رسائل للوطن .. محطّات

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:53
المحور: الادب والفن
    

" أرق " ...

من بغداد
من بلاد .. مابين النهرين
من بلاد الرافدين
من الضلوع .. ,
والعينين
الساهرتين حتى الفجر
أكتب كلّ ليلة إليك .. يا وطني الحبيب .

عندما أشتاق إليك
ويشدّني الحنين إلى أبوابك السبعة .. أو العشرة
أو العشرين .. والملايين ,
وإلى نوافذك المفتوحة للتاريخ
والحضارة .. والمستقبل
عبر أسوارك المحصّنة كالزنّار
في خصر عروس اّرام .. وعشتار
في خصرك ياشام النور .. والنار
ياشام الأهل .. والديار .

أختصر الزمن
وترقص في داخلي خلايا الطفولة
وجمال المراهقة .. وبراكين الشباب
فأهديك دمعة نقيّة من نهر حبّي
وأسكب شلاّل روحي
فوق غوطتك الغنّاء
وسهولك الحمراء .. كالحنّاء
فيتأوّه الصدر تحت ثقل جبال " هيما
لايا , والألب ,
والأورال , والاّنديز , وكلّ جبال القارات ..
فأتنفّس .. وأتنفّس وأتنفّس
لأزيح عنّي ثقل السنين
وطيّات الصدمات
وأنفاق الظلم .. والظلام
ودهاليز المؤامرات
وسواد الليالي ..
وألم " الفاريز "
يا وطني العزيز

لوّنت ليلي .. وشوقي
برسم .. بنحت .. وأفاريز
للمعبد السرّي .. الذي أجثو له
أكتب له .. وإليه
كلّ نهار وليل .. بالدمع
بالشعر .. بالكلام
بالنثر الوجيز ... !

بغداد -

أبحث عن مكان ... ؟ !

أبحث عن بلد يأويني
كإنسان .
أفتّش عن مساحة في الكون
دون سجّان .
رياح التغريب
وخطّ الترحال
امتدّ شمالا .. وشرقا .. وغربا
دون عنوان .

فأنا عاشقة المكان ,
فعاشقة المكان .. تبحث عن مكان
في زمن .. في عصر اللامكان . . !

عشرون عاما وأنا .. أحمل خريطة الأوطان
أبحث عن حرّيتي .. أو مكان
دون رقيب أو سجّان .
ثلاث دوائر تطوّقني
تلازمني
تسكنني ,
دائرة الغربة
دائر الأجهزة
ودائرة الجدران .

أفتّش عن جزيرة .. دون حدود
سوى ماء .. وطيور .. وأشجار
وزهور .. وشمس .. دون غيوم
بلا حرّاس .. أو جنود
وأنا أبني الجسور
وأنا أبني السياج .. والجسور والحدود
أوّلها .. الحرّية
وثانيها .. الكرامة
وسلام الأبواب .. والبيوت ..

أبعثر فيها أوراقي
أجمع فيها ومنها .. أشواقي
وأستعيد فيها التلاقي
وأكتب وأكتب ..
الإنسان .. اخ الإنسان
الإنسان أخ الإنسان أينما كان

لنمحي صورة " الحيوان "
من قاموسنا اليومي
ونعيد للإنسان صورته المقدّسة .. !

باريس - صيف 2000

صلاة .. شفهية

يا لجمال الوطن
يا لرائحة المكان
ونكهة الحيطان
وطيبة الجيران
في أحضان الوطن ... !

صلاة صامتة ..

النداء .. والرجاء
والدعاء للوطن .
الدلال .. والجمال
والنضال .. , داخل الوطن .
الحبّ .. والذهب
في قلب الوطن
في درب الوطن .
الأجراس .. والقدّاس
والماّذن .. والتكبير
الناس .. والإحساس
والمشاعر .. والطقوس
الماس .. والأعراس
هناك .. هناك في الوطن .. .. !

النشاط .. وااشباب
الحقول .. والتراب
هناك هناك .. الفرح والإنتاج
والسؤال .. والجواب
وقوّة الخطاب .
غبطة الفلاّح
الثمار والأزهار
الغابات .. والأشجار
في خيمة الوطن
في جنّة الوطن .

النوافذ والأبواب
الدروب .. والأتعاب
والضياع .. والسراب
الصمت .. والوحدة
والدموع .. والإكتئاب
خارج الوطن .

إمتحان الوطنيّة ينشئ صبرا .

غنّوا للوطن .. وترنّموا بإسمه .

هوذا نقشتك على كفيّ يديّ .. أيها الوطن البعيد .

أبتهج بكلماتي إذ أكتب للوطن .

يرقص قلبي إذ أرنّم .. , وأغنّي للوطن .

صلّوا للوطن .. كلّ صباح ومساء .

هولندا - 2001

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل