أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أنهارُ بابل (قصة سُريالية)














المزيد.....

أنهارُ بابل (قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 11:44
المحور: الادب والفن
    



من عادتي عندما أترك مكتبي, أذهب إلى فراشي ,أ مارس لعبة الدومينو مع حاسوبي اللوحي , ذلك لسبب بسيط , أنا أفوز عليه دوماً , أشعر بحالة من ألأرتياح تساعدني على الاستغراق في نوم هاديء, لكن اليوم قررت أن أكسر هذا ألروتين , أحلّق بذاكرتي , أن أستعيد ذكريات السبعينيات, ذلك بألأستماع إلى مجموعة من أغاني فرقة( بوني أم ),هي وغيرها من الفرق الغربية المشهورة في حينها, كفرقة(أبا وفرقة البيجيز), كانت ألألبومات تشغل على مسجل الكاسيت القديم في ألأكشاك المنتشرة في الشوارع و المتنزهات العامة ,كمنتزه الخورة في البصرة ومتنزه الزوراء في بغداد , نأخذ سندويج سفري وقنينة مشروبات غازية (بيبسي )ونهتز على أنغامها, في ألحقيقة كنا نهتز على أنغامها بغير دراية ,لجهلنا اللغة الانكليزية أي كنا لانعرف كلمات ألاغنية ,وأقصد هنا أغنية (البوني ام, ريفرز اوف بابيلون) كان إيقاعها بسيط وجميل,كما كان بعض العاملين الأجانب يمارسون نفس الحركة على إيقاعاتها ,نحن تعلمنا منهم كتقليد وجلهم من العاملين في بناء فندق على الكورنيش , يأتون وقت الأستراحة إلى متنزه الخورة, قريباً من مكان عملهم ,تذكرت تلك الأيام , شغلت حاسوبي اللوحي ,أعيد سماع الأغنية قبل ألنوم, وضعت السماعة الصغيرة في أذني, كي لا أزعج الأخرين, لكن على ما يبدو أن البعض ينزعج من سماعي للموسيقى حتى في أحلامهم ,في هذا أليوم بالذات كنت قد أخذت كفايتي من ألنوم, أنا لاأحتاج إلى النوم كثيرا, إستمعت إلى الاغنية بتأني, خصوصا أن لغتي الانكليزية نضجت تماماً,لا حظت أنها فعلا تحمل دلالات سياسية كما اشيع سابقا, قلت مالي و السياسة ,المهم هو الأيقاع ,غفوت على أنغامها , سرحت في حلمي السُريالي, يبدو أن الطقس كانت تلفه نسمة برد مع رياح خفيفة ,قبالة بيتي كانت حفريات لتمديد مجاري مياه الأمطار, تقوم بها إحدى شركات الزمن الضائع,في حلمي وجدت جمع غفير من الناس تقف في صفوف عشوائية وفرادى, أمام بناية المرافق ألصحية العامة, بعضهم جاء بكامل إناقته , بعضهم مهلهل الثياب ,الغريب أن هذه الصفوف تحوي رجالا ونساء خلافا للعرف السائد في خدمة المرافق الصحية, أي عزل النساء عن الرجال , بعض النساء جئن وكأنهن ذاهبات الى حفلة عرس ,بعض المتجمعين ,أ خذ يمارس شقاوته على باب المرافق الصحية, ينقر بأصبعه على الباب ,أ خريات, أخذن يمسحن زجاج ألباب للتجسس على من في الداخل ,وجدت نفسي خارج الجموع ,رغم حاجتي إلى أن أذهب إلى ألصحيات كي أتقيأ,الزحام....! قد يمنعني من الوصول الى بغيتي,حملت حقيبتي ورجعت الى غرفة نزل الطلاب في الأقسام الداخلية, دلفت الغرفة وإذا بوجوه لم أألفها في غرفتي, قلت لعلي تهت بالزحمة ,خرجت قرأت رقم الغرفة...! لا إنها غرفتي, قلت فلأجلس على السرير ,إن نهروني سأعرف أن هناك تغيراً ما قد طرأ ,جلست على سريري ,لم يكلمني أحد ....!الكل عيونهم مطرقة على قطعة من البيتزا كأنها كتاب, لايأكلون, بل ينبشون محتوياتها ,خاطبتهم ما هذا .....؟لم يجبني أحد ,خرجت من الغرفة ثانية لعلي أجد جواباً لهذا ألحال, نظرتُ الى ساحة النُزل, وجدت كومة من ألاوراق النقدية الممزقة , أطفال من كل ألاعمار ينبشون بها ,أ حدهم أضحكني عندما أمسك كومة منها بأسنانه وأخذ يهز رأسه يمينا ويساراً, ناثراً الأوراق بكل إتجاه , لكأنه ينثرها على راقصة في أحد الملاهي الليلية ,إحدى الفتيات الصغيرات جداً, إعتلت كومة قمامة ألاوراق النقدية, أخذت ترقص بهستيريةحادة, إذا بأبواب غرف النزل كلها تُفتح مرة واحدة , الكل ترقص على أنغام فرقة( البوني أم) , أنا الوحيد أقف حاملا حقيبتي ,إ رتفعت منصة , كنت واقفاً عليها دون علمي, وكأني في مسرح متحرك ,إ رتفعتُ إلى ألسماء , رأيت الجموع قد هبت عليها أعاصير تغمرها بعدة الوان, منها الأحمر ,الأوكر والأخضر الداكن ,تمزقها تجرف بها الى واد سحيق ,هنا غمزت لي جنيتي ,وهي تغني بصوت مبحوح أغنية على أنهار بابل عندما كنا نجلس معاً نتذكر صهيون,لمعت في ذهني فكرة قلت هكذا تشظى وطني.
https://www.youtube.com/watch?v=fngpeVcZFOE.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يموتُ طائرُ ألحب(قصة سُريالية)
- طائري الأثير(قصة سُريالية)
- أشباحٌ وأشباح(قصة سُريالية)
- حلمٌ سُريالي(قصة سُريالية)
- تحول إسطوري (قصة سٌريالية)
- سَفر (قصة سُريالية)
- ألآلهة لن تموء (قصة سوريالية)
- عزف منفرد(قصة سوريالية)
- ثمالة كأس وبقايا سيكَار(قصة سوريالية)
- إحالات...وإحتمالات
- أهي زهكة روح
- السعلوة والطنطل (قصة سوريالية)
- ظهيرة الجمعة(قصة سيريالية)
- عذاب النار(قصة سريالية)
- يوتيوب(قصة سريالية)
- زمان ألصفر (قصة سريالية)
- عبد الجبار(قصة سيريالية)
- هذيان(قصة سيريالية)
- مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)
- (مو بيدينة) قصة سريالية


المزيد.....




- -فنان العرب- يظهر في عيد ميلاده.. -روتانا- تحتفل به وآمال م ...
- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أنهارُ بابل (قصة سُريالية)