أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - مدرس ينتظر التقاعد














المزيد.....

مدرس ينتظر التقاعد


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 12:43
المحور: الادب والفن
    


مدرس ينتظر التقاعد
محمد الذهبي
لم يبق شيء على التقاعد خمس او ست سنين، والطلاب قد قطعوا لجام كل شيء، لم تعد هناك فوارق، اخشى ان يصل الامر الى حدوده غير المعقولة، الديمقراطية التي دمرت الجيش العراقي وجعلته يهرب امام داعش في نينوى وصلاح الدين وكركوك، هي ذاتها التي دمرت التعليم في العراق، كان يغش في الامتحان، نهره المدرس وصادر ورقة الغش، انتفض الطالب ولم يحترم فارق العمر الكبير، انتفض قائلا: ( آني اعلمك)، قوانين ارتجالية تعمل بها وزارة التربية ومديرياتها.
والحلقة الفارغة التي تحاول جاهدة ان تجد لنفسها مبررا ومجالا، هي حلقة المشرفين، المشرف سيف الوزارة ومديرية التربية الذي يحاول دائما ان يحز عنق المعلم، يمسخ شخصيته امام الطلاب، ينفرد بهم ويسألهم عن المعلم، واول سؤال يتبادر الى ذهن المشرف: هل يضغط المعلم عليكم، هل يؤنبكم، هل يتكلم بكلمات بذيئة، اولادي ، الابواب مفتوحة في التربية، نعتبره يوم الفتح حين يشتكي طالب او ولي امر على المعلم، معلمة قالت لطالبة صغيرة: لماذا انت وسخة، الا يوجد لديكم ماء في البيت، هب الاب والام، لماذا تقولين هذا القول للطفلة، لقد بدأ التلاميذ الصغار يعيرونها، فهبت اللجان التحقيقية.
لم يتساءل احد عن امتحانات نصف السنة المهمة جدا، ولم يطرح مشرف او مدير عام او تربية، سبب الفائها لهذا العام، ربما السبب في شحة موارد الوزارة، لم يدافع احد عن المعلم ومرتبه المخزي بين الوزارات، صدقوني لقد جلبنا طخما نجلس عليه من المزبلة، بعض الاهالي رماه خارج المنزل، فما كان من استاذ احمد الا ان يقرع الباب، ويسألهم عن الطخم ذي الرائحة العفنة، بعدها اتصل بحارس المدرسة الذي يملك سيارة حمل وجلب الطخم الاخضر المتسخ، اي تربية هذه ولماذا تريد ان تضع اخطاءها دائما برقبة المعلم.
طالب ( مكبسل) يتعاطى الحبوب المخدرة، دخل الى الصف ببجامة النوم، اخرجته من الباب، وجلبته للمدير، فر هاربا من غرفة المدير، بعدها جاءني من شباك القاعة، فهرعت الى الحراس المتواجدين في باب المدرسة، هذه قصص من واقع العملية التربوية الهشة، ناهيك عن عدد جلساتنا العشائرية التي نحاول فيها ان نعطي التنازلات ، تنازلات يراها الطالب فيتمادى في سوء اخلاقه وتجاهله للمربي الذي وقع بين سندان الطالب ومطرقة التربية والمشرفين.
انا مؤمن ايمانا مطلقا ان لاشيء سيصلح هذه العملية، لقد اجهزت الديمقراطية على الاخلاق والتعليم معا، انتبه وهو في زحمة افكاره الى طالب يقود سيارة حديثة وقف قربه وهو يعزف الحانا متعددة، تعال استاذ اوصلك، لا ابني بيتنا قريب، فما كان من الطالب العاق الا ان يندفع بسيارته بقوة ليثير الغبار، ليسترجع بعدها المدرس: انا لله وانا اليه راجعون، ويمضي كأن شيئا لم يكن، عباس صدام ضرب طالبا آخر، طرده المعاون وطلب منه ان يجلب ولي امره، بعد دقائق كان في المدرسة عاد من السياج.
حضرت تحقيقا مع طالبين، كانا يعملان امورا لا اخلاقية، ابني هذا اشسوالك، فعل كذا وكذا، القرار الاخير تصالحا ، لان الامر سيدخل في حسابات عشائرية وسيضيع المدرس الذي رأى الحالة، وهذا الامر حدث في مدرسة اخرى، هددت العشيرتان المدرس بقتله ان هو دخل ثانية الى المدرسة، اغلقت الحمامات وانتهى الامر، هكذا تريد التربية، تسير في الطريق والاصوات تأتيك من كل جانب سخرية واستهزاء، قرر ان لايخرج في ساعة انتهاء الدوام الرسمي ، بل ينتظر نصف ساعة اخرى، متى يأتي التقاعد، وانا اخشى انني ساغادر بعدها الى اقرب مستشفى للامراض العقلية، جلس في منتصف الطريق، فمثل امامه شبح عباس ابو الحبوب: استاذ اوصلك للبيت؟ لا ابني رجعني للمدرسة، اشعر بضيق في التنفس.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت المبحوح
- ارض للبيع
- المرأة الآلية
- قطار الثورة
- الزوج الثاني
- نفايات
- الشيوعي الاخير في محاكم التفتيش
- ضيعت قلبي في الديار
- من يوميات قوّادة بغدادية
- بائع الهوى
- السباق
- طائر الغرنوق
- لوحة لم تكتمل حتى الآن
- لم اكن اعلم ان لله لصوصا
- الاله في محنته
- ارضيتا
- العم المقدس
- الجدار
- النص المفقود
- طيور في نينوى


المزيد.....




- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - مدرس ينتظر التقاعد