أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الشرطي عريف 1 ج1














المزيد.....

رواية الشرطي عريف 1 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


((1))-1
عاد من جديد محملا بأمل أن يتم قبوله في مسلك الشرطة هذه المرة ويتخلص من الضغط الذي تمارسه والدته صباحا مساء بقولها "متى أراك عريف يا عريف" صحيح أنها رغبة دفينة في مخيلته الأم لكنها أيضا تسبب له أنتعاشة داخلية عندما يتخيل نفسه عريفا بحق وحقيق يمارس دوره كرجل سلطة وهو يتبختر بالملابس الرسمية في طرقات المدينة وأسواقها ,شيء جميل جدا أن ترى البعض يتملق لك وأنت تحمل ثلاث خيوط سوداء على زندك الأيمن تعريفا بك عريف عريف ... ياله من وقع جميل يوحي بالعظمة ,الأمال العظيمة تصنعها السلطة وليس غير السلطة من يمكنه أن يفعل ذلك وأكثر .
عريف وهذا كل ما في اسمه والده جبار الدواش واحد من غرباء المدينة التي أستوطنها صغيرا قادما من مجهول بعيد , تعرف على حسنة في سوق المدينة وحيدة ليس لها من سند يتيمة الأبوين تكافح لتعيش لكنها كانت دوما تتعرض للإستغلال من الجميع بوصفها الشريرة المثيرة ,لم يمنحها أحد أحترام ولم تعامل كعضو في مجتمع غارق حتى الثمالة بالعلاقات المتشابكة عائليا وبالمصاهرة والنسب ,هي حتى لا تحمل هوية رسمية تعرف بها كل ما تعرفه أنها مولودة في هذه المدينة وأنها عاشت فترة من حياة والدتها في كوخ وسط حي منزو بأطراف المدين وقد ماتت أمها بالسل دون أن تترك لها ما يشير لحسب أو نسب.
مقهى إكريم الأعرج واحدة من مقاهي المدينة المتميزة ليس لأنها تقدم خدمات ممتازة أو أنها تشكل معلما من معالمها , كانت لحد ما مركز شرطة ثان ومجمع لأصحاب القضايا والمراجعين ومكانا مفضلا لكل من له علاقة بالشرطة أو بعملهم ,مقهى ومطعم وكاتب عرائض في الباب وصفقات مشبوهة هي كل ما يجري هنا ,عريف تقرب من عالم المقهى وحاول أن يندس بين روادها ,إكريم الأعرج عراب الشرطة وسمسارهم هنا والذي بيده مفاتيح أمور كثيرة وخفايا يخشى الجميع أن تظهر ريحتها للملأ حتى البعض ممن يعد من الأخيار لا يمكنه أن يرد له طلب ,هذا ما عرفه من توصية أمه ونفذها بالتمام حتى أنه صار شبه عامل لدي صاحب المقهى وبالمجان لا يتردد في الأستجابة لطلباته .... كل شيء مسموح منه حتى السب والشتم القاسي ,قاسيا جدا مع عريف وخاصة عندما يناديه أمام الجميع يا ابن العاهرة .
ما لا يقبله عريف على نفسه من إهانة لا يمكن البوح بها علنا إلا حين يكون وحيدا معها لا يسمعهم أحد ولا يتدخل أحد ,يصرخ بوجهها وهي صامته لا ترد وتتجاهل في كل مرة ثورته التي تمتصها بدرهم أو نصف درهم لينصرف مدمدما ويعود أخر المساء ويسألها أيضا بدون أن ينتظر منها جواب ,إنه السؤال التقليدي في كل يوم .... لماذا عدنا إلى هنا والكل يذكرني في كل لحظة أني مجرد ابن عاهرة .
مرت أشهر طويلة وهو يحاول أن يصل لنتيجة مع أحلام أمه ومشاويرها المتعددة لعل في لحظة ما سيحصل على بطاقة الأحلام السعيدة التي تمنحع حق أن يحلم ويحلم بيوم خاليا من عار أو مسبه, دفعت أمه الكثير مما جمعته من ذخيرة كي تستخرج له مسمسكات رسمية تثبت أنه عريف جبار الدواش ,خشيتها أن لا تستطيع أن تثبت ذلك أمام الناس ذلك ... لم تعدم وسيلة ممكنة لتحقيق ذلك دون أن تفعلها ... يتذكر أن والدته التي ما زالت تحتفظ بشي مما يثير الرجال قد غابت خمسة أيام لا يعرف أين كانت لتأت بشاهد يقسم للمحكمة أنه يعرف تماما أنه أبن جبار ,وأنه سمع من فم المرحوم فرحته يوم ولادته ,هكذا أقتنع القاضي أن عريف ولد لجبار من فراش زوجية شرعي .
من وصايا حسنة المهمة أن لا يختلط ولدها بأصحاب المحلات في السوق وخاصة من كان قديما مقيم هنا ,إنها تخشى عليه من فاضل القصاب وشقيقه فاخر وجارهم ابريهي كما تخشى عليه من الكثيرين الذين لهم ماض مع خفايا السوق ومن كانت له خبايا وأسرار ,طلب فاضل يوما من عريف أن يعمل معه في محله لم يخبرها هو ولكنها عرفت بالصدفة ثارت ثائرتها بوجهه وسحبته من وسط المحل كما تقاد النعجة ,تعرف أن فاضل ليس أكثر من خنزير مولع بالجنس لا يفرق بين البقرة والحمار رمقته بنظرة لم يستطيع أن يتحمل معانيها ترك المحل وذهب بعيدا .
كلما طلب من إكريم أن يتوسط له بالمركز حول قبول معاملته كان يقول بسخرية شديدة على والدتك أن توقع على الطلب أولا , يسأله كيف ؟,
_أنت ما زالت قاصرا لم تبلغ بعد السن القانوني وعلى والدتك أن تأت لي لتوقع الطلب .
_ولكنني أنا الذي أرغب في التطوع وليس أمي .
_لا بد أن .... تبصم أمك أمامي ... قل لها لا بد أن تبصم , هكذا يقول إكريم وإلا لا عريف ولا نائب عريف .
_وهل تضمن لي أن أصبح شرطيا بعد أن تبصم أمي ؟.
_أنت شرطي من الآن فقط قل لها .
الغريب أن حسنة لم تستجيب لطلب إكريم كانت تخبره في كل مرة يطلب منها الذهاب للبصمة ,أن يقول له "حسنة قصت إبهامها الأيسر وأودعته عند ناجية" ,يعرف أن الكلام مجرد ألغاز بينهما ولكن كثيرا ما حاول أن يعرف من هي ناجية صاحبة وديعة الإبهام الأيسر, يعرف من الناس أن إكريم زوجته أسمها بسهن وأمه معروف بها إكريم أبن موده الحمرة ,سألها عن ناجية لم ترد عليه جواب .
تسلل اليأس في عقل عريف ولم يعد هناك أمل أمام إصرار أمه على عدم الحضور لوضع البصمة وإصرار إكريم بحضورها ,حتى محمد رئيس عرفاء الشرطة الذي نصحه أكثر من مرة بترك إكريم وطريقه الوسخ والتقديم مباشرة في المديرية وكتب له أكثر من طلب ,كان رئيس عرفاء محمد يشفق عليه ويعرف أنه مجرد مشروه ضحية كما حصل مع والدته مسبقا يتعرض للأبتزاز والإستغلال من الجميع بلا رحمة ... غير بضعة



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2
- جغرافية الطين وتاريخ النار
- مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية الشرطي عريف 1 ج1