أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - يوميات الارصفة والمقاهي














المزيد.....

يوميات الارصفة والمقاهي


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 13:13
المحور: الادب والفن
    



قبل ثلاثة اشهر تقريبا استبدلت الجلوس في المقهى التركي وارتأيت تغيره بمقهى مدام سوسو الفرنسي بعد ان شعرت ان صاحبتة التركية بدأ يتمالكها الارتياب كلما ادخل المقهى
كنت اجلس في احدى الزوايا واطلب بكل ادب من النادلة فنجان (الكابتشينو) مع قدح ماء اضافة الى فطيرة السبانخ والجبن مع قطعة معجنات.
ثم افتح حقيبتي المليئة بالكتب واوراق الكتابة والرسم والتي اعتاد سكان المنطقة واصحاب المحلات والمقاهي على مشاهدتي مع تلك الحقيبة والتي عادة ماتلازمني في المدينة.
لكن صاحبة المقهى التركية بات فضولها وارتيابها يدفعها الى القاء نظرات خلسة الى اوراق السكيجات على الطاولة لمعرفة ماذا ارسم.
اما الكتابة فلم تفهمها ربما كانت تظن انها تقارير ادونها الى البوليس او المخابرات !!
وكان وجودي يثير التساؤل في المقهى التي يرتادها زبائن من اصحاب مشاريع تجارية صغيرة وعمال واتراك ومتقاعدين مازالوا يتفاخرون بفتوحات دولتهم العثمانية القديمة.
ثم شعرت من الافضل استبدال تلك المقهى بمقهى اخر لاسيما بعد ان ادركت ان صاحبة المقهى اخذت تضاعف قليلا من تكلفة الفاتورة . فعرفت ان هذا التصرف الغير مباشر اشعار بعدم ترحيبهم بقبول غريب في مقهاهم
او ربما هنالك خفايا في الغرف الخلفية للمقهى الله أعلم !!؟؟
قصدت مقهى مدام سوسو الباذخة. وكان كل شيء فيه يدل على ذائقة فرنسية رفيعة .
وما ان جلست وتصفحت الرواية ثم وضعت اوراق الرسم فوق الطاولة حتى جاء اكثر من نادل بوجوه مرحة ومرحبين بي بلكنة فرنسية
وقد اعتاد عمال مقهى سوسو مشاهدتي وانا اقضي ساعة ونصف الى ساعتين في اغلب الايام.
كان النادل آلن يشده الفضول اثناء تطلعه الى الحروف المطبوعة على غلاف الرواية . وهو يتمتم حين يجلب القهوة مااروع تلك الكتابة حروف جميلة وانيقة.
اي لغة تلك ياصديقي التي تقرأ وتكتب بها : سألني ذات يوم النادل -
اللغة العربية: اجبته -
في هذا الصباح كنت اتطلع في صحيفة هيرالد صن الاسترالية والاخبار الساخنة مازالت في الصفحة الرئيسية تتطرق الى مذبحة جريدة شارلي مع نشر صور الضحايا
-انها مأساة ماحدث في باريس تنهد النادل الفرنسي بحسرة وهو يحمل بقارورة الماء.
- نعم شيء محزن انه استهتار وارهاب ضد الانسانية... لكن يبقى السبب الرئيسي لما يحدث تتحملها سياسات الغرب التي غذت الارهاب وكانت مراتع لهم حين سمحت دوائر الهجرة الاوربية بايواء السلفيين والقتلة ومنحهم الهجرة بينما رفضت في الوقت ذاته اعطاء حق اللجوء الى اناس يستحقوه من معذبين ومسالمين ومضطهدين ومهجرين قسراً عن اوطانهم
اللاجئون الذين سمح لهم الغرب ودوائر الهجرة باستقطابهم الى اراضيها يدعون الى اقامة دول اسلامية اليوم !!؟؟
كان النادل الفرنسي يستمع الى كلامي وعلى ملامح وجهه الطيب تبدو اسئلة كثيرة.
وبعد ان ارتشفت فنجان القهوة مستمتعاً الى موسيقى فرنسية كانت تتخللها اغاني كلاسيكية للمطربة (اديث بياف ). هممت بمغادرة المقهى
قاطعاً شارع برانزويك باتجاه شقتي فمررت بشارع سميث ولدى عبوري محل لبيع النبيذ حييت اندريه الشاب الرومانسي الذي يعمل في المحل.
بون جورنو .. اميكو ميو .. منذ زمن لم اراك -
بالمناسبة لقد وصلنا قبل ايام فينو ايطالي اعتقد سوف يعجبك صاح اندريه وكانت تعلو وجهه البشوش ابتسامته المعتادة.
-انا حالياً في فترة نقاهة ياندريه لم احتسي اي خمرة منذ شهرين تقريبا!!

تذكرت اول لقاء كان لي مع اندريه الايطالي العام الماضي ربما قبل اكثر من عشرة أشهر حين اخبرني بانه جاء من روما قاصداً مدينة ملبورن ليقيم بها بشكل دائمي.
-لابد ان يكون هنالك سبب يستحق السفر وانت تهجر عائلتك ووطنك وتغادر مدينة الجمال والفنون روما تقطع كل هذة المسافات الشاسعة كي تختار العيش في الجزء الاخر من الارض في جزيرة نائية بعيدة عن العالم سألت الشاب الايطالي مازحا ؟؟؟ً
- وطني حيث قلبي وليست المدينة .. انا عشقت فتاة استرالية وقررت ان اجيء الى ملبورن كي اكون قريب منها .. اجابني الايطالي
!!؟؟ هذة قصة جميلة يااندريه
ثم اخبرني بقصته وكيف التقى بالفتاة الاسترالية واسمها انجيلا في جزيرة بالي الاندنوسية في حانة وتوطدت علاقته بها ثم توجت بعلاقة حب .
وبعدها دعته حبيبته لزيارة استراليا وقضاء الايام المتبقية من عطلته في دار اهلها الذين رحبوا به.
بعد اسبوع ممتع قضاه برفقة انجيلا في مدينة ملبورن غادر استراليا بعد ان قرر ان يرجع في الشهر القادم ليقيم في ملبورن وان يستاجرا شقة.

ودعته الفتاة انجيلا في المطار قاصدا ايطاليا
ثم اخبر اندريه عائلته بقراره بمغادرة روما والعيش في استراليا مع فتاته انجيلا .. صدمت امه ولم تتمالك نفسها من البكاء حزنت العائلة . لكنها لم تقف عائق امام رغبات ابنهم .. وبعد ثلاثة اسابيع حزم حقائبه عائدا الى حبيبته بقلب مترع بالعشق وفرح اللقاء.
وفي نهاية حديثي مع اندريه ودعته ومتمنيا له حياة رغيدة وموفقة مع وطنه الحقيقي انجيلا.
وقبل ان اغادر بوابة محل النبيذ
تناهى الى مسامعي اغنية ايطالية قديمة كان الشاب اندرية يعرف اني احبها ..لدين مارتن .. اموري.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات البخلاء
- قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية
- ليس للمقامر مايخسره
- جار وحديقة
- مكالمات هاتفية عابرة في هذا الصباح
- مابيني وبينك كان أكثر من عناق
- ليس للمزاميرِ مواسمُ للرقصِ
- تأملات في أبجديات الحرف والطين واللون
- مرثية الرماد والرصيف
- قارب الموت
- نهاية شرهان وقدره المأساوي
- وكأنك ليس سوى أنا
- ثلاثية العشق والجنون
- مذبحة سبايكر
- غزوات ضد الفن
- اغتيال الطفولة في قبائل العنف
- الحرب تصادر أرصفة الاحلام
- رثاء الى نخلة سومرية
- قيامة فوق جبل سنجار
- عاشق وقطار


المزيد.....




- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - يوميات الارصفة والمقاهي