أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ثلاثية العشق والجنون














المزيد.....

ثلاثية العشق والجنون


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 19:01
المحور: الادب والفن
    



حكاية الارصفة الحزينة
فوق احدى أرصفة ملبورن كان عادة مايصادفني (مايكل) ذلك الشاب الاسترالي الغريب الاطوار وهو يسائل الارصفة والمارة . ويرسم ببخاخات الاصباغ التي كان يحملها في حقيبته الصغيرة وهو يرش بالالوان ويرسم فوق الجدران بصورة قلب أو بزهرة مرفقة باسم حبيبته !!!
كان الغريب يعدو حافي القدمين بمشهد يثير الشفقة .. وحين شاهدني أعبر الطريق ذات صباح استوقفني وسألني بتوسل
.. صديقي هل شاهدت (جين) !!! ؟؟
أجبته آسف لم أعرف اي شيء عن جين
ثم قفز نحو الرصيف الاخر وكأنه يشعر بان هنالك ثمة أمل بالعثور على فتاته .
شعرت بالاسى على المفجوع الذي مس بجنون العشق ، وهو يتوارى خلف البنايات بصدى انكسارات صوته الشجيّ .. جين .. جين .. أين انت ياحبيبتي!!!؟؟

وذات مساء ممطر شاهدت العاشق المعتوه في محطة قطار (كولنك ووّد) القريبة من سكني وهو يتطلع بوجوه المسافرين البعض كان يتجاهله ويتجنب تساؤلاته المتكرره والبعض كان يتعاطف معه لاسيما المسافرين الذين كانوا يعرفون بقصته الحزينة.
كان مايكل يفترش بطانية في الحديقة القريبة من محطة القطار وينام تحت شجرة اليوكالبتوس .. وكنت عادة ماأشاهده وهو يحتسي بزجاجات النبيذ الرخيص وحيداً أو مع المتسكعين والخمارة من رفاقه الابروجنال ( سكان استراليا الاصليين) . ويدخن لفائف المارجوانا. ويعزف على الكَيتار .
في الليلة الاخيرة تراءى لمايكل حبيبته وهي تنزل من السماء وتمد له يدها وهو يحاول مسك أطراف اصابعها لكنها كانت تشاكسه مثل السراب وتعدو تحت زخات الامطار وهو يتعقب هالتها وضحكتها الطفولية كانت تعج في المحطة أتبعني مايكل .. أتبعني .. أخبرني هل أفتقدتني تعال معي !!! ..
فسقط العاشق فوق رصيف محطة كولنك ووّد بعد أن أنهكه تعقب الحلم السماوي الذي تلاشى في الافق الليلي لحبيبته جين في زيارتها الاخيرة فوق رصيف المحطة.

العاشق القمر
مابين القمر والنهر كانت لوعة العاشق المجنون الذي بات جزءاً من ذاكرة الجسور والقناطر .
كان الاطفال المشاغبين يسخرون ويستفزون المعتوه (عناد)
النازح من أطراف الاهوار الى المدينة وهو كان يتعقب القمر ويتوعده بشتائمه ويلوح بوجهه الهارب بالعصا التي يحملها دائما معه .
(ياحوته يامنحوته هدي كَمرنا العالي)
. كان عناد يستشيط غضباً حينما يبقى محتاراً مابين مطاردة القمر أو ابعاد الاطفال النزقين عنه .
وحين تحجب الغيوم القمر عن النهر والمدينة كان يجلس القرفصاء على ضفاف نهر الفرات ويعوي بالبكاء مثل ذئب جريح .
متذكراً جراحاته الابدية . حين فقد عروسته في ليلة الدخلة
بعد أن تسلل القمر من وراء بساتين الجنوب وأجمة القصب الى هور الحمار فاختطف العروس (بديعة) من كلتها التي كانت منصوبة فوق جبيشة الماء وقبل أن يكتمل نصاب الليلة الاولى .
صعق عناد بعد ان سرق القمر زوجته .. فأخذ العاشق المنكوب بعد تلك الفجيعة يتعقب القمر وهو يحمل هراوته وكان كل ليلة يطارده حتى اذا أفل متوارياً.. تستفيق الشمس وهي تتثائب فوق سرير الشفق كي تناوب حراستها في السماء .. فيخلد بعدها عناد الى الراحة والهدنة وهو ينتظر المساء حتى يظهرعدوه القمر كي يعاود رحلة المطاردة الابدية .
وذات ليلة بعد أن يئس عناد من القاء القبض على القمر الهارب في فضاء الليل .. استوقفته مرايا النهر وهي تحتضن القمر .. فتسلل خلسة الى أعماق النهر وهو يخفي بهراوته تحت ابطه بعد ان رأى القمر نائماً فكانت فرصته كي يصطاده وينقض عليه .. لكن النهر ابتلعه وسلمه الى القمر كي يكمل نصاب سرقته !!!


فراق العشق السريّ

نديم وشميران .. عاشقان كانا يعيشان في الموصل وكانت تربطهما أجمل قصة حب ورغم أن انتماء عائلتيهما الديني كانا مختلفين. فنديم عائلته من الطائفة الشيعية وشميران مسيحية أشورية .
مدينة الموصل كانت مدينة متعددة الثقافات والطوائف وقد اعتادت الكثير من العوائل الموصلية على الانصهار والتزاوج فيما بينها رغم اختلاف الديانات والاعراق ..
فالعشق يبقى دائماً هو الانبل حين يتسامى فوق عقائد الديانات والطوائف والقوميات!!
كان أخر لقاء بين نديم وشميران تحت منارة الحدباء حين تعانقا تحت ظلال شجرة السدر وحفرا تأريخ أخر لقاء على لحاء الشجرة . قبل أن يغزو الغرباء والارهابيون الدواعش القادمون من وراء الحدود حين دنسوا المدينة وأغتالوا العشق فيها ..
فعاث القتلة فساداً ورعباً في الموصل وهجر أناسها قسراً .. فرحلت شميران مع مئات العوائل المسيحة المهجرة شمالاً نحو سهل نينوى بعد أن تركوا بيوتهم ومدينتهم وحضارتهم ..
أما نديم هو الاخر بعد أن يأس من الوصول الى حبيبته وأحرق الاوغاد دارهم . نزح جنوباً الى بغداد بقلب كان ينزف جراحات الفراق والحسرة وفجيعة الضياع !!



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذبحة سبايكر
- غزوات ضد الفن
- اغتيال الطفولة في قبائل العنف
- الحرب تصادر أرصفة الاحلام
- رثاء الى نخلة سومرية
- قيامة فوق جبل سنجار
- عاشق وقطار
- الجزء الثاني
- يوميات جندي معاقب
- ضياع خارطة وطن
- باعة متجولون فوق أرصفة الطفولة
- غفوة البساتين على ضفاف النهر
- ليس للفقراء وطن
- محاصصة في وجه وطن
- مرثية الموت في الارض الحرام
- عاشق دهشة الطين
- يرحل العابرون ويبقى العراق
- الاغنية الاخيرة لحارس النواعير
- رثاء لجراح المدن المكابرة
- ينابيع المحبة والسلام


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - ثلاثية العشق والجنون