أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - قارب الموت














المزيد.....

قارب الموت


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 15:34
المحور: الادب والفن
    



الموت قارب
سعد محمد موسى
( فجيعة البحر قصة حقيقية حدثت مأساتها مابين مياه اندنوسيا وسواحل استراليا.. وسط تعتيم اعلامي وقد كان من ضمن الناجين من كارثة الغرق هو أحد اصدقائي من العراقيين . وسوف أروي لكم بعض التفاصيل المثيرة من نكبة كبيرة لسفينة التيتانيك الثانية وربما سوف أدونها بحلقة ثانية قريباً ).

حين أبحرت سفينة الموت الخشبية من سواحل اندنوسيا في عام 2001 وهي كانت تحمل أكثر من 400 مهاجر كان يجمعهم قدر واحد وأغلبهم كان من العراقيين ومن ضمنهم أيضاً كان البعض من اللاجئيين الافغانيين والايرانيين .

بعد أن قامت مافيات تهريب قوارب اللجوء في العاصمة (جاكارتا) بتصديرهم كصفقة تجارية تستغل طموحات طالبيّ اللجوء الغير شرعيين لايصالهم الى جزيرة (كريسمس آيلاند) . على أمل أن تثير قوافل البؤساء القادمة من مخيمات الحروب والحصار والخسارات شفقة بحارة وحراس السواحل الانجلو ساكسون في فوق سواحل استراليا كي ينقذوهم ويمنحموهم صفة لجوء فوق أراضيهم !!

حشر قبطان السفينة ومساعديه بطالبيّ اللجوء مثلما كانت تحشر أسماك السردين في العلب المعدة للتصدير.
وقد زج في السفينة الاندنوسية بحمولة أكثر من استيعابها كما ان عصابات التهريب لم يزودوا الركاب بطاقيات الانقاذ أو طوافات النجاة.
ثم أبحرت سفينة الصيادين الخشبية المتهالكة نحو آمال وضفاف تتوارى خلف سراب البحر.
كانت مشاعر الخوف والتمنيّ صلوات للنجاة يتلوها المبحرين في مغامرة التيه والبحار البعيدة.
دهش الاطفال بعد أن أنتباهم فرح ممزوج بالرهبة والخوف في بدء رحلتهم البحرية وهم يشاهدون زرقة البحر، ثم رجعت النوارس التي كانت تحط فوق سارية السفينة الى ضفافها القريبة . بعد أن لوح الاطفال الى رقصات الدلافين وهي تعوم بمشاكسةٍ حول السفينة أثناء اقترابها من أعماق المياه .
بينما أحلام المهاجرين كانت تتطلع نحو سواحل الخلاص الابدية.
ولكن في خضم الامواج العاتية المحاذية للمياه الاسترالية.. هاجت عاصفة في مساءٍ زرع الرعب في نفوس ركاب السفينة . وقد حاول القبطان مع مساعديه جاهدين للسيطرة على السفينة ومسارها . لكن محاولاتهم باءت بالفشلِ.
بعد أن أخذ هدير الامواج يتصاعد مع صرخات استغاثة ركاب السفينة.
لم تصمد السفينة الخشبية القديمة بصراعها مع الامواج المجنونة كثيراً، فانشطرت الى نصفين في غياهب المحيط الهادر ..ثم أبتلعت المياه المتوحشة الغرقى المحتضرين كقربان الى أعماق البحر المظلم واسماك القروش الجائعة.
لكن بقيّ القلة من الناجين ممن تشبثوا ببقايا حطام أخشاب السفينة الطافية أوالسارية المتبقية من القارب فوق مياة المحيط الهندي.
وكانت من ضمنهم امرأة أنقذت نفسها بالتشبث بجثة امراءة كانت طافية فوق سطح الماء
وأثناء فجيعة البحر شاهدت الام ولدها الذي رافقها الرحلة وافترق عنها قسراً بعد تحطم السفينة وهو كان يتشبث أيضاً بحطام خشبة متبقة من السفينة المنكوبة .. حاولوا ان يتقربوا من بعضهم .. وكانت الام تتمالكها أمنية أخيرة بتقبل ولدها الوحيد قبل الوداع والرحيل الى قاع البحر.
تقرب الصبي بطوافته الخشبية قرب أمه والتي أوشكت قواها أن تتلاشى بعد أن شعرت بلا جدوى بأمل الاستغاثة والبقاء بالتشبث في جثة غريقة . لكن بعد أن شاهدت ابنها يبكي ويستغيث تمسكت بالامل مرة أخرى .
وبعد صراع البقاء مع رعب الموت حل الليل وهدأت الامواج الهادرة وسط المحيط لرحلة العذاب وهيمنة شبح الفناء .
لم يصمد البعض فتهالكت قواهم وتوارى الامل في الانقاذ فابتلعتهم المياه الجائعة .. وكان أخر أعداد الناجين والمتبقين لايتجاوز 45 لاجيء صارعو الامواج والقدر .
بعد يأس البعض من فرصة الانقاذ تهالكت قواهم وغلبهم سلطان النعاس والانهيار.. فتركوا الاخشاب الطافية وحيدة فوق سطح الماء كي ينامو في قاع البحر.
لكن اطلالة سفينة صيد للاسماك منحت بصيص أمل أخير لليائسين المتبقين من عبيد جبروت البحر .حين لمحتهم وهي تمخر فجر المياة الساكنة. حاول البعض رفع أياديه الذابلة وصرخوا بأصواتهم المبحوحة بملح البحر وبقايا الحياة .. فلمح الصيادين كائنات تتحرك وسط مجزرة البحر .. ثم تقربت سفينة الصيد الكبيرة ونزل الصيادون بسرعة من قاربهم بزوارق مطاطية صغيرة كي ينقذوا أخر المحتضرين من الغرق .
وكان من ضمن أخر الناجين تلك المرأة وولدها .
بعد أن بقيا على قيد الحياة باعجوبة .
وبعد ان أعتنى الصيادين بالناجين سلموهم الى مخافر السواحل الاسترالية . كي يحتجزوهم هناك في احدى معسكرات الجزر النائية . ثم يرجعوهم الى اندنوسيا مرة أخرى .. كي يزجوا في معسكر للاجئيين. .
ولكن بعد ومحاولات واجراءات قامت بها بعض المنظمات الانسانية جلبت الامم المتحدة تلك السيدة وابنها الى زوجها كي تلتقيه في مدينة ملبورن
وكان الزوج سبقهما في مغامرة العبور
بقوارب الموت كان أوفر حظاً في رحلته من اندنوسيا حتى سواحل استراليا.
لكن لعنة القدر وعزرائيل البحر لم تمنح السيدة (آمال البصري) أن تعيش مع عائلتها أكثر من اربعة سنوات . ثم تموت هناك وحيدة بعد أن تخلى عنها زوجها في احدى مستشفيات ملبون بعد اصابتها بمرض عضال ( سرطان الثدي) . كي تلتحق برفاقها الغرقى الذين كانوا ينتظروها فوق الساحل الاخر



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية شرهان وقدره المأساوي
- وكأنك ليس سوى أنا
- ثلاثية العشق والجنون
- مذبحة سبايكر
- غزوات ضد الفن
- اغتيال الطفولة في قبائل العنف
- الحرب تصادر أرصفة الاحلام
- رثاء الى نخلة سومرية
- قيامة فوق جبل سنجار
- عاشق وقطار
- الجزء الثاني
- يوميات جندي معاقب
- ضياع خارطة وطن
- باعة متجولون فوق أرصفة الطفولة
- غفوة البساتين على ضفاف النهر
- ليس للفقراء وطن
- محاصصة في وجه وطن
- مرثية الموت في الارض الحرام
- عاشق دهشة الطين
- يرحل العابرون ويبقى العراق


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - قارب الموت