أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - حقبة البعث السوداء في العراق














المزيد.....

حقبة البعث السوداء في العراق


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 08:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايام قلائل وتحل علينا الذكرى 52 لاول انقلاب فاشي حدث، لا في العراق فحسب، بل بالمنطقة باسرها، وتحديدا الذي وقع في بغداد يوم 8 شباط (14 رمضان )  عام 1963. هذه الذكرى التي تثير في نفسي جوابا متفردا لسؤال وحيد لماذا أكره حقبة البعث؟
حين حدث الانقلاب كان عمري لا يتجاوز  12 عاما وكنت حينها في الصف السادس الابتدائي في مدرسة ديالى الابتدائية للبنين في شارع خليل باشا بمدينة بعقوبة ..كانا والدي اميين ولا علاقة لهما بالسياسة البتة، ولكن هذا لم يمنع من أن أرى في عينيهما حزنا شفيفا على مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم .وأكثر ما الامهما هو الأقدام على قتله في منتصف شهر رمضان ويقال بانه كان صائما هو ورفاقه الذين استشهدوا معه !
كان يدخل علينا، قبل الانقلاب، معلم الحساب الاستاد إبراهيم حسون (أطال الله في عمره إن كان حيا ) بابتسامته العريضة وبطريقتة المحببة لتعليمنا درس الحساب، وكنا نسعى معه في الدرس حبا به لأنه، كان يبدو لنا مثل أخ محب لاخوته الصغار . ما هي أيام قليلة حتى جاءنا أستاذ جديد ، لأن أستاذ إبراهيم داهمه الحرس القومي واعتقل وهو يتناول السحور مع عائلته، ولم يستطع هذا الاستاذ الجديد أن يقيم معنا نفس الاصرة ولا يمتلك موهبة استاذ ابراهيم فتردى مستوانا كثيرا في الحساب ولم ننجح في البكالوريا إلا بالكاد، وكان أكثر التلاميذ فينا شطارة هو الشهيد داود محمد شريف (اغتيل قبل سنوات ابان التصفيات الطائفية قبيل سنوات بعد أن أصبح مديرا عاما بعد السقوط ) لم يحصل على اكثر من ستين درجة !
كانت تلك اول فترة سوداء لحقبة البعث حيث حولوا الوطن إلى سجن كبير ..بينما كان بعض ابناء عمومتي مدججون بالسلاح كان أبي يقول لأبيهم وهما يتسامران في بيتنا المتواضع على أطراف مدينة بعقوبة ( لا اتسولف ..اولادك عار ..قل كلب ولا تقل بعثي ) ولم يأت تقييم والدي للبعثيين انذاك من اسس سياسية بل لانه كان يرى ويسمع الاعتداءات على اعراض الناس والاعدامات على الشبهات والتعذيب في المدارس وفي مراكز الشرطة والمعتقلات.
 جاءت الفترة الثانية الأكثر سوادا في نهاية السبعينيات وكبرنا في الوعي مع النخل  والبرتقال وجاءت حقبة اخرى لكتابة التقارير والاستدعاء والتوقيف، وتعذيب وسجن مئات الالاف من خيرة أبنائنا من شيوعيين ويساريين وديمقراطيين، فاضطر البعض للاختفاء أو الهرب إلى كردستان للالتحاق بفصائل الأنصار - البيشمركة أو السفر إلى خارج العراق للحفاظ على حياتهم. وفي منتصف 1979 عقد مؤتمر رابطة الكتاب والصحفيين الديمقراطيين العراقيين في بيروت حيث تم إحصاء أكثر من 750 كاتب وصحفي وشاعر وفنان كانوا قد تركوا العراق قسرا،حين كان عدد نفوسه لا يتجاوز 15 مليون. وتأتيك الأخبار بما لا يسر..دخل اخوك المستشفى، يعني اعتقل. صديقك فلان بلع " الحباية " وتماثل للشفاء، وهذا يعني أنه تم إطلاق سراحه وانصاع لأوامر المخابرات وانخرط في حزب السلطة!
وبين هذا وذاك تأتي الأخبار الأكثر حزنا عن أبناء مدينتك واتراب صباك  الذين ترعروا معك في نفس المدينة، تقاسموا معك النهرين ديالى وخريسان، وركضوا معك في بساتين بعقوبة..أي حزن ينبعث مع تلك الأخبار . رفيق صباك ماجد هاشم الياسين اعتقلته المخابرات التركية بعد دخوله الى تركيا قادما من كردستان وسلمته للمخابرات العراقية وتم إعدامه على الفور . رفاقك عدنان الحداد وكامل كلاز ومصطفى الديو لاعب منتخب ديالى اعدموا! عرفتم لم أكره حقبة البعث؟!  صدام دخل الحرب الأولى مع إيران وحربه مع الشعب مستعرة. شاعر بعقوبة العذب لوركا العراق المعلم والمثقف  خليل المعاضيدي كان وجوده يشكل خطرا عليهم فاعدموه دون سبب موجب ، بينما صديقه وتوأمه الكاتب ياسين ابو ظفارفقد كان زبونا دائميا لمديرية امن ديالى ولم يشبع عندهم الا من الكهرباء التي كانت تلسعه كل يوم في أطراف مختلفة من جسده !
لابد أن أشير إلى اصدقائي البعثيين النجباء (ونحن نتحدث عن شهداء حقبة البعث ) الذين غدرت بهم قيادة حزبهم : إسماعيل النجار وماجد السامرائي.
هؤلاء أصدقائي الشخصيين في بعقوبة الذين اعدمهم البعث الحاكم آنذاك ..وبما اني أتحدث عن الأصدقاء فمن الممكن أن أضيف لهم أقرب الناس إلى قلبي ايام دراسة الفنون الجميلة في بغداد ..الشهيد المصور قيس ..الفنان دريد إبراهيم. المسرحي حسن حنيص . الفنان كاظم محمد علي الكرادي
كل هؤلاء لم يكن في جيوبهم رصاصة واحدة. كان كل ما يحملوه هو خزين من كلمات ومواقف .

تبا لها من حقبة سوداء!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية -الثقافة للجميع- البغدادية تستضيف وتكرم الفنان قاسم زي ...
- -عيد الجيران- العراقي
- - عيد الجيران - العراقي
- فعالية أيام السينما العراقية في بغداد
- تسريب الاتصالات التلفونية في العراق
- خطاب الوزير بين القول والفعل
- يوم المثقف العراقي
- اهريمان والهوة المفترضة
- النظام البائد.. ما زال حاضرا!
- شكرا معالي الوزير
- من قتل البغدادي سامي علاوي ؟
- الاصوات النشاز
- إعزيزة .. إبتكار إبداعي مسرحي متميز
- المثقف والحرس القديم
- خبران يبعثان الفرح
- قرارات بالمجان .. يا برلمان !
- الحرب وتلك القصص
- استذكار الكاتب المسرحي الراحل محيي الدين زنكنه
- الفرقة السمفونية العراقية تنتصر للعراق والعراقيين
- هل اسماء النساء عورة؟


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - حقبة البعث السوداء في العراق