أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)














المزيد.....

مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 11:22
المحور: الادب والفن
    


كعادته كان يحلم......
في حلمه ,كان متجها الى السوق,
فتشه الشرطي خوفا من أن يحمل احلام مفخخة, إجتاز الحاجز الكونكريتي, شاهد راسم الخطاط ,يتشمس وهو يعتصر قصة ومضة, على يمينه تنتشر محلات باعة الخردة والأثاث المستعمل ,كانت هنا مقهى يؤمها المتقاعدون بجوار هذه المحلات,خلال سيره لاحظ إنتشار كثيف لعربات الدفع الصغيرة, يستأجرها المتسوقون لنقل بضاعتهم الى مرآب السيارات ,جلهم من الاطفال والمراهقين, طلوا شعورهم بشتى أنواع الأصماغ, لتبدو وكأنها مصنوعة من السيراميك ,الزحام على أشده,يبدو أنه يوم توزيع رواتب المتقاعدين, بائعي الفواكه و المخضرات تعلو اصواتهم , كأنها هدير مكائن صناعية عملاقة, بقايا تنظيف المخضرات افترشت الارض,المياه الأسنة تتجمع في برك بين ممرات السوق , هو يسير الى محله ويعرف انه يحلم ايضا, هنا كانت مقهى المتقاعدين, عندما يأتي صباحا, يجدهم جالسين جنبا الى جنب, على أريكة صبغت بلون زنجاري, أو بالاحرى الدهان الذي يستعمل لطلي الحديد قبل صبغه بألوان البوية, لرخص ثمنه , الأريكة رغم تهالكها الا أنها مصنوعة من الخشب, وبالتالي لافائدة من اللون الزنجاري ,إلا ان احدا ما لا يريد ان يُبقى الخشب على نقاوة لونه, في هذا الحلم بالذات ترك المتقاعدون أريكتهم, جلسوا على الرصيف مباشرة, , تعلو وجوههم ابتسامة تشبه البكاء, تخفي الماً غير معروف المصدر, شدته تنعكس على لون إبتسامة الوجوه ,تتراوح الالوان بين الاصفر والاحمر, الا أن الجالس على أقصى اليمين, يميل لون إبتسامته الى الأزرق ,بين هم في جلستهم تلك, إذا بمجموعة من المتسوقين يحملون أكياس التبضع ,بلون أسود يسيرون في صف واحد ,مرسوم على أكياسهم صور براميل وعليها أرقام..............................
60,50,40,30,10,0
علت ضحكة من صف المتقاعدين, نظر أحدهم الى ألاخر, أيديهم تشير الى اكياس النايلون السوداء,ماذا يعني هذا اهو نذير شؤم أم ماذا, تلمس كل منهم جيبه ,يتفقد بطاقته الالكترونية ليصرف راتبه التقاعدي ,صاح الاول وهو الجالس في اقصى اليمين ,بطاقتي انكمشت حتى صارت تشبه السيم كارت, انتبه الذي بجانبه وتلمس بطاقته صرخ بطاقتي تقلصت الى النصف, تلمس الاخرون بطاقاتهم وجدوها قد تقلصت بنسب مختلفة قدر بعدهم عن الشخص ذي الابتسامة الزرقاء, ذهبوا الى مكتب صرف الرواتب التقاعدية المجاور, اصطفوا كما كانوا في جلستهم على الرصيف ,الاول هو صاحب الابتسامة الزرقاء,
صرخ به صاحب المكتب... أنت.....أنت.... أخرج من الصف ليس لك مستحقات تقاعدية, أما الباقين ستوزع مستحقاتهم حسب الأرقام المكتوبوبة على اكياس النايلون السوداء, كما مرت بكم , هل كنتم تحدقون بالأرقام جيدا...؟َ ,هل ركزتم على شكل البرميل......؟ ,في تلك اللحظة الكل كان يريد ان يتذكر على أي رقم كان يركز, إصطدم إصبع رجله بالارض, قفز من حلمه وجد نفسه مرميا على الارض يتلمس أظافر رجليه, اسلم نفسه للنوم مجددا,لعله لايحلم ثانية لكن أنى له ذلك وهو من عالم عالم آخر.
د.غالب المسعودي



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مو بيدينة) قصة سريالية
- حلم...قصة سريالية
- العنف وثقافة الاطفال
- علمتيني كيف أحب عندما يغتسل ألسومري بماء ألورد...........!
- ظاهرة ألأحتباس الثقافي...كلٌ يغني على ليلاه.....!
- ألمرأة ألعربية بين محنتين..........
- (ألحنقباز) بين ألامس وأليوم
- يتفاحة عشك
- ألأنثى وأجنحة الحمامة
- أنكيدو وثور السماء
- ألمنتج ألثقافي ألعربي ....حقول من تراب..............
- النوستالجيا وذهنية التحريم تداعيات
- قلق.............!
- ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات
- مقاطع من وحي الآلهة السومرية
- ألجذور ألثقافية للعنف وألأرهاب
- ألجنس وعنف اللغة عند العرب
- حلاوة روح...فلم سياسي بامتياز
- الكلمة في ظل المعنى
- قصيدة ربابيل


المزيد.....




- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)