أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 1 ج2














المزيد.....

الشرطي عريف 1 ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


الشرطي عرف 1-2

لم يبقى عن موعد رأس السنة الميلادية غير أشهر قليلة عندها على عريف أن يلتحق بالخدمة الإلزامية العسكرية وهذا يمثل لحسنة أسوء خيار تتحطم عنده كل أمالها في أن ترى عريف شرطيا مهابا تحتف به وتلوذ من ألسن الناس وتجريحهم المستمر لها , صحيح أنها لم تكن بذلك الضعف وكثيرا يخشون من أن تفتح عليهم أبواب جهنم عندما تريد وترغب لكنها تثق أن ليس كل شخص ممكن أن ينفع معه هذا الإسلوب ,البعض منهم يفهم ما تريد بمجرد المرور وأخرون يخشون أسرارها والبعض لا يبالي وخاصة إكريم الأعرج .
في مساء تموزي قائظ كان ممددا على سرير من جريد النخل بيده "مهفة" يلوح بيها يمينا وشمالا ليجلب لوجهه شيء من حركة الهواء التي تطرد الحر والحرمس والبق عن وجهه ,لاحظ أن والدته مشغولة بترتيب حالها وقد أرتدت ثوب أحمر عليه بقع ملونة لا تليسه إلا حين تكون في مهمة خارج المدينة أو للذهاب لمشوار ما, بالأمس لاحظ أيضا أنها صبغت شعرها بالحناء وبحضور جارته أم رزاق التي شاركتها المراسيم وحف الوجه وأستخدام الديرم ,كان كل شيء يوحي أنها أمام أمر خطير وهام ,سألها :.
_ هل أعرف أين تذهبين ؟,أنت وهذه العاهرة الثانية .
_لا تصمتي سأعرف في يوم من الأيام ,لا بد أن أعرف ولا بد أن تخبرينني قبل أن أعرف من غيرك .
_ما عليك من أمري ,لست وصيا علي ولا رجلي الذي يحكمني ,أبلع لسانك وأصمت للأبد يا ابن العاهرة .
_تعترفين أنك عاهرة !؟.
_لا يفرق معي شيء ,هكذا ولدت ليس ذنبي فقد جاءت بي أمي وأنا عاهرة ,لم أختر ذلك كما لم تختر أنت أن تكون ابن عاهرة , علينا أن نقبل بذلك حتى نتمكن أن نمسح ذلك من ذاكرة الناس .
_ومتى نستطيع والكل يناديني ابن العاهرة .
_عندما تصبح عريف شرطة أو حتى شرطيا سيمتنع الجميع أن ينادونك بذلك ,ستحميك البدلة العسكرية منهم ,فقط دعني أحصل لك على واحدة بقياسك عندها ستعرف الإحترام .
صمت وعاد للمهفة وبدأ يدندن بأغنية ليس لها لحن ولا كلمات مفهومة فيما حسنة تواصل أستعداداتها لما تذهب إليه بأنتظار جارتها أم رزاق سيدة سمراء في منتصف الأربعين تقريبا في لكنها لا تقارب حسنه في نعومتها ولا في سنها تتميز بهدوء ولهجة جميلة ولسان حلو تمتاز به بين النساء لتخفي وراءه حزن عميق ومرارة من عملها الذي تحتقره وتجبر عليه من زوج لا يعرف من المرأة وحقوقها سوى تلبية شهوته الملوثة .
في الصباح لم ينهض من سريره حتى غطته الشمس تماما وأحس بحرارتها ليدخل غرفتهم الوحيدة يكمل ما تقى له من أحلام, وجد أمه نائمة يبدو عليها الإرهاق والتعب من شخيرها العالي ,الذي أنقطع فجأة لتصحو وتلملم ما عليها من غطاء وتشير له بالبشارة, أخيرا حصلت على دعم من أحد الوجهاء في المدينة في توصية إلى مدير شرطة القضاء ...أنها الورقة الأخيرة , يا عريف هذه فرصتك ما بعدها فرصة فقد لا تستطيع أن تكون شرطيا أبدا...
حاول ان يقبلها شكرا لها منعته وقالت له اذهب ابن العاهرة وقل لإكريم الأعرج أن والدتي بصمت فوق عند من هم أكبر منك ومن ناجية ,سأكون شرطيا رغما عن أنف والديك , قل له ولا تخاف :.
_ولكن يا أمي هذا شرير ويشتمني ويضربني ويمكنه أن يحبسني في الشرطة .
_أذهب وقل له هذا وأمام الناس لتسترد كرامتك وإن لم تفعل لن أسلمك الورقة وتبقى مثل الخرقة التي تمسح فيها الأحذية لا أحد يحترمك ولا أحد يهتم لأمرك .
_ولكت.
_بلا لكن أذهب وتعال حتى نكمل غدا السبت بقية أوراقك.
_إنه سيضربني .
_الشرطة لا تخاف وأنت الآن أصبحت شرطيا بحق فقط بحاجة لتوقيع وبدلة رسمية , أذهب عني الآن .
_لو كان هذا الكلام صحيح أقسم أني سأفعلها .
_نعم صحيح أذهب لتسترد بعض الصفعات التي على وجهك .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2
- جغرافية الطين وتاريخ النار
- مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1


المزيد.....




- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 1 ج2