أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - عزلة الراهب كياتسو














المزيد.....

عزلة الراهب كياتسو


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


أثناء رحلتي الى غابة بندكَو في فكتوريا- استراليا مررت على معبد للبوذيين فعرجت لزيارته . وشاهدت المراسيم ورفات الرهبان المحفوظة في متحف المعبد.
وقد طرق الى مسامعي أثناء الزيارة أيضاً اسم الراهب كياتسو فحثني الفضول للذهاب لمقابلته في صومعته والتي لم تكن تبعد كثيراً عن المعبد ولدى اقترابي من الصومعة التي كانت مشيدة من الاحجار لفت انتباهي وجود طائر (الميك باي) وهو كان ينقر على زجاج النافذة.
بعد أن طرقت باب الصومعة ظهر كياتسو وكانت تعلو على محياه طيبة وابتسامة وهو يتشح برداء الرهبان الاحمر وقد رحب بيّ للدخول الى صومعته البسيطة والتي كانت تمنح اجواءها الراحة والطمأنينة .
وقد دعاني عراب العزلة أيضاً فيما بعد لزيارة حديقته المليئة بشتلات الخضار وانواع مختلفة من فصائل الزهور .
وأثار انتباهي مبدأ التعايش الطبيعي مع بقية الكائنات من حشرات وطيور وحيوانات. فالبوذيون يحرمون رش المبيدات السامة على مزروعاتهم . فقتل الحشرات تعد خطيئة في ناموسهم وعقائدهم.
فالحشرات موطنها الطبيعة وهي اكثر انتماء للتعايش على اوراق الخضار وتويجات الورود من الانسان.
...
حدثني كياتسو عن رحلاته الى التبت والهند وبورما ورحلته مع الهيبيزالى أفغانستان في منتصف السبعينات أيضاً قبل أن يتحول بوذياً.
وبعد ان تخرج وعمل طبيباً في استراليا هجر عيادته كي يلتحق كمتطوع لعلاج المعدمين متنقلاً في بعض قرى جنوب شرق اسيا . وبقى هناك بعمله النبيل لمساعدة الناس الفقراء والمرضى عدة سنوات ثم رجع الى استراليا بعد قرار اتخذه مع نفسه.
ليختار عزلة في احدى غابات غرب استراليا وهي كانت من أقسى تمارينه الروحية بعد أن عاش بعزلة شديدة لمدة ثلاث سنوات دون أن يلتقي بأي انسان .
...
كان طائر الميك باي يتعقبنا طالباً طعامه الذي اعتاد أن يمنحنه اياه صديقه الراهب كياتسو وحين سألت كياتسو لم لاتعطي الطائر بعض الطعام انه يتوسل بشدة !!!! اخبرني البوذي بانه يريد ان يدرب طائره على الصبر وتخفيف وزنه فقد بات الطائر مدللاً كثيراً ولايهتم بزيادة وزنه التي باتت تؤثر على طيرانه . وأثناء سيرنا في الغابة
تحدثنا عن علاقة التصوف بالبوذية وأخبرني الراهب عن احد رفاقه البوذيين الذي تخلى عن انتمائه البوذي ولجأ الى مذهب الصوفية الاسلامية بعد أن شعر أن خلاصه وسعادته في النهج الصوفي.
وبعد لقاءنا الحميم في الغابة غادرت الراهب كياتسو بعد أن ودعني بابتسامته الطيبة .
...
بعد فترة حلمت ذات ليلة اني ذهبت لزيارة صديقي كياتسو وشاهدت طائر الميك باي وهو ينقر على زجاج نافذة الصومعة .. لكن الراهب البوذي لم يستيقظ هذا الصباح مثلما اعتاد الجميع على نهوضه المبكر .. ثم حدق بي الطائر وشعرنا انا والميك ياي ان رفيقنا قد ارتحلت روحه الى اقاصي الغابة البعيدة .. نزل المريدون من سفح التل وكانت تعلو وجوههم هالة من الحزن بعد ان علموا بموت معلمهم كياتسو.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد ملونة من أقاصي الذاكرة
- رقصة الفراشة في شرنقة النار
- أمنيات النسيان فوق رصيف ذاكرة
- وليمة الظل
- الحرب وزمن السفلة
- الجدة علاّهن
- حكايات الرمل والنمل
- مذكرات الانتفاضة والمنفى
- الفنان سعد محمد موسى وريث الحضارة السومرية
- تجليات في مبخرة العشق
- ابتهالات في ليلة عشق
- تنفيذ عملية إعدام لعاشق ٍ متهم بجريمة حب
- الارنب والقمر
- أمنية متأخرة تطرق الباب
- صهيل الفرس المفجوعة فوق التل
- تعويذة الفيروز
- توني الخياط
- حكايات من الطفولة
- تعويذات الدرويش
- بستان الاب مرزوق


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - عزلة الراهب كياتسو