أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - حكايات البخلاء














المزيد.....

حكايات البخلاء


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


حكايات البخلاء
سعد محمد موسى
بخيل رقم -1
في العمارة السكنية القريبة من شقتي احياناً كنت التقي بصاحب البناية الشيخ اليوناني وكنا نتبادل التحايا او نتجاذب اطراف احاديث عابرة
وفي احدى الايام القائضة شاهدت العجوز اليوناني وهو يتكىء على ماكنة تشذيب الحشائش مشرئباً نحو السماء ويمسح العرق المتفصد عن وجهه المهموم بمنديل وكان يبدو عليه الانهاك والقلق والتفكير العميق
تقربت من الشيخ
هل انت بخير يبدو انك متعب وواجم هذا اليوم : قلت لصاحب العمارة
فاستيقظ من سباته حين سمع سؤالي.
لاباس لاباس ايهاالجار الطيب، كنت فقط اتسائل مع نفسي بموضوع كان يشغلني كثيرا هذة الايام لاسيما وان عمري على مشارف العقد الثامن!!!
تطلع في انحاء الحديقة وقال يؤرقني تساؤل وحيرة حول الحديقة فاذا مت فمن سيقوم بقطع الحشائش بعد موتي في هذة البناية لاسيما ان اولادي كسالى ولا أظنهم سيهتمون بالحديقة.
قلت له لكن اما آن لك ان تتقاعد وتستريح وتستعين بفلاح بوسعه أن يهتم بشؤون الحديقة . حدق بيّ ويبدو انه لم يكن مرتاحاً لاقتراحي
ياسيدي ان الفلاحين اليوم يطلبون اجور عالية، أجابني ثم انحنى ليعيد تشغيل ماكنة تشذيب الحشائش كي يكمل عمله المعتاد.


بخيل رقم-2
في عام 1997 كنت مستأجراً شقة تقع في قلب مدينة بيرث – غرب استراليا

وكانت تمتلكها أمراءة ايطالية جشعة وقميئة همها في الحياة جمع الاموال فقط
وذات مرة ذهبت تلك المراءة الى ايطاليا لزيارة عائلتها فوكلت مهام جمع ايجارات العقارات الى أخيها الذي لايقل ثراء عنها.
جاء في نهاية الاسبوعين وهو الموعد المعتاد لتحصيل الايجارات. اوقف سيارة الفيراري
وفتحت باب الشقة كي أعطيته الايجار ولكن صادف ان الايجار كان ينقصه عشرين سنتاً اخبرت المليونير باني سوف ادفع العشرين سنتا في المرة القادمة مع دفع الايجار
فلا أعتقد اني أمتلك خردوات حالياً. امتعض الرجل واخبرني بانه مكلف بجمع الايجارات كاملة ، بحثت في جيوبي فوجدت أخيراً خمسين سنتاً أعطيتة العملة المعدنية. ارتبك وهو يبحت في جيوبه عن الباقي ..
إبتسمت... وقلت له لاتقلق بشأن الثلاثين سنت احتفظ بالباقي .

بخيل رقم- 3
في مدينة بيرث تعرفت على شيخ يهودي من أصل عراقي يعيش وحيداً دون أسرة. ولد يوسف في البصرة ابو الخصيب ثم هجر قسراًعام 1948 مع اسرته الى اسرائيل.. وفي عام 1963 غادر اسرائيل وجاء الى استراليا. ومنذ وصوله الى جزيرة الحليب والعسل كما كان يصفها المهاجرون.. عمل طيلة وجوده في المصانع وفي أعمال مختلفة، وقد استطاع أن يجمع ثروة ربما تجاوزت المليون دولار.
وكانت الصفة الوحيدة التي تجمعني فيه هو حبه للعراق
فقد كان يبكي حين يتذكر البصرة التي ولد بها وكانت امنيته ان يعيش بقية حياته ويدفن في أرضها
اما شخصية يوسف السلبية الاخرى فقد كان بخيلاً وكأنه احد شخصيات بخلاء الجاحظ.
وكان يوسف يخشى أن يشتري مسكناً خاصاً به فهو كان يفضل السكن في غرف رخيصة في سكن جماعي وكان يخزن المواد الغذائية والسجائر في غرفته ويبيعها على المؤجرين حين يحتاجوها عندما تغلق المحلات ابوابها لاسيما ايام الاحاد . مرة قدمت الى يوسف سيكاره فاخذها ووضعها في جيبه. قال لي انه لايدخن السجائر فذكر لي تجربته الاولى والاخيرة حين كان شاباً فراودته نفسه أن يدخن سيكارة.. وبالفعل دخن سيكارة بور سعيد فأنتعش برائحتها ودخانها حين كان يجلس في مقهى.. ثم وبخ نفسه فيما بعد قائلاً.. يا يوسف احذر ان تنخرط في طريق التدخين او الذهاب الى المقاهي فهي سوف تكلفك اموالاً كثيرة حين تحسبها على مر الزمن القادم.
في احدى المرات سألت يوسف عما سيفعله بأمواله الكثيرة وهو بدون عائلة. وهنا في استراليا يقر القانون ان الشخص الذي يموت دون وريث سوف تذهب أمواله الى البنك الذي يودع به حسابه المالي.

ثم قلت له مازحاً أتمنى لو تسجل باسمي حتى لو نسبة 5% من أموالك.

ضحك وقال كلا ياصاحبي لااستطيع رغم انك صديق عراقي وطيب القلب !!

ثم قلت له ولم لاتكتب اذن وصية لدى محامي بان تذهب أموالك الى أختك واولادها في اسرائيل.. أجابني محتجاً كلا لن أفعل ذلك. لان أختي كانت تحاسبني في كل افطار حين كنت صبياً كم بيضة تناولت هذا الصباح.
ثم غادرت بعد ذلك مدينة بيرث الى لندن ثم رجعت الى استراليا وبعد فترة سألت أصدقاء في بيرث عن مصير يوسف العراقي اليهودي .. فأخبروني انه اختفى ولم يعد أحداً يعرف عنه شيء.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية
- ليس للمقامر مايخسره
- جار وحديقة
- مكالمات هاتفية عابرة في هذا الصباح
- مابيني وبينك كان أكثر من عناق
- ليس للمزاميرِ مواسمُ للرقصِ
- تأملات في أبجديات الحرف والطين واللون
- مرثية الرماد والرصيف
- قارب الموت
- نهاية شرهان وقدره المأساوي
- وكأنك ليس سوى أنا
- ثلاثية العشق والجنون
- مذبحة سبايكر
- غزوات ضد الفن
- اغتيال الطفولة في قبائل العنف
- الحرب تصادر أرصفة الاحلام
- رثاء الى نخلة سومرية
- قيامة فوق جبل سنجار
- عاشق وقطار
- الجزء الثاني


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - حكايات البخلاء