أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2














المزيد.....

حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 20:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيضا هناك إشكالية تقودنا لها القراءة السطحية والتقليدية التي أعتادت عليها العقلية العربية التقليدية وإن تجاوزتها بعض الدراسات الإسلامية المتقدمة ,هي أن النبوة ليست منصب ولا درجة فخرية ينبغي لها أن يكون المؤهل لها ذا خصيصة جنسية محددة كالذكورة أو النقاء العنصرية ,وإن جرت الأمور على النحو الذي يظهر تكريس هذه الخصيصة غالبا, العلة التي ألجأت الخيارات الربانية تتمحور حول تأثير العوامل الوراثية التي تلعب دورا هاما في أنتقال الصفات الجينية التي تتركز في أجيال من الممهدين الذين تم تصفية بنيانهم البندني والروحي والنفسي سابقا وأصطفاهم الله بناء على ذلك , لذا مثلا تم الإصطفاء في آدم أولا بأعتباره بداية المشروع ثم نوح الذي أشتهر بصبره ومواظبته بدون ملل على الدعوة وهو من سلالة آدم ثم إبراهيم من نوح وأولاد إبراهيم أنتهاء بأخر المشروع الرباني بالرسول الخاتم محمد ص .
إذا كل ما وصلنا من مفهوم النبوة غير ما أراد الله منه وما كان أساسا مخططا له لا على صعيد الشكل ولا بالمعطيات التكوينية لسبب بسيط أننا ننظر للنبوة بمنظار الحكم والسلطة وممارسة النفوذ الفوقي بدل فكرة البناء الأجتماعي الإنساني وتصحيح المسارات الوجودبة الذاتية للفرد تحقيقيا لمبدأ التغير الذاتي أهم من تبديل الأنماط التحكمية الخارجية الفوقية ,البعض من الأعراب يرى في النبوة شكل من أشكال السلطة الأجتماعية التي تستمد شكليتها من المشيخة أو المملكة أو زعامة القبيلة ,وهذا ما يفسر رفض رسول الله ص للصورة المطلبية لزعماء قريش عندما فاوضته مكة الإعرابية وخيرته بين الملك والزعامة من جهة وترك أمر النبوة من جهة أخرى.
لم ينقطع تفكير الناس عموما وخاصة النمط الإعرابي ومن خلال عرض ألاف الوقائع التي صاحبت الرسالة على أنهم ما زالوا يفكرون هكذا ويتصرفون وفقا لذلك حتى بعد أنتهاء مرحلة الأنذار النبوي ونشوب النزاع خلاف أيام الرسول ص عندما قالت الأعراب المتأسلمة (( أن العرب كرهت أن تجمع لك بين النبوة والخلافة)) فهي ترى الرسالة وعملية صنع الإنسان سلطة ,لذا لم يحارب الإمام علي ع من أجل السلطة عندما ما منعوه من الإمامة ,بل حاربهم عندما أرادوا أن ينتزعوا روح الرسالة من أطارها التعليمي لتحويلها نهجا سياسيا سلطويا ,وهذا ما نجحت به قريش الإعرابية عندما جاءت بمعاوية ليكون خليفة لرسول الله على حد زعمها .
في كل النصوص الرسالية وفي كل حياة النبي محمد ص وقبله عيسى وموسى عليهم السلام لم يكن هم النبوة التمركز القيادي الذي يجبر الناس على الطاعة والقبول بالأمر الواقع كما تفعل الأنظمة السياسية وتسعى له , بل جل ما كانت الدعوى تتركز على التعليم والتهذيب وبناء المنظومة الأخلاقية الإنسانية التي تستعيد في الإنسان وعيه بما يدور حوله ,وأن يكون الإنسان هذا قادرا على أنتزاع فكرة أنا والكون بعدي لتكون أنا والكون نسير معا لنرسم حياة أكثر قدرة على التجدد الدائم ,هنا نفسر مقولة الرسول ص ( أطلب العلم ولو كان في الصين) أو (أطلب العلم من المهد للحد) , لم ترد أدبيات السلطة والسعي لها بالرغم من ضروراتها الأجتماعية التنظيمة للوجود المجتمعي, وذلك لإيمان الرسول أو النبي أن مجتمع متعلم وواع وخالص من أشتراطات الأنا الذاتية المتضخمة قادر بالضرورة أن يختار ما يناسبه من أنماط وأشكال ضبطية لسلوك أفراده وسنها قوانين ملزمة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
- يا عمال العالم قبلوا يد السيد وصلوا وراء الشيخ.
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح1
- ما هي مشكلة الاقتصاد؟ .ح2
- جغرافية الطين وتاريخ النار
- مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2