أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جاموسة موشي دايان














المزيد.....

جاموسة موشي دايان


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 19:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جاموسة موشي دايان
نعيم عبد مهلهل

في السبعينات وقبل أن يترجم لنا سعدي يوسف كتابه المهم ( هل ينبغي أحراق كافكا ) ، صرنا نتابع ما يجري في داخل فلسطين ليس فقط من خلال قصائد درويش وتوفيق زياد وقصص كنفاني بل من خلال ما يصلنا من النادر عن الادب اليهودي وخصوصا بعد حرب اكتوبر حيث تغير شكل المعادلة وذهب عن أرواحنا بعض من انكسارات حرب 5 حزيران . المعلمون في الاهوار امتلكوا اكثر من معلمي المدينة في التمتع بحرية قراءة الكتب ( الماركسية والاسلامية والوجودية وحتى روايات الجنس كالتي في روايات اسكندر رياشي ورفيق علايلي ، واخيرا وصلت الى مكتبة مدرسة البواسل في عمق اهوار الجبايش رواية ( غبار ) ليائيل ديان ابنة رئيس وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان وقد نشرت كاملة في مجلة الموقف الادبي السورية بترجمة هاني الراهب .
وأتذكر كيف كانت تلك الرواية مثار نقاشنا ، فبعض المعلمون كرهوها لمجرد أن كاتبتها هي ابنة موشي ديان من الحقَ بنا حزن حزيران وقام بتهجير المزيد من عرب فلسطين ، ومنا من اعجب بصياغة الرؤيا الذاتية لما تفكر فيه الروح اليهودية المجهولة بالنسبة لنا وخصوصا بعد تهجير معظم اليهود العراقيين في خمسينيات القرن العشرين .
والذين لم يحبوا الرواية وكاتبتها ، وتنكيلا بمن يكيلون المديح الى البنية الروائية وجرأة الطرح في الرواية قاموا بأطلاق اسم موشي دايان على جاموسة بعين واحدة يمتلكها ( مرهون ) ، ذلك الرجل الذي غرقت له اربع جواميس في غفوة قيلولة وأتت العاصفة فلم ينجوا سوى هذه الجاموسة التي ثقبت عينها قصبة قوية فأصيبت بالعور ، وعادة المعدان ان لا يربوا اي حيوان معاق فيقومون بذبحة لكن ( مرهون ) لم يعد يملك غير هذه الجاموسة فلم يقدم على ذبحها وكان يعاني كثيرا في الحصول على فحل لها وقت اللقاح املا منه لتنجب ، فكانوا يقولون له :لا فائدة يا مرهون ، الاعور ينجب اعور.
فيرد عليهم : الله خلق آدم كاملا ، وبعد ذلك اصيب جسده بالعلل. وتكريما لحكمة الرجل ، ساعدته بنقل جاموسته الى قرية قريبة من اجل تلقيحها.
كانت جاموسة موشي ديان تمر وحدها كل يوم ، وكان الرعاة يتحاشون السير قربها بدوابهم ، ولأنها وحيدة فهي لا تحتاج لمن يقودها ، لقد عرف موشي دايان طريقه اليومي دون يحتاج الى مؤخرة تضرب قفاه.
بعضنا لم يرض بهذه التسمية لكنه لم يجاهر بهذا لأننا كنا نعيش فورة نشوة تهديم خط بارليف ، والدعوة الى اعادة مبادرات طوابع العمل الفدائي ، والمعلمون القوميون في مدرستنا اتوا بشريط نشيد عبد الوهاب الاسطوري ( وطني حبيبي الشعب الاكبر ) ليشغلوه كل يوم في دقائق الاصطفاف ، غالبا ما يصادف مرورها فلا تكترث لصوت كمنجات عبد الوهاب الجميلة . ربما هي تلبست الاسم وشعرت انها من فقدت خط بارليف.
وحين يسكنني هكذا شعور ، أضحك ، وانظر بأشفاق الى هذا الحيوان الذي الصقوا به اسماً لا يوده ولا يريده ، لأتذكر هذا المقطع من رواية يائيل دايان مع اشفاق الى ذكرى تلك الجاموسة التي يقال انها انتحرت بعد فترة من حملها هذا : فهذه ياردينا في رواية غبار تقول :
( أعطيت دافيد قرصا من أرضي السوداء ولمسته أصابعه العطشى . لقد عرف أن هذه الأرض أم، فداعبها وذاقها،وللأرض السوداء مذاق مقدس)



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جاموسة موشي دايان