أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ثمالة كأس وبقايا سيكَار(قصة سوريالية)














المزيد.....

ثمالة كأس وبقايا سيكَار(قصة سوريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 16:35
المحور: الادب والفن
    



حاول أن يطفيء بقايا سيكَاره ويستسلم لنوم عميق ,إتكأ بظهره على كرسيه ,وجدهم فريقين اقتسموا قاعة كبيرة كأنها خارطة وطن ,في المنتصف كانت لجنة تحكيم ,يرتدي اعضاؤها ملابس انيقة يمتطون احصنة مطلية بالذهب, صغيرهم تجاوز المئة عام,يمسكون كتبا, مظهرها يدل على انها عتيقة ويبدو أن محتواها هام , يحدقون باوراقها,يتابعون ما يجري في القاعة, أشار كبيرهم الى الصف الذي في اليسار, وبحركة بهلوانية تقدم شاب حالق شاربه ولحيته , هتف بأعلى صوته يحيى الحب, ردد الذين من خلفه يحيى الحب وتقدموانحو لجنة التحكيم, أوقفهم كبير القضاة , التفت الى الجهة الاخرى, هؤلاء كانوا اصطفاههم يتسم بالنظام, جلس في الصف الاول مجموعة من الاشخاص يرتدون عباءات حريرية ويعتمرون قبعات ,اطالوا لحاهم وشواربهم الى الاخر, ياتي بعد هذا الصف مجموعة من الاشخاص لاأكاد أميز وجوههم, صدورهم وبطونهم منفوخة بصفوف من العتاد ,صوبوا فوهات اسلحتهم نحو السماء ,ياتي في الصف ألتالي جمهور غفير من الباعة المتجولين, بأيديهم عصي وفؤوس ,كنت أراقب المشهد,لم تمر ثواني لا أعرف ما الذي حدث, غسان ألذي هو أنا ,كان يقف قرب باب القاعة ,لم يكد يكمل ادارة وجهه حتى راى انطلاق اعيرة النارية من فوهات بنادق الملثمين ,تبعها زحف كبير من قبل الباعة المتجولين التفوا حول منصة لجنة التحكيم ألتي هي في الوسط ,إ نسل الجالسين في الصف الاول خارجا, صرخ الشاب الذي لا يملك شاربا ولا لحية ,تصدوا لهم......! إنهزم جمهوره من باب خلفي في أعلى سلالم القاعة ,أ خذه ألأسى و الدموع, إنزلق بفعل دموع عينيه خارج القاعة, وجدته منكفئا على وجهه على حافة الباب, ربَتُ على كتفيه ,نظر الي برعب, وكانت دموعه لا تزال تجري, أسندته بيدي , قلت له هل لي معك من صحبة ,تردد أولآ ووافق أخيرا ,سرنا معا لوهلة, أوقفنا سائق مخمور, الى أين أنتما ذاهبان, قلت له الى سراديب الالهة, قال هل اوصلكما بطريقي فانا ذاهب الى خمارة الالهة, قلت نعم ,قال قد اوصلكما الى قصور الالهة, قلت سيان احدهما فوق الاخر, ولأنه مخمور تركنا في طريق يفضي الى مقبرة المدينة ,قال هذه سراديب الالهة وقصورها ,تمسكت بيد صاحبي وسرنا في طريق ترابي أفضى بنا الى دهليز, شممت وأنا في مدخله, رائحة شواء ونبيذ , خلال الضوء القليل المنبعث من كوة في سقف الدهليز, رأيت الرجال الذين كانوا جالسين في الصف الاول على يمين القضاة ,يكملون مسيرتهم وهم يتمايلون طربا ,قلت لصاحبي إنها فعلا سراديب الالهة, قال إذن نحن مراقبون, قلت لا, إن حراسهم عندما يشمون رائحة النبيذ, سيأتمنون لنا ,وهذه فائدة الركوب مع سائق مخمور, يدلك على الطريق بصدق ويعطرك بخمرته ,تابعنا المسير لم ينتبه لنا احد ,واذا بنا في حديقة أشجارها غريبة اللون تزدان بالحورألعين, في وسطها نافورة على شكل كأس, يندلق من حافته سائل وردي اللون, عندما ينصب في حوض النافورة يصبح ازرقا ,كما لون السماء, الضوء هنا ساطع وكأننا في إحدى قلاع القرون الوسطى, في الحقيقة كنا كلما اقتربنا من الرجال ألذين أمامنا ,أ خذنا طريقا جانبيا كي لانكتشف , خصوصا إنهم يعرفون صاحبي, دلفوا الى قاعة تحت الارض بالجانب الاخر من الحديقة, قلت لصاحبي لننتظر قليلا حتى ياخذوا اماكنهم ,وفيما كنا نحن في حالة ترقب ,دخل زيدان وثلة من أصحابه ,الذين كانوا يهتفون يحيى الحب خلف صاحبي, انتابته الدهشة وولى هاربا باتجاه الدهليز, أوقفه حراس الحديقة, رموا جسده في حوض النافورة, زكمت أنفي رائحة اللحم الانساني المنبعثة من حوض النافورة, فركت أنفي بقوة, صحوت من حلمي, يبدو أني لم اطفيء بقايا سيكَاري جيدا, فاحرقت كمامة قميصي وجزء من جلد يدي, قفزت من مقعدي تناولت علبة مطهر صبغته على جرح يدي, فتحت التلفاز وإذا به يصدح بصوت وردة الجزائرية (انا بتونس بيك...وأنتة معايا....).



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحالات...وإحتمالات
- أهي زهكة روح
- السعلوة والطنطل (قصة سوريالية)
- ظهيرة الجمعة(قصة سيريالية)
- عذاب النار(قصة سريالية)
- يوتيوب(قصة سريالية)
- زمان ألصفر (قصة سريالية)
- عبد الجبار(قصة سيريالية)
- هذيان(قصة سيريالية)
- مقهى المتقاعدين (قصة سريالية)
- (مو بيدينة) قصة سريالية
- حلم...قصة سريالية
- العنف وثقافة الاطفال
- علمتيني كيف أحب عندما يغتسل ألسومري بماء ألورد...........!
- ظاهرة ألأحتباس الثقافي...كلٌ يغني على ليلاه.....!
- ألمرأة ألعربية بين محنتين..........
- (ألحنقباز) بين ألامس وأليوم
- يتفاحة عشك
- ألأنثى وأجنحة الحمامة
- أنكيدو وثور السماء


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ثمالة كأس وبقايا سيكَار(قصة سوريالية)