أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مشروع قانون الأحزاب يشرعن الطائفية السياسية














المزيد.....

مشروع قانون الأحزاب يشرعن الطائفية السياسية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 13:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كون العراق ما زال في مرحلة التحول الديمقراطي، ولم يتحول بعد إلى وضع ديمقراطي مستقر، أو سائر بخطى مُطمْئِنة نحو ديمقراطية مستقرة، بكل ما تشترطه الديمقراطية، ولكون قانون الأحزاب السياسية هو أحد أهم ثلاثة قوانين، تعد أعمدة إنجاح عملية التحول الديمقراطي، ألا هي إلى جانبه كل من قانون الانتخابات، وقانون حرية التعبير عن الرأي، ولعل قانون الأحزاب يبقى هو الأهم، ولكون القانون لا يستطيع أن يؤسس لوضع ديمقراطي حقيقي، ما لم يعالج إشكاليتين أساسيتين، هما إشكالية الأحزاب الدينية، والأخطر منها إشكالية الأحزاب الطائفية. وبكل تأكيد تناول كتّاب آخرون هذا الموضوع بالتحليل والنقد، لكني أردت أن أركز هنا على خطورة أن يشرعن قانون الأحزاب، إذا ما أقرت مسودته الحالية، كلا من تسييس الدين، والطائفية السياسية، بدلا من أن يعالجهما.
لطالما كررت أكثر من مرة، إن وجود حزب مغلق على طائفة واحدة، أي أن يكون أعضاءه من الشيعة حصرا، أو من السنة حصرا، يعد بحد ذاته تكريسا خطيرا للطائفية السياسية، ونقضا لأهم ركن من أركان الدولة الديمقراطية المدنية، ألا هو ركن المواطنة، لكون الحزب لا يعتمد المواطنة أساسا للانتماء إليه، بل يجعل نفسه ممثلا لطائفة من الطوائف، أو لنقل ممثلا لإحدى الطائفتين. فهذا حزب خاص للشيعة حصرا، وذاك حزب خاص للسنة حصرا.
صحيح إن المادة الخامسة من مشروع القانون تنص في (أولا) على أن «يؤسس الحزب على أساس المواطنة». لكن سيترك للراسخين في علم التأويل لمتشابهات القانون يقررون ما إذا كان الالتزام بأساس المواطنة لا يكون حاصلا لدى الأحزاب الشيعية والأحزاب السنية.
أما (ثانيا) من نفس المادة فلا تحل هذه الإشكالية من خلال أنه «لا يجوز تأسيس الحزب على أساس العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التعصب الطائفي أو العرقي أو القومي.». لأن هذا النص لا يحظر بشكل واضح قيام أحزاب على أساس طائفي، بل هو يحظر فقط «تأسيس الحزب على أساس التعصب الطائفي»، وحتى الأحزاب المتعصبة والمتطرفة طائفيا، يتمارس الباطنية، باستبطان التعصب وإظهار الاعتدال والانفتاح، فبعض هذه الأحزاب، من أجل تجنب التعميم، أصبحت تتقن فن ممارسة الباطنية. فكل حزب شيعي، وكل حزب سني، سيقول أنا لست متعصبا طائفيا. بينما الانغلاق على أتباع طائفة هو بحد ذاته يمثل درجة من درجات التعصب الطائفي.
نحن الديمقراطيين المنادين بتأكيد مبدأ المواطنة والداعين إلى الدولة العلمانية، التي يسميها أكثرنا بالمدنية، لسنا مغفلين وأغبياء إلى هذه الدرجة، بحيث يخدرنا أفيون مُدَّعى رفض التعصب الطائفي، والذي لا يحول دون التخندق الطائفي (غير المتعصب)، أو غير مُعلِن التعصب. مع هذا الأحزاب المتنفذة ستمرر كما يبدو هذا القانون، وإلا فيجب أن تُحَلّ كلها، (حزب الدعوة الإسلامية، حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق، المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، التيار الصدري، حزب الفضيلة الإسلامي، تيار الإصلاح الوطني، الحزب الإسلامي العراقي) وغيرها من أحزاب شيعية وسنية.
من سيقرر، كما نرى نحن الديمقراطيين أن وجود أحزاب سنية، وأخرى شيعية، بحد ذاته، يتناقض مع النصوص أدناه من مشروع القانون نفسه:
المادة (5) - أولا: يؤسس الحزب على أساس المواطنة.
المادة (6) - أولا: يساهم الحزب الذي يؤسس وفقا لأحكام هذا القانون في تطوير المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على أساس الوحدة الوطنية.
المادة (8) - أولا - ج: يشترط لتأسيس أو استمرار أي حزب ما عدم تعارض مبادئ الحزب أو أهدافه أو برامجه في ممارسة نشاطه مع مبدأ الوحدة الوطنية.
المادة (26) - رابعا: على الحزب السياسي وأعضائه الالتزام باعتماد مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين عند تولي المسؤولية أو المشاركة فيها.
ولأمر على واحدة واحدة من هذه المواد، لأبين أين يكمن التعارض مع إقرار أحزاب شيعية وأخرى سنية.
وجوب أن يؤسس الحزب على أساس المواطنة بكل تأكيد لا يتحقق إلا إذا كان أساس المواطنة متحققا في أعضاء الحزب، وأهدافه، أي أن يكون عابرا للطوائف في أعضاءه، على مستوى القيادة وعلى مستوى القاعدة، وألا يكون هدفه تحقيق أو حماية مصالح أتباع طائفة معينة، أو أتباع دين، أو أتباع قومية، أو عشيرة، أو منطقة، أو طبقة.
ثم كيف يساهم الحزب في تطوير المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على أساس الوحدة الوطنية، وهو حزب لطائفة دون غيرها، مما يتعارض مع مبدأ الوحدة الوطنية؟ ونفس الشيء يقال فيما يشترط لتأسيس أو استمرار أي حزب ما عدم تعارض مبادئ الحزب أو أهدافه أو برامجه في ممارسة نشاطه مع مبدأ الوحدة الوطنية. أفليس انغلاقه على طائفة دون أخرى بحد ذاته متعارضا مع مبدأ الوحدة الوطنية؟
المفترض أن ينص القانون بشكل واضح لا لبس فيه، ولا إمكانية لتأويله ممن في قلوبهم زيغ، إلى معنى آخر على مادة بنص:
«يحظر تأسيس أو استمرار حزب يقوم على أساس ديني أو مذهبي، سواء على مستوى المبادئ، أو الأهداف، أو العضوية، أو النشاطات، والمواقف، والتصريحات، والثقافة الحزبية الخاصة، أو العامة».
هذه بلا شك ليست الملاحظة الوحيدة التي تسجل على مشروع قانون الأحزاب السياسية العراقي، فهناك عدد من المواد التي يتضمنها القانون، تؤدي إلى تقوية الحيتان الكبار لأحزاب متنفذة، وتضعف من فرص الأحزاب الأخرى، التي تكون متعرضة للابتلاع من تلك الحيتان. كما هناك ملاحظات في جوانب عديدة مختلفة، إلا أني أردت في هذه المقالة التركيز على ما أعتبره، ويعتبره الكثيرون من الديمقراطيين الأشد خطورة، ألا هي تكريس الإسلام السياسي، والتشيع السياسي، والتسنن السياسي.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من «عصفورة حريتي» - المفني عمره في الأحلام
- من «عصفورة حريتي» - لقائي ونفسي
- من «عصفورة حريتي» - تأنسنيات
- من «عصفورة حريتي» - حقيقة الكؤون الإنساني
- من «عصفورة حريتي» - تعنيف للذات
- من «عصفورة حريتي» - تشكيلات أخرى للحرف
- عاصمة الحرية پاريس تهتز لجريمة الجهاديين
- من «عصفورة حريتي» - تشكيلات الحرف على لوحة الوجود
- من «عصفورة حريتي» - ستة أعمار لو يهبُنيها الله
- من «عصفورة حريتي» - هذيانات القلم
- من «عصفورة حريتي» - التمزق في مركز تجاذب القوى
- من «عصفورة حريتي» - ضجيج القلم
- من «عصفورة حريتي» - تعريف بقلم جديد
- من «عصفورة حريتي» - كلماتي تأبى تنتظم شعرا
- عصفورة حريتي - مقدمة المؤلف
- سؤال: «سني أنت أم شيعي؟»
- عصفورة حريتي ... وقلق الزقزقة
- عصفورة حريتي - إهداء
- في ألمانيا تظاهرات ضد الإسلام وأخرى تستنكرها
- درس للعراقيين: أول رئيس وزراء من حزب اليسار في ألمانيا


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مشروع قانون الأحزاب يشرعن الطائفية السياسية