علينا أن لانيأس ولا يسيطر علينا الملل , أو نشعر بأي ضعف عندما تعترضنا العقبات والمعوقات والنواقص بل نمضي نحو المستحيل , والصعب , لنخلق الخطوة الجريئة ونمهّدها كخطوة أولى .
فلنخلق من اللاشئ .. شئ
ومن الشلل ..عمل مستمر ... وجميل
ومن اللاعلم .. علم .. وشهادات .. ومدارس وكتب -
ولما كانت الصورة هي شبه الشئ .. , فهي تصبح بعد ساعة أو يوم أو سنة .. عمليّة مقارنة , ومرحلة إنتقال من شئ إلى شئ اّخر .
لأن المكان كالإنسان والعكس .. , في تغيّر وتحوّل مستمر , لا يعيش مع الثبات والجمود والصنميّة .. , بل يمشي في أقنية المتحوّلات والمتغيّرات الجديدة , تطبيقا للقانون الطبيعي :
إنّ التطوّر قاعدة الحياة " .
وهذا .. بالإضافة إلى التحوّل الداخلي البطئ .. , هناك التحوّلات الخارجية التي يلعب بها المتغيّر الإقتصادي والسياسي وبالتالي .. الإجتماعي والفكري .. والطبقي .
ففي الدول المتقدّمة في مضمار الحياة , والتي فيها القيمة العليا للإنسان .. قبل كل شئ اّخر ,صعدت فيها ( اّثاره ) وأصبحت تحترم كصاحبها - أصبحت ذو قيمة معنويّة قبل أن تكون مادية , وقد أصبحت الصورة عامل أساس ومهمّ في حياتهم .. , إبتداء من الكتاب إلى المجلّة والصحيفة والتلفاز والسينما والفيديو ... إلى المعارض والفنون الأخرى والمتاحف والمهرجانات والمؤتمرات .. والشعارات .. والأعياد .. , والعلوم التوثيقية التي تعتمد الصوت والصورة معا , حتى أصبح هذا العصر كما أسلفت سابقا , نسميّه بحق ( عصر الصورة ) .
والعلم كذلك .., قد أخذ يعتمد في نظرياته الجديدة , وتقدّمه على - الصورة - , وأعتقد أنّ الحروب الجديدة القادمة والصراعات .. , هي حروب ثقافية - إعلاميّة .. ( طبعا إلى جانب الحروب الإقتصاديّة والغذائية وووو ) .
والصورة هي جزء من الثقافة , وجزء من الإعلام .. , وجزء هام من العصر الجديد .
والواقع .. فهي من جانب تثبّت الفكرة والمعلومة لدى القارئ , والمتعلّم والمعلّم , ومن ناحية ثانية هي عامل تهذيب وثقافة وذوق .. وفن وتربية وحس وجمال .
فالصورة إذا هي .. , رمز , عنوان , ومقارنة .
وستصبح جزءا من التراث الفني الصوري " , أو بالأحرى هي موجودة لكن مستقبلا زاهرا .. وضّاء للتراث الشعبي سيقوم على أكتافها , ومهمّتها .. , الذي هو بالتالي تراكم حضارات وشعوب في قاموس ( العلم والمعرفة ) , وهي أبجدية وألف باء الإنتقال والخطوات الأولى المتدرّجة في المسيرة الحضارية تجسّد وتصوّر حالة ضمن حالة معاشة نقرأ فيها الماضي الذي ذهب ورحل وترك بصمات ودفعات هي له وحده فقط .
والحاضر هو جزء منه وامتداد له , لكنّه يأخذ أشكالا متنوّعة , ومختلفة , حسب المؤثرات والتأثيرات , والمعطيات .. والتطورات الجديدة .
لذلك ... , فهي قيمة ماديّة ومعنويّة .. وفنّية كما ذكرنا أيضا .. , يدرسها العلماء والمؤرخون والباحثون والفنانون .. والعلماء ... وغيرهم .
وكلّ واحد يشرحها ويدرسها .. ويقيّمها حسب ما يناسب إختصاصه .
وسيأتي يوما .. , تعدّ هذه " المجموعة الصورية " , نواة لمتحف فني صوري , وبداية لعمل .. ومشاريع متنوّعة من يدري ؟
لأن أي عمل , وأي خطوة ,أو بادرة جديدة , يقوم بها المرء إن شاء أم أبى .. , سيخلق , وسيولد أفكارا جديدة أخرى تليه - وسيطوّر العمل بعضه البعض , وستولد أفكار جديدة , وهذا باعتقادي أنه قانون بديهي للتطوّر في الحياة .. , وفي أي مجال من مجالاتها .
لأن أي صورة .. , فيها لقطات ذكيّة وعفويّة وإبداعية .. وفنّية . هي كتاب علم بكلّ معنى الكلمة , هي تاريخ صامت , يقرأه المتعلمون والضليعون بفك رموزها وأسرارها ورسوم أحجارها .. وأبعادها .
فلنعمل على حفظها من الضياع .. , حتى لا تندثر معالمنا , وأصالتنا , وخطواتنا الأولى , وبصمات " الشخصيّة الصيدناويّة " .. في تراتبياّات الإرث .
هي أيضا جزء من هذا الإرث الثمين في سجلّ تاريخ بلدتنا الحبيبة . ولا يزال الكثير من معالمها ناقص هنا .. , من اّثار - وكنائس - وأوابد ومواقع - وبصمات ريفية جميلة ساحرة يجب أن تحفظ في ذاكرة الأجيال .. وكتبهم التربوية والخلفية الثقافية لهم .
وسأعمل جاهدة على تغطيتها , وإضافتها , وإثراء الكتاب .. , حال توفّر الشروط والظروف لذلك .
فكلّ هذه الصور التي بين أيدينا هنا هي من الألبوم الشخصي , القديم والحديث , وما تيسّر لي من جمعه من هنا .. وهناك .
* * *
إنّ تجربتنا المتميّزة الثرّة والخصبة .. , في المساحة , والزمان - واختباراتنا العديدة , من واجبنا أن ننقلها , ونكتبها نحن المثقفون , والسياسيون - من حقّ الأجيال أن تقرأها مهما كان فيها من ثغرات وسلبيات أو نواقص وتقصير , ولتعطي رأيها بالتالي فيها .
إن التواصل مع الذات .. والجماعة .. والبيئة .. والمجتمع الذي نعيش فيه , هو في التحليل النهائي .. تواصل مع العالم أجمع .
فهذه بادرة أولى .. , من الممكن أن أنجح فيها .. أو أفشل , لا أعلم نسبة النجاح فيها .. ؟
وسيكون هناك تعليقات , ونقد , ودراسة من القرّاء ,
وأنا بكلّ رحابة صدر .. , أتقبّل كل ملاحظة تأتيني , لتطوير هذا المشروع الثقافي .
إيضاح ... وتمهيد جغرافي :
وأخيرا ......
تحيط بالبلدة صيدنايا كالأساور .. والعقود .. " والأيقونات " ..
كالقلاع .. والأبراج .. والمنارات ... ,
أكثر من خمسة عشر تلا .. وهضبة ( قرنة ) .. ورابية .. , وجبل , أهمها :
يتبع --
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟