أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - عذاب النار(قصة سريالية)














المزيد.....

عذاب النار(قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


عذاب النار(قصة سريالية)
د. غالب المسعودي
كان من عادته ....(على طريقة بدأ الملاحم السومرية ,أ و طريقة موفق محمد), أن يقرأ الصحف اليومية العربية منها والعالمية على الفضاء الافتراضي, وهو ألبخيل جدا وهذه الطريقة مفيدة من الناحية الاقتصادية و فيها تواصل واسع, تتجاوز ممنوعات الدخول والخروج, يتابع بعدها تغريدات المدونين ,لكن المفارقة أن اسمها تغريدات, كون المحاكم في شرق المتوسط ,تحكم على المغردين بالجلد ,او حتى أحيانا بالإعدام, ولو يدري الطائر الازرق بهذه الاحكام لما غرد, تغريدات...... واحكام.....و أمام الغرب الكافر يدينون الارهاب, من يغرد ضد العبودية يحكم بالإعدام, وبالمقابل نجد شبابا يبيعون انفسهم كعبيد, يتفاخرون بالمرأة المقاتلة التي تقصف داعش, ويجرمون امرأة تسوق سيارة, وتتهم بمساندة الارهاب, سٌأُلت إحدى المقاتلات في الجبهات الامامية للقتال...أين أنوثتك ايتها الجميلة.....؟أجابتهم راحت تبحث عن رجولتكم..............!
دارت في رأسه أفكار وأفكار, استسلم لنوم عميق, لكنه بدأ يحلم ,وحلمه هذه المرة كان كابوساً, حلم وكأنه في منتجع ريفي في أعلى جبال الألب يسكن كوخاً بسيطاً, مغطى بالجليد ,هو وحبيبته ,جلس قرب موقد الخشب, ناولته حبيبته كاساً من الفودكا ومزة الكافيار, أخذ جرعة من الفودكا وحبات من الكافيار الاسود, سمع صراخاً في أعلى الجادة, أطل من شباك كوخه الثلجي ,وإذا به في شارع المكتبات, حدق بعينيه جيداً, لاحظ أن سعد جاسم يتكئ على كتف أحمد الحلي ويبتسم ,بالقرب منهما سعد الصالحي يتأبط مراثي غيلان ويومئ الى سلمان داود محمد ويصيح الآه اكبر, عادل كامل متأبطا قلمه وحيداً وهو يتأمل خيال الفيلسوف العراقي............ ينحت خياله بالسكين لكن السكين لا تستجيب ,الكل محاطون بأشخاص يرتدون قطعتي قماش باللون الاحمر,أتذكر أني قرأت موضوعا في أحد المواقع الالكترونية عن الحكمة فيما يرتديه المحكومون بالإعدام للون الاحمر, وفهمت أنه تقليد قديم كي لا يختلط المحكومون مع عامة الناس ويسهل تمييزهم ,لكن لماذا عندما تذبح داعش أحداً, تلبس ذبيحتها اللون الاحمر في الصحراء, لا أدري, سرعان ما طٌرقت باب كوخي الذي أتمترس به, وإذا بالأشخاص ألذين يرتدون اللون الأحمر شرطة من النوع الاحمر, قال لي كبيرهم, أنت مقبوض عليك كما هؤلاء الذين تعرفهم, قلت وما تهمتي...! قال أتعرف تهمتهم قلت لا...! قال إنهم تعدوا على سلطة آلهة الأولمب,, قلت إذن وما تهمتي....؟ قال كبير الشرطيين الذي يرتدي لونا احمر وحذاءً صحراوياً, إن تهمتك قد جاوزت تهمة زملاءك, أنت تحب وتتجاوز على سلطة الهة ألحب ,قلت كلهم شعراء ويحبون...! قال لم نرصد هم وحبيباتهم, والان أنت وحبيبتك ستساقون الى المحكمة, سلمت أمري الى مردوخ, كانوا مدججين بالسلاح ,جلسنا في قاعة مدرجة القاضي يلبس نعلا أحمر, الشهود صفر الوجوه المحامون يوقدون النار, الجمهور محتشد يرفع رايات بكل الوان الطيف ,البعض يلوك العلكة بلا مبالاة, صدر الحكم بإعدام كل الكلمات الشعرية, ركز القاضي علي لوهلة ,ثم قال أما انت فلك عذاب النار, قرأت عن عذاب النار كثيرا, قلت له هل هو مثل عذاب نار الآخرة, قال لا, بل أشد أسلمت نفسي لقرار القاضي و سلمت لحبيبتي كل ما استطيع أن أبوح به ,في ساحة مقابلة لقاعة المحكمة وجدت الشرطي الذي امسك بي جالسا على كرسي ينفخ في الكير, طلى جسمي بمادة سريعة الاشتعال قال لي توجه الى نفق الغاز سينفجر بك وستموت من ساعتها دون عذاب, فرحت بهذه البركة هرولت صوب نفق الغاز دخلته مشيت بهدوء انتظر لحظة الانفجار تجاوزت النفق لم ينفجر شيء, صفق الحاضرون في المشهد, قالوا للشرطي ها هو حكم البراءة حسب القانون العرفي, أجابهم الشرطي ذو الرداء الاحمر, لا هذا عذاب النار لا تنطبق عليه القوانين الوضعية, لكزني و طلى جسمي بالسائل سريع الاشتعال ثانية, وقال ادخل النفق, انتابني رعب حقيقي كنت في المرة الاولى جريئا, لكني الان اكثر جبنا, انسحب المحتجون من الساحة تركوني لمصيري, جسمي مطلي بالسائل سريع الاشتعال, الشرطي ينفخ في كيره ,زكمت أنفي رائحة الغاز في النفق, ما ذا علي أن افعل.......؟شاورت نفسي, قلت هذا كابوس ,وفعلا صحوت وجدت حبيبتي تغني لمحمد عبدة( ليلة...لو باكَي ليلة.... من عمري.... أبيها الليلة.....................) مسَحَت العرق عن جبهتي ,وأنا في جبال الالب ,طبعت قبلة باللون الأحمر على شفتي, شربت الكاس الثاني من الفودكا واستغرقت في حلمي.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوتيوب(قصة سريالية)
- زمان ألصفر (قصة سريالية)
- عبد الجبار(قصة سيريالية)
- هذيان(قصة سيريالية)
- مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)
- (مو بيدينة) قصة سريالية
- حلم...قصة سريالية
- العنف وثقافة الاطفال
- علمتيني كيف أحب عندما يغتسل ألسومري بماء ألورد...........!
- ظاهرة ألأحتباس الثقافي...كلٌ يغني على ليلاه.....!
- ألمرأة ألعربية بين محنتين..........
- (ألحنقباز) بين ألامس وأليوم
- يتفاحة عشك
- ألأنثى وأجنحة الحمامة
- أنكيدو وثور السماء
- ألمنتج ألثقافي ألعربي ....حقول من تراب..............
- النوستالجيا وذهنية التحريم تداعيات
- قلق.............!
- ألاسود لون ألحزن أم لون ألكلمات
- مقاطع من وحي الآلهة السومرية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - عذاب النار(قصة سريالية)