أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - قصعة* الوطن الواحد














المزيد.....

قصعة* الوطن الواحد


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما اعرف مثل العديد من أقراني الوضع المزري الذي كان يعيشه الجندي العراقي ابان العهد البائد، وخاصة المكلف بإداء الخدمة الالزامية، اقتصاديا ونفسيا وسياسيا واجتماعيا، والأهم عسكريا.. حيث لم يشكل سوى رقم في سجلات القادة.
وكلما رسخت الديكتاتورية جذورها في المجتمع وفي الحكم كلما كان وضع الجندي المكلف أكثر سوءا، حتى في الأنظمة العسكريتارية! أي تلك التي تحاول عسكرة البلاد، والتي تدعي دعمها لمؤسستها العسكرية.

ولم يكمن الخلل في قانون أداء الخدمة الإلزامية، بل الخلل في تطبيقاتها، ويبرز ذلك في التعامل المهين مع الجندي سواء أكمل تعليمه أم لا، وفي مرتبه المتدني الذي لا يغني ولا يسمن! في وعدم احترام المدة القانونية للخدمة وجعلها مفتوحة مثل ما حدث في ثمانينيات القرن الماضي. بالإضافة للمحسوبية الحزبية التي كان يتمتع بها البعض على حساب البعض الآخر !

فلو تم تدارك هذه (الموبقات) في الخدمة الإلزامية لاستطعنا الوصول إلى جيش يساهم في بناء الوطن كما هو الحال في معظم البلدان الاوربية وبعض الدول العربية التي تعتمد الخدمة الإلزامية، كالجزائر التي تحول الجيش فيها إلى جيش للبناء.

كان في حضيرتي (الحضيرة أصغر وحدة في نظام الجيش) ستة جنود وانا سابعهم، أتى كل منا من مدينة مختلفة، من الشمال والوسط والجنوب والغرب. كنت من ديالى ومحسوب على بغداد، وعلي من البصرة، وكمال من كركوك، ومحمد من الناصرية، وعبد المطلب من الموصل، وآخران احدهما ازيدي والثاني صابئي.

لم يسأل أحدنا الآخر عن دينه أو طائفته أو قوميته. لم يسأل أحدنا الآخر هل تمارس طقوساً دينية أم لا؟ هل تكتف يديك إلى صدرك أم تدعهما يتدليان معك حين تصلي؟ كنا نأكل في (قصعة) واحدة، وكنا نؤدي واجباتنا سوية يملؤنا الحب والاحترام المتبادل. كنا نموذجا لعراق مصغر في الحضيرة الكيمياوية داخل المعسكر. ولم تكن حضيرتنا الوحيدة بهذا الشكل داخل الجيش، بل كان عموم الجيش على هذه الشاكلة. صحيح أن غالبية المتطوعين كانوا من الجنوب جنودا وعرفاء ، ولكن غالبية (الانضباطية) من المناطق الغربية ! وهذا تقدير ولائي كانت تسير عليه المؤسسة العسكرية وفق رؤية حزبية ضيقة اعتمدها النظام السابق.

ومع هذا فإن التشكيل العراقي الملون كان واضحا في الجيش وخاصة في جنود الخدمة الإلزامية التي نعتقد أن العودة إليها آخذين بنظر الاعتبار تجاوز سلبيات الماضي، هو خطوة نحو تأسيس جيش عراقي بعيد عن الولاءات الحزبية والطائفية الضيقة التي بدأت تنخر في مفاصل المؤسسة العسكرية. وتشكل الخدمة الإلزامية من جانب آخر عاملا مهما بتشكيل نواة جيش بعيد كل البعد عن التشكيلات الطائفية المسلحة التي نراها اليوم والتي يعتمدها كل الفرقاء، مع جل احترامنا لدماء الشهداء الذين يسقطون على مذبح محاربة داعش والقوى التكفيرية البغيضة.

علينا أن نحدق في المرآة مليا لنرى الصورة الكالحة التي تفرزها مطالب البعض بتشكيل قوى مسلحة على أساس الطائفة او المنطقة بمعناهما الضيق، وليس على أساس الإخلاص للوطن بمعناه العام. تلك القوى التي ستتحول بمرور الزمن واشتداد الأزمات من مدافع عن الوطن إلى مساهم بتمزيقه. حينها سوف لن ينفع الندم أحدا!
-------------------
*القصعة:هو صحن كبير يستخدم في الجيش العراقي، يأكل فيه الجنود سوية



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة مضيئة في تاريخ السينما العراقية
- الهجرة الى اسرائيل مجددا!
- -سر القوارير- نقطة مضيئة في تاريخ السينما العراقية
- سر قوارير السينما العراقية !
- الشيوعيون العراقيون يستذكرون مآثر شهدائهم
- بغداد منزوعة السلاح!
- حقبة البعث السوداء في العراق
- جمعية -الثقافة للجميع- البغدادية تستضيف وتكرم الفنان قاسم زي ...
- -عيد الجيران- العراقي
- - عيد الجيران - العراقي
- فعالية أيام السينما العراقية في بغداد
- تسريب الاتصالات التلفونية في العراق
- خطاب الوزير بين القول والفعل
- يوم المثقف العراقي
- اهريمان والهوة المفترضة
- النظام البائد.. ما زال حاضرا!
- شكرا معالي الوزير
- من قتل البغدادي سامي علاوي ؟
- الاصوات النشاز
- إعزيزة .. إبتكار إبداعي مسرحي متميز


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - قصعة* الوطن الواحد