أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - السعلوة والطنطل (قصة سوريالية)














المزيد.....

السعلوة والطنطل (قصة سوريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


السعلوة والطنطل (قصة سوريالية)
د.غالب المسعودي
عندما كنا أطفال, كانت حكايات جدتي تداعب مخيلتنا, وعندما تريد أن تخوفنا من أن الاقتراب من النهر, تسرد لنا حكاية السعلوة, والسعلوة كائن اسطوري شبه لنا بالغوريلا له قرون , تجلس أحينا قرب صغيرها على شاطيء النهر, وإن إقتربنا منها تغرقنا و تتغذى علينا هي والاسماك, والشبح الاخر هو الطنطل, يخرج ليلا, لتمنعنا من الخروج في الظلمة ,و هو كائن خطوته أمتار كثيرة طويل يتعذر إمساكه ,يطاردنا ليلا في الظلام, وبهذا تطمئن جدتي أننا لا نصل الى النهر, ولا نخرج ليلا ,رغم هذه المخاوف تعرضت للغرق أكثر من مرة في محاولاتي تعلم السباحة , لكن حكايتي مع الطنطل تبدو مختلفة و كانت اكثر متعة ,سمعنا أنا و صديقي الذي يكبرني سنة أو اكثر, إن في الطريق الريفي الذي يخرج من مدينتنا, بستان يسكنه الطنطل يتعرض للمارة ليلا عندما ينسحب القرويون الى بيوتهم , أثارت هذه الحكاية الفضول وقررنا الذهاب الى البستان بعد الغروب بقليل ونشاهد ما يفعله الطنطل, يومها كانت اضاءة الطرق الخارجية غير موجودة,جلست أنا وصديقي بين أشجار البستان لنراقب الطنطل ,وإذا بي أشاهد مجموعة من الاطفال متوارين تحت الشجيرات وبايديهم احجار صغيرة, وما إن حل الظلام وبدأ المارة يغادرون المدينة الى بيوتهم ,حتى خرج الاطفال من بين الشجيرات وبدؤا يقذفون المارة بالاحجار, الكل يهرب من الطنطل, إنسحبت أنا وصديقي بهدوء بعد أن عرفنا قصة الطنطل ,رجعت الى غرفتي أتأمل المشهد, نقرت على رأسي صرخة أمي...... لم أذهب للنهر ياأمي , أجابت لا إنك تستخدم هاتفك الخليوي, تركته بعيدا عني أسندت رأسي على وسادتي , أخذت إغفاءة حلمت خلالها أن مجموعة من الوحوش تهاجم وسادتي ,وأنا أصرخ إتركوا وسادتي, لكنهم لم ينفكوا من غرز حرابهم أنيابهم في قطن وسادتي, كان لون القطن أسود, كلون شعر السعلوة, حاولت أن أستيقظ لكن الكابوس كان ثقيلا وماباليد حيلة ,استسلمت للأمر, أراقب برعب, خائفا على رقبتي, لكنهم استمروا بالنبش وانتقلوا الى فراشي, من شدة رعبي شعرت بسائل دافيء يبلل ظهري, لم أعرف مصدره, رسموا بأنيابهم خطا حول جسدي, أحرقوا القطن الاسود,عادت الصور تتقافز كانها فلم هوليوودي ,أ ذكر أني عندما كنت في الخدمة الجوية, شاهدت أحد الطيارين وهو يحترق في كابينة الطائرة, لخطأ فني ,ومن ذكرياتي شاهدت مجموعة من الوحوش سكبوا سائل حارق على مجموعة من الاشخاص وأحرقوهم وهم احياء, هناك تداعيات يريدوا لنا الآن ، تترسخ, إنه مفهوم السعلوة والطنطل كأداة رعب, يريدون لنا أن لا نخرج في الليل كي نتذوق طعم هواء الحرية, يريدونا أن لا نقفز الى النهر كي نشاكس تيارات الماء, أن نسبح عكس التيار ,نمارس هوايتنا في سباحة الصدر,يريدونا أن ننكفيء على ذاتنا لنراوح في المكان القديم , يريدوا أن يقتلوا روح الابداع والمغامرة ,يريدونا أن لا نكشف عوراتهم ,يريدوا لنا أن نأكل من تراث مؤخرتنا التاريخية الصدئة ,خلقوا لنا سعلوة وطنطل جديد تحت مسميات عدة , ألبسوها أحدث ما جادت به تقنيات القتل الممنهج, جعلوا الحب العذري من الكبائر,وصاحب الكبيرة في النار, روجوا لسوق الرقيق مجددا, إستباحوا عذرية الطفولة ,باعوا دماءنا مع براميل النفط ,إ شتعلت في مؤخرة الفراش شمعة, كنت مطمئنا إنها لا تشعل فراشي والسبب البلل ,قربت رأس إصبعي لأتلمس حرارتها بأظافري , تفاجئت بأنها لم تكن نارا بل مصباح الكتروني يومض ويعد ألثواني ,يشتعل على طاقة برودة اعصابي, وبما أني كنت مبلل وأعصابي في قمة هدوئها, ايقنت أنهم لايسعون الى حرقي, إنسكب ماء بارد جدا من ثلاجة مشغلي ,صحوت من حلمي, كنت فيه أعانق حبيبتي, قالت لي لاأستطيع أن أكمل حلمي معك ,الطنطل يراقبني, وهي تغني بهدء (سودة شلهاني يايمة سودة شلهاني مارحت وية هواي سودة شلهاني................) .



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهيرة الجمعة(قصة سيريالية)
- عذاب النار(قصة سريالية)
- يوتيوب(قصة سريالية)
- زمان ألصفر (قصة سريالية)
- عبد الجبار(قصة سيريالية)
- هذيان(قصة سيريالية)
- مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)
- (مو بيدينة) قصة سريالية
- حلم...قصة سريالية
- العنف وثقافة الاطفال
- علمتيني كيف أحب عندما يغتسل ألسومري بماء ألورد...........!
- ظاهرة ألأحتباس الثقافي...كلٌ يغني على ليلاه.....!
- ألمرأة ألعربية بين محنتين..........
- (ألحنقباز) بين ألامس وأليوم
- يتفاحة عشك
- ألأنثى وأجنحة الحمامة
- أنكيدو وثور السماء
- ألمنتج ألثقافي ألعربي ....حقول من تراب..............
- النوستالجيا وذهنية التحريم تداعيات
- قلق.............!


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - السعلوة والطنطل (قصة سوريالية)