أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - زوجة رجل مهم














المزيد.....

زوجة رجل مهم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 20:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أن تكوني زوجةَ رجلٍ مهمّ؛ عليكِ أن تتدثري بعباءة مُعتمة، وتدخلي خيمة النساء. عند الظهر، اجلسي تحت وارفِ الظلال، وانعمى بزقزقة العصافير والرَّغَد. فإن جَنّ الليلُ تهادي ببطء إلى مِخدعك، ونامي ملءَ جفونِكِ عن شواردها وغلّقي نوافذَ عقلك عن الفكر الذي يؤرّق الجفون. إياكِ أن تستيقظي باكرًا. الآن، يليق بك أن تكوني "نؤومَ الضُّحى" كما وصفها "امرؤ القيسُ" في مُعلّقته، فأنت الآن زوجةُ رجل مهم. عليكِ أن تصمتي إلى الأبد وتكفّي عن كلِّ ما كنت تفعلين من أنشطة قبل أن يصبح زوجُكِ رجلاً مهمًّا. وكفاك فرحًا أنكِ أصبحت في “كنف” رجلٍ مهمٍّ.
لو كنتِ رسامةً موهوبة، لملمي لوحاتِك من قاعات المعارض قبل أن يسقط عليها الضوء، وسارعي بجمع فُرشاتك وباليتات ألوانك من استوديوهات الرسم، والقي بجميعها من الشرفة. فالأضواءُ خصيمتك منذ اليوم والعمل الوحيد اللائق بك هو أن تكوني "زوجة رجل مهم". الضوءُ على معارضك قبل مركز زوجك هو حقُّ موهبتك، أما بعد المركز المهم، سوف ينال من سمعة زوجك، ويدمّره.
أن تكون رجلا مسؤولا مهمًّا، عليك بالمشي “جنب الحيط” والسير على قضبان الكتالوج الذي رسمه لك سلفُكَ الصالحُ من المسؤولين التقليدين. فتلك ضمانةُ حفظ المقعد. إياك أن تفكر خارج الصندوق، في مجتمع لم يتعلم إلا التخبط داخل الصندوق. لا تنقل تجارب الغرب "الكافر" إلى مكتبك! فهم “حمادة” ونحن "حمادة" تاني خالص! "حمادتُهم" يتطلب عقولا متفتحة على العمل والإبداع، و"حمادتُنا" الجميلُ تمامُه عقولٌ تقلّد وتستنسخ السابقين.
عزيزتي الدكتورة "أميرة أبو طالب"، رئيسة جمعية "روّاد البيئة بالمعادي"، أهلا بك في نادي "زوجات الرجال المهمين”. نادي الكسل و"الدلع". فكيف تعزفين عن كل هذه المتع وتعزفين على وتر التوتر والشقاء؟! انسي إنجازاتِك الفائقةَ في مجال تجميل البيئة. انسي عادة الاستيقاظ في السادسة صباحًا للإشراف بنفسك على تشجير الميادين وإزالة المخالفات والمخلّفات ورسم اللوحات على جدران الكباري حتى عادت المعادي على يديك ساحرةً كما كانت في الستينيات قبل زمن المسخ. انسي جهدك التطوّعي في محاربة القبح البصري الضارب في خِصر مصر، وعودي إلى "الحرملك" الذي يليق بزوجة رجل مهم. عودي إلى طفلاتك الثلاث ودرّبيهن منذ الآن على الكسل والخمول والدعة التي تليق ببنات رجل مهم، حتى يتفرغ الرجلُ المهمُّ لمهامِه المهمةِ بعيدًا عن "دوشة" الحريم. هل تعلمتِ الدرسَ يا عزيزتي ووعيتِ أنكِ تعيشين في مجتمع رجعيّ جهول يمقتُ المرأة المبدعة؟ أم مازلتِ تظنين، مثلي، أننا قمنا بثورة من المفترض أن تحطّم الصندوقَ الذي عشنا فيه وترعرعنا؟! عزيزي محافظ الإسكندرية، اقتلْ موهبةَ زوجتك ووطنيتَها بيديك، كما يليق برجلٍ مهمّ.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُل: داعش، ولا تقل: ISIS
- ماذا قال السلفُ القديم
- العالمُ يفقدُ ذاكرتَه
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل


المزيد.....




- فضيحة رسوم الزواج بالدنمارك.. مطالب بتعويضات لآلاف المتزوجين ...
- فتاة فلسطينية تعتلي منصة ملكة جمال الكون لأول مرة في تاريخ ا ...
- تشيلي: تأسيس المنصة البرلمانية للنساء السياسيات من أجل فلسطي ...
- -الفتاة المتعبة-: صيحة مكياج جديدة على تيك توك تحتفي بالإرها ...
- اللاجئات في ألمانيا.. صعوبات مضاعفة رغم وجود فرص مساعدة وافر ...
- كتابة سرية اخترعتها النساء في الصين قبل قرون تلقى رواجا من ج ...
- الأمم المتحدة : ادراج إسرائيل في قائمة العار لجرائم العنف ال ...
- عيد المرأة بتونس.. نساء في مواجهة الاعتقالات وتبعاتها
- غوتيريش يوجه إنذارًا بشأن العنف الجنسي ضد الأسرى الفلسطينيين ...
- الأمم المتحدة تحذّر إسرائيل من إدراجها في تقرير حول العنف ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - زوجة رجل مهم