سعد محمد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 15:44
المحور:
الادب والفن
القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت
أقصد .. الياقوت والزمرد والعقيق والماس
حين كانت كل الدنيا تتغزل بتلك القلادة
التي تجمل جيد أبهى السيدات
وكانت كل مدن الارض والحضارات تغار من الاخوات الاربعة، مثلما كانت تحسد بلاد الاندلس سابقاً .
وكثيراً ماكنا نسمع قبل خساراتنا وفجائعنا .
ان القاهرة كانت تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ ودمشق المدللة كانت أميرة للياسمين
واليوم ونحن نواسي جراحاتنا فوق ضفاف المدن المحاصرة بالحروب والرماد والظلام. تتمالكنا الحسرة والحزن على ضياع فراديسنا !!!
...
جرح في خاصرة مدينة السلام
كم أشعر بالحزن والانكسار والغضب .. وأنا أرى وطني من بعيد وهو ينزف فأبكيه فوق ضفاف غربتي البعيدة .. ويحز في النفس اني لا استطيع
فعل شيء وأنا المنفي في أخر أصقاع الدنيا .. أو أن أضمد جرحاً من جراحات الوطن والذي بات مثل لبوة أشورية جريحة تكابر بفجيعتها ومآساتها وهي تحاول أن تحمي أشبالها . لاسيما ونحن نرى الاشرار القادمين من وراء الحدود وبمباركة بعض الخونة والسفلة والقوادين وتجار البترول والموت من الذين أباحوا حرمة العراق وهم يبيعون جسد الوطن الى المغتصبين في سوق النخاسة.
فبات العراق فريسة ينهشها الاغراب والاعراب وأهل الدار.
لكن بغداد ستبقى كالعنقاء تختار عشها فوق أعلى سعفة نخلة رافدينية تكاد أن تمس قبة السماء أو تعانق آلهة الشمس .. حتى تحترق وتبعث من شرنقة رمادها مرة أخرى ويبقى جمرها ملتهب يحرق الاعداء.
...
لقد مر الكثير من المحتلين ثم ارتحلوا .. جاء طغاة.. واندثر طغاة وتعاقبت حكومات كثار ثم تساقطت وباتت في متحف التأريخ أو ألانقاض .. وكل من جاء اليك يابغداد هو مرتحل وعابر وفانٍ.. ماخلا صرحك العظيم وخلود الرافدين .. ويحرسهما (وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَام).
طوبى لك بابغداد السلام وانت محاصرة اليوم مابين الارهاب والطائفية .. ومابين سماسرة الاسلام السياسي وتجار الدين والانذال من المتربصين والشامتين بجراحك. لكنك يابغداد ياحفيدة دجلة وياصبية البساتين وياحمامة القباب والمنائر... ياانشودة النخيل . وياكعبة المجد والخلود
ستبقين خيمة وبيرق العراق أبداً .. وسيندحر الظلاميين والهمج وجميع الطائفيين وأصحاب الفتن والدسائس وتبقين انت ايقونة الشمس والحرية
#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟