أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - اضواء على تفجيرات باريس















المزيد.....


اضواء على تفجيرات باريس


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة و جذور الإرهاب
البدايات كانت في حكاية 11 سبتمبر لكن النهاية لم تكن في حكاية باريس ( جارلي هيبيدو) فالمشوار طويل.
حرب العولمة مدفعاً موجهاً ضد الدول العربية و ضمن مصطلح حرب الشمال ضد الجنوب او بما دعي صدام الحضارات, و هي مصطلحات ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و انحسار الاحزاب الشيوعية في العالم. إذ كان سقوط الاتحاد السوفيتي علامة بارزة في التاريخ لتبرزت كل المصطلحات السياسية الجديدة لتضليل الشعوب الغربية و كل دول العالم لطمس الصراع الطبقي في العالم, مع ظهور المنظمات الارهابية و القطب الواحد باجتياح الدول بدون اي شرعية دولية كما حدث في العراق و انتهاء عصر الحرب الباردة.
مؤشرات واضحة حدت السياسة العالمية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي, ليس فقط على صعيد الاتحاد السوفيتي و ما لحق به من اهتزاز للدولة الاعظم المجابة للامبريالية الأمريكية, بل تعدى ذلك الى ابعاد المعادلات الكلاسيكية في العلاقات الدولية و مسلمات كانت تُاخذ بالحسبان في كل المواقف في السياسية الدولية و اخيراً لتتجلى في قرار التصويت في الامم المتحدة في ازمة الخلافات الحادة في ادانة دولة ام في قرار شن الحروب.
المؤشر الصارخ و الحاد هو انفراد امريكا كقوة وحيدة, و كان دولة افغانستان علامة فارقة و مفصل يحدد بين شكل الحرب الباردة و بداية العاصفة لعصر المحور الواحد الجبار لأمريكا المنتصرة. فقد كانت افغانستان عقدة السوفيت التي توازي عقد فيتنام لامريكا, وهكذا خرج الاتحاد السوفيتي بعد الانهيار كما حلزون قد فقد غلافة الكلسي هشاً تتمرد فيه القوميات المنضوية و يعبث بها التطرف الاسلامي في الجيجان و اذربيجان .
كانت الحرب العراقية الايرانية قد انتهت, لكن قد جلبت شكلاً جديد من الصراعات الاقليمية على امتداد الدول العربية و بعيداً إلى الحدود السوفيتية التي تحولت إلى روسيا اليوم. المعادلة التي فرضتها الحرب العراقية الإيرانية بعد ظهور الدولة الاسلامية في إيران, كقوة جديدة رفعت شعارات كثيرة, كان من ابرزها ان الامم المتحدة مؤسسة شيطانية, و ان امريكا دولة الشيطان الإكبر وأن دولة السوفيت هي دولة الشيطان الأحمر.
عجزت امريكا أمام إيران في كثير من محاولاتها الإرهابية, و خاصة في عملية القرصنة الجوية لتخليص الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران فانتهت بمأساة صحراء قبس, فحركت أمريكا نظام صدام حسين في الحرب الذي تراء له سيكون الدركي الأمريكي بعد سقوط الشاه الإيراني. هكذا من البداية عمل صدام حسين على ضخ النفط العراقي لأمريكا, لتعويض ما قام الخميني بعد انتصاره من حجز للحصة الإيرانية, فقال رونالد ريغن أنظروا ماذا يفعل الاخ الصغير صدام حسين. في سني الحرب باع الغرب و السوفيت السلاح لصدام و التف كل الخليج الرجعي حول نظام صدام حسين.
بعد سقوط السوفيت انهار الحلف المقدس مع نظام صدام حسين إذ كانت الكويت القشة التي قصمت ظهر البعير, و هكذا تخلت امريكا عن عملائها في افغانستان, و إلى اجتياح افغانستان و العراق ( فقال جورج بوش أنظروا الى الوحش صدام حسين), و على مدى هذه الاعوام كان التردي يجري في كل الاحزاب االشيوعية, و قد أنفتح الطريق واسعا للمارد الثوري الجديد المتمثل بجهاز القاعدة فصار الإسلام السياسي السعودي قوة لها تاريخ و حرب و انتصار فعلى مدى اعوام كانت جثث الشهداء للقاعدة ترسل إلى جوامع السعودية و بمباركة امريكا لأرواح شهداء المناضلون من اجل حرية افغانستان.
هزيمة نظام صدام حسين كانت مشجعة للسعودية كما كان سقوط الشاه مشجعا لنظام صدام حسين, وتراء للسعودية أنها بعد اندحار نظام صدام حسين و الشيوعية يمكنها الدخول مجال سياسي فاعل بعد ان كانت تكتفي في نشر الدعوة و الفكر الوهابي السلفي, و بهذا دشنت السعودية نهاية القرن الماضي المحفل السياسي و رصيد الفكر الوهابي و نمو و انتصار جيشها الإرهابي ( القاعدة ) المدعوم من أمريكا, فالسعودية كانت متلهفة للدخول في السياسة و النشاط الارهابي إذ اجبرها ظهور الدولة الاسلامية الشيعية في إيران التي هاجمت الامبريالية الأمريكية و إسرائيل, فأستقطبت المسلمين و العرب بدعمها للقضية الفلسطينية و حتى دول في امريكا اللاتينية المعادية للامبريالية الأمريكية.
أنغمرت السعودية في النشاط الأرهابي و لتلحق بها قطر من اجل سد الفراغ الذي تركه صدام حسين, و رصيدها الانتصار على الشيوعيين في افغانستان و بهذا بدءت تجابهة النفوذ و مد الثورة الإسلامية في إيران. فبعد سقوط نظام صدام حسين عملت السعودية جاهدةً للهجوم على الدول الجديدة في العراق إذ هو دولة بنسبة 63% شيعة و كل الاحزاب الشيعية كونت منظمات جهادية كمنظمة بدر و غيرها, وبعد الاجتياح الأمريكي رجعت القوى الإسلامية إلى العراق كما رجع احزاب اليسار الهزيل, و كان الانتصار في الانتخابات لقوى الاحزاب الاسلامية في العراق. كان هذا انتصار سقط من السماء في قبضة إيران.
فهكذا بدء العالم يرى نشاط الإرهاب الوهابي ( القاعدة) أولاً في العراق و من ثم في ليبيا و مصر و سوريا, فآلاف القتلى كان يرمى في نهر دجلة في و شوارع و قرى بغداد, و صرخ الشعب العراقي من اليوم الأول على تلك التفجيرات ” أن هؤلاء الذين يفجرون ليسوا ابناء العراق” و يوماً بعد يوم تكشفت ايادي الإرهاب السعودي في العراق, اخيراً في سوريا و بدى يتكشف وجه الإرهاب و إلى افتضاح ان السعودية و قطر لها اصابع في امر الكيمياوي فأميط اللثام عن أمر التحقيق, و هكذا بدء انحسار الربيع العربي في سوريا بعد ان نجح في ليبيا لتحويلها الى دولة اشباح .
كان من ابرز الاحداث الارهابية طبعا هو 11 سبتمبر و هو حدث دامي و مشبوه عليه علامة استفهام كبيرة, لكن لا علينا, فقد استثمرته أمريكا خير استثمار و تم تدمير شعب افغانستان لكن لم يتم تدمير جهاز طالبان و القاعدة, و بعد اجتياح العراق تم تدمير العراق و ليس تدمير حزب البعث خمير أمريكا, و بهذا تكون أمريكا ضمن حساباتها, أن قوى الجريمة موجود في كل من العراق و افغانستان و هذه القوى ستقف ضد كل قوى اليسار و الشيوعيين و الى الابد, لكن ثمة امر مهم لا يمكن الحساب له, فالحرب ممكن الشروع بها لكن لا احد يستطيع السيطرة على كيفية نهايتها. فهكذا كانت حرب صدام حسين عللى إيران من اجل إسقاط نظام الخميني و دعمت أمريكا نظام صدام حسين لكن تحولت الحرب التي خُمن انها تنتهي بأسبوعين إلى حرب الثمان سنوات ,عملت امريكا كل ما في وسعها ليس على تدمير إيران ولما أرتأت أن صدام حسين عاجز فعملت على تدمير العراق و انهاك إيران, أما امريكا صارت زعيمة العالم الحر! و محررة الشعوب.
هكذا صار اليوم لا جيش في العراق ام ليبيا و صارت الحرب العولمة من اجل النفوذ, عبر اجهزة الإرهاب فكانت القاعدة هي جهاز ( الشركة الأم ) بداية لدخول السعودية مجال السياسة الإرهابية في العراق فولدت داعش بعقد قران البعث مع القاعدة برعاية امريكا و لتجد السعودية نفسها في مصر و ليبيا و سوريا, أن شكل الصراع قد تغير بعد سقوط السوفيت و نظام الشاه الإيراني و نظام صدام حسين, فقد كان العملاء يمتلكون السيطرة على الثروة و الممرات المائية في الخليج و كان هناك احترام للأدوار بين الدول العميلة, لكن بمصرع صدام حسين ارتجت المسلمات و هنا يحضرني و من جلسات الجامعة العربية حين استنكر القدافي امر السكوت على خيانة السعودية للتعامل مع امريكا .في اجتياح العراق, و قال اليوم على صدام و غداً عليكم و استدرك ليقول بلاش عليكم عليَ أنا
هكذا بعد ان تخلت أمريكا عن العملاء كان أمامها حرب غزو العولمة على الدول العربية, فانتهى زمن المعادلة القديمة لكيفية تحرك الآلية الأستعمارية, فأمريكا بسقوط الاتحاد السوفيتي لا يمكن ان تسلم العراق و مصر و ليبيا و سوريا و غيرها كسوق للدول الغربية كفرنسا و المانيا أم اليابان و الصين و غيرها فوجدت بسقوط السوفيت مهيئة لغزو بلدان عربية و اختطافها من الغرب و الروس المبتلين بانهيار دولتهم كقوة عظمى.
هكذا كانت امريكا لديها حليف أصيل في الخليج و السعودية وتركيا ثم لتصعيد دور قطر, هذه الدول تمتلك النفط و تمتلك الايولوجية السلفية الوهابية التي رتبتها لها بريطانيا من القرن الثامن عشر, و هكذا سارت امريكا بانتصارات غزو العراق بعد و الاطاح بمعر القذافي و إلى الاصطدام بامر هزيمة نظام الاخوان في مصر و من ثم صمود سوريا بوجه القاعدة و جبهة النصر و داعش.
ليبرز وجه الدولة الروسية بقيادة فلاديمير بوتين الذي يدعم سوريا و يحظى دعم إيران ليتجلى دوار إيران في دعم سوريا و النظام في العراق, ليكون هناك اليوم محورين في الصراع و كأن التاريخ يكرر نفسه, فالصين و روسيا و إيران في خندق الدعم للدول المعترف بها دوليا و امريكا مع عملائها السابقين و الإرهابيين من البعث و الاخوان و جهاز القاعدة و اليوم ( داعش) المحتضة في السعودية و تركيا
فإذا كان الصراع السابق في زمن الحرب الباردة يتم تواجه امريكا و السوفيت في مناطق تقاطع المصالح كما كان يتواجه العملاقين في فيتنام أم كوبا ولبنان, فمفي حرب الإرهاب فلا رأس هناك أو دولة تم تحديدها لاجل التفاوض معها أم ضربها, فالعالم للان لا يقر أن أمريكا دولة إرهاب دولي رائدة ( فقط نؤام تشومسكي) من يصرخ أن أمريكا دولة إرهاب دولي, و كذلك كل الغرب يخشى إدانة السعودية إذ أمريكا تتستر على السعودية و هي آخر معقل لامريكا في حرب غزو العولمة الذي يوفرعلى أمريكا جيشها و تكاليف الحرب, و الجيش الإرهابي هم جيش السعودية من افغانستان و الشيشان و الشمال الافريقي . حين يفجر جهاز القاعدة وداعش في العراق و سوريا فهو يخدم أمريكا و الغرب و حين يفجر جهاز القاعدة في الغرب و أمريكا يكون هذا ايضا كسب في مضمار العداء للمسلمين و لتسارع إسرائيل في تصوير المسلمين إرهابيين, و تستفاد كل من امريكا و إسرائيل في ضرب العرب و خاصة الشعب الفلسطيني. و هذا أمر جداً معقد, فهو كما فتنمت الحرب حيث جعلت أمريكا الفيتنامي يقتل الفيتنامي. لكن مع شيطنة رهيبة فـأمريكا تاخذ من العرب الثروة و تدمر شعوب و ترعى جهاز القاعدة و تزدري المسلمين, و ليسير كل الغرب الرأسمالي خلف امريكا و تعاملها مع جهاز القاعدة و داعش, لذا سقط الضحايا في باريس.
السياسة الامبريالية بغزو العولمة هي مزية هذا القرن بالإرهاب, إذ امريكا و الغرب يتعاملون مع السعودية, دولة المنظمات البربرية, و مد فكر القاعدة ليس في الدول العربية فقط بل في كل العالم الغربي حيث الجالية العربية و الاسلامية جسد حي موجود في الغرب و من بداية قرن العشرين, و خاصة في بريطانيا و فرنسا و اليوم في ألمانيا و السويد و كل الشمال الاوربي.
لقد استقبل الغرب بن لادن في سبعينات القرن الماضي كرجل حرب تحرير و هكذا صار اب روحي للتنظيمات الجهادية المتواجدة في الغرب, و قد قرعت الانخاب بسقوط افغانستان الشيوعية بين اليمين الغربي و السعودية, هكذا ترعرعت الجوامع و الشيوخ و امتدت يد السعودية و قطر في بناء الجوامع و المؤسسات الخيرية البربرية في توزيع النقود و المصحف على اعضائها في كل دول الغرب, و سمح باريس بكل نشاط سعودي و قطري طوال عقود.
بعد انفراط العقد الامريكي مع القاعدة و الأنظمة العميلة بدى المنظر غريب لجهاز القاعدة في الغرب, فراعهم ضرب القاعدة قلعة السعودية المناهضة للسوفيت و الشيوعيةو الجهاز المارد الذي يسقط الرؤساء العرب من اجل دولة اسلامية, اليس هذا هو الهدف من التعاون الامريكي الوهابي؟ أم ماذا؟
هذا هو التساؤل الاول للسلفيين العرب في العالم, فصارت بعض الأعمل الارهابيية في امريكا و الغرب إذ شعر الكثير من جهاز القاعدة أنهم كمنديل تَمَسُح ورقي لمرة واحدة, فأبا أنصار القاعدة ان يكون كذلك و صار العداء بين امريكا و السلفيين بعد سقوط السوفيت لتسوق امريكا العداء لابعاد تنسجم مع صدام الحضارات لمعادية للشعوب العربية,فصار الغرب و امريكا يعمل على تصوير العرب و المسلمين بأنهم ارهابيين, و بالعودة إلى الخلاف العنصري و الديني, و ليطمس أمر امريكا وتعاونها لعقود مع السعودية و الحرب على افغانستان الشيوعية, إذ امريكا تحتاج دائما لعدو خارجي, و كان الخيار بعد الشيوعيين الإسلام هو العدو.
فهكذا اليوم الصورة جدا كئيبة في العراق و ليبيا و مصر و سوريا, و لتمتد يد الإرهاب إلى الغرب و أمريكا, إذ حدث الكثيرمن التفجيرات في الدول الغربية و كان آخرها الهزة الجديدة في باريس, التي تم تسويقها على أن المسلمين هم ضد حرية الكلمة أو رسومات الكاريكوتير على نبيهم. أن التاريخ الكالح لبداية تاسيس الإرهاب يطمس, و ذاكرة امريكا و الغرب جداً قصيرة, و هكذا خرج كل الزعماء المشبوهين و الداعمين للارهاب كما السعودية و قطر الممولتين للارهاب و المتعاونة مع أمريكا في غزو العولمة البربرية, كذلك لم تفوت تركيا العثمانية راعية معسكرات الموت لداعش و سجلت حضورها و سارعت إسرائيل الإرهابية إلى باريس لتدين تفجير المسلمين و الجميع من الغرب هم من سكت على الجرائم الارهابية, في العراق حيث قتل آلاف الصحفيين و الأطباء و العلماء ومع تشريد ملايين البشر, و قد مرت سنوات رهيبة حيث الجثث مرمية في نهر دجلة ببغداد .
لم يحرك العالم الغربي أي اصبع للادانة الإرهاب في العراق أم ليبيا او سوريا, فالبشر هناك بلا قيمة و مجتمعاتهم ليس بلدان حرية او بلدان متقدمة فموت البشر هناك مباح, سواء من قبل الامريكان ام من الادوات الإرهابية التي تدعمها, و هكذا نرى التمييز حتى في موت البشر في العراق و سوريا أو ان يموت البشر في الغرب. لذا سارع كل جوقة البرابرة الارهاب و من دون خجل للحضور في باريس, لكن لا رؤساء حضر الى بغداد ليتضامن مع الشعب العراقي الذي سلمته امريكا لداعش.
القرن الأمريكي نقلة نوعية بسياسة حرب أرهاب في العالم, و كما اوضحت أن اشعال الحرب سهل لكن ختامها يعجز أحد عن تصورها, لنرى اليوم أن حرب الإرهاب أخذ ابعاد جديدة, فكما صارت حرب صدام حسين على إيران حرب معقدة و أدت لاشعال المنطقة بحروب متتالية, ساعدت امريكا و الغرب على بيع السلاح لكل الدول في الخليج, بحجة التمدد الإيراني, و اليوم صار الإرهاب بضاعة مدرة الارباح على أمريكا و الغرب بدءاً ببيع السلاح و تخريب البلدان العربية و من ثم الحصول على النفط الرخيص الذي تضخه داعش من الموصل عبر تركيا و اسرائيل و لكل الغرب, اما أمريكا فلها ليس نفط العراق بل كل خيرات العراق فالنهب على قدم وساق, بدءأ بنهب المتاحف من قبل المافيا و اختفاء 40 مليارد دولار من بنوك العراق و انتهاءا بدخول الموساد في التنقيب في العراق و معها صار الموصل مقاطعة لداعش.
هكذا تحاول أمريكا تفتيت كل من العراق و سوريا و ليبيا و جعلها محميات كما محميات الخليج, لكن كما كان للسياسة الامريكية في دعمها للحرب على إيران شرور على المنطقة أدت إلى غزو الكويت و ما حصل من تداعيات و إلى حرب شبه عالمية و موت البشر, فأن تأثير السياسة الامريكية اليوم و اعتمادها على اللقاعدة و داعش و دول الخليج الأخرى صار تأثيرها ليس محصوراً في الدول العربية إذ امريكا و الغرب يحتضن كل قوى الإرهاب التي شاركت في الحرب على افغانستان و من ثم احتضنت باريس كل أفراد ما دعي بقوى المعارضة السورية ( نصرة و داعش) ثم الجميع يعرف أن كل هذه القوى هي قوى إرهابية, فهكذا و بلا خوف من القوى الظلامية تريد أمريكا و الغرب السيطرة على حرب بدئتها لكن لا تعرف نهايتها, فحرب القاعدة ليس حرب جيش صدام حسين على الحدود العراقية بل أن افراد القاعدة ترعرعوا في الغرب و امريكا, لا بل أن جيل جديد نشأ و تربى في الغرب و هو يعد من أبناء الشعوب الغربية, حيث أوراقهم تقرأ فرنسيين أم المان أو استراليين أو أمريكان.
فهذا هو زمن العولمة و شكل حرب الإرهاب, و الإرهاب ليس له دين, إذ ان أمريكا هي من خلقت (داعش) و هي ليست دولة إسلامية لكن أدوات أمريكا قد تغيرت من دعم الشاه الإيراني و صدام حسين و القذافي إلى دعم دولة القرون الوسطى و دين الوهابية التي رتبتها بريطتنيا مع العميل محمد عبد الوهاب, و هكذا غاب الشيوعيين في الغرب و البلدان العربية و صار المد و النفوذ الأمريكي عبر القاعدة, و هي منظمة لها وجود من سبعينات القرن الماضى , لذا لهم يد طولى في الغرب, و حين اختارت امريكا العدو هو الإسلام و سارت بمشروع صدام الحضارات فهو طريق نزاع غزو العولمة, أي أن الانظمة العميلة السابقة كانت دول تتعامل ضمن هيئة الامم المتحدة أما الدولة الحالية هي دولة الارهاب في الأراضي التي تسييطر عليها ( داعش) و هي دولة جيشها من كل الدول الرجعية في المنطقة أضف اليها ابناء الشيشان و افغانستان و كل الافراد المنتشرون في الغرب.
ا مسلسل الإرهاب سيستمر و أن المعارك السلفية و العنصرية ستستمر مادام أمريكا الدولة الرائدة في الإرهاب الدولي تقود العالم و التي تتعامل مع دول الإرهاب في المنطقة, السعودية و قطر, كما أن مجازر داعش ستستمر في العراق و سوريا, و سيزداد الأحتقان العنصري في الغرب و امريكا و إسرائيل و هو تحصيل حاصل الستراتيجة الامريكية في غزو العولمة بكل أفرازاتها السمجة المصاحبة لبروز امريكا كدولة قائدة صدام الحضارات و مشروع تقسيم او بما دعي بخارطة الشرق الأوسط الجديد, و كذلك يصب أمر ان الرأسمالية هي نهاية التاريخ, في مجرى الرؤى الأمريكية في السيطرة على البلدان العربية من اجل ليس نهبها بل من اجل تحطيمها و جعل إسرائيل القوة التي تفرض على الغرب وجودها في العلاقة و لتكون الناطق الرسمي عن مصير منطقة الشرق الاوسط بدءاً بالتعامل الاقتصادي و انتهاء بالامر السياسي.
ا كانت حرب العراق و إيران تخص البلدين, وكان من نتيجتها سقوط العراق, أقول سقوط العراق لان الدمار ليس كان مصير صدام حسين بل تم تدمير البنية التحتية و انهاء حالة الدولة و مرتكزاتها, و أخيراً رمت أمريكا العراق فريسة الإرهاب لدولة الظلام السعودية و تركيا و كل دول الخليج التي كانت تحسد العراق الحضاري و المتقدم, و الان نحن في غابة الفساد و لا أجرؤ أن اقول دولة الفساد.
اليوم حرب الإرهاب تنتشر في العالم الغربي كما حدث اخيرا في فرنسا ( جارلي هيبدو) و ظهر بؤر توتر جديدة كما حصل في أوكرانيا, و هي بداية حرب إرهاب جديدة في روسيا. لا ننسى ان الدور الجديد لروسيا في المنطقة و خاصة في سوريا حيث استطاع النظام السوري الصمود ضد حرب الإرهاب و لم .يحصل أي تفكك في الجيش و الحكومة السورية, مما دى إلى جنون السعودية و قطر و تركيا حيث بدء العالم يعي شكل و دور الإرهاب للسعودية و امريكا
من كل ما تقدم استطيع ان اقول أن شبح الإرهاب و المدعوم من امريكا ليس شبحاً أو نمر ورقي بل هو شبح مخيف إذ اصابعه تمتد ليس في العراق و المنطقة بل إلى الغرب و روسيا, و هذا الصراع هو شكل خطير على المسار الديمقراطي في الغرب, وهو يصب لصالح القوى العنصرية في الغرب كما يصب في صالح القوى الإسلام الوهابي و طموحه ليكون الدركي بعد شاه إيران و صدام حسين لكن الخطر الاكبر, يتجسد إلى أي مدى تتقبل روسيا و الصين وإيران و حتى شعوب الغرب التي يطالها الإرهاب و النزاع على المصالح الامبريالية, و خاصة الروس و معها إيران اليوم يواجهون بشراسة المحور الامريكي و السعودي _القطري.
فأفرازات التعامل مع السعودية راعية المنظمات الإرهابية, و المدعومة من امريكا, ستكون مريرة و امر السيطر على الإرهاب جداً معقدة و ليس كما حرب العراق و إيران, فالحرب كانت تخص دولتين اعضاء في هيئة الامم المتحدة, و يمكن التوسط بينهما ( انا شغوف بتسمية المنظمة الشيطانية للخميني) إذ سلمت هذه الاخيرة العراق لامريكا و لا وجود لاسلحة الدمار الشامل ثم العراق تعرض لقصف باليورانيوم و يموت فيه المئات سنويا في السرطان و لم تبحث المنظمة الشيطانية عن جرائم امريكا الصليبية. هذه المنظمة جداً مشلولة أمام الإرهاب و أمريكا و السعودية و قطر في تصدير الإرهاب لكل دول العالم.
حروب صدام حسين أدت إلى القضاء عليه شخصيا و إلى سقوط دولته. فهل حروب القاعدة و داعش تؤدي إلى حرب كونية تؤدي لنهاية القرن الأمريكي و سقوط دولةالظلام في السعودي؟
سقط هتلر في الحرب و انتهت بريطانيا كقوة امبريالية . فهل هذا جائز أن تكون الازمة الاقتصادية و ظهور الصين كقوة اقتصادية صاعدة مع بروز الروس كقوة دولية جسرة سيقود إلى حرب جديدة تجلب قوة عالمية جديدة و تتحول امريكا إلى عجيزة كما آلت بريطانية إلى مثواها الاخير..
يقال خذ الحكمة من رأس المجنون, و بمناسبة المجنون, يحضرني هنا تبجح صدام حسين, حين و قعت حادثة 11 سبتمبر, فقال كلامه المأثور و هو مثل عربي” من بذر حصد” فكان هذا الكلام موجه لأمريكا و لم يعي ان أمريكا دولة منتصرة و ان الدور بعد افغانستان سيكون عليه, و نسى صدام حسين كم بذر من الشرور و كم عليه أن يحصد. ان دخول السعودية و قطر لعبة الحرب الإرهابية سيكون بداية النهاية لها, الحرب على الإرهاب ستستمر و موت الضحايا في العراق وسوريا سيرافقة موت الكثير من بشرفي الغرب و أمريكا.
قال الصهيوني الإجرامي هنري كيسنجر: طبول الحرب العالمية الثالثة بين الغرب و الشرق تدق و الاصم من لا يسمعها!
الصدام الحربي بين امريكا و الروس إذ ما حصل فستكون دول الشر و الارهاب ( السعودية و إسرائيل ) في مهب الريح, و مرة أخرى عن تصريحات المجانين , لقد حزر القذافي ان الدور الامريكي سيكون عليه فحصد ما زرع, فعلى السعودية و إسرائيل و الغرب و أمريكا ان يستوعبوا الدرس و يحصدوا ما زرعوا, فغزو العولمة هو مدفع دول الجبابرة ضد فقراء الشرق الأوسط. فحول غزو العولمة العالم إلى قرية صغيرة و هكذا في هذه القرية الصغيرة بل في المركب الصغير أن اي خلل و ثقب سيغرق المركب السكران في بحر الإرهاب و الحروب .
“!و لنقل لهنري. كيسنجر و امريكا و الارهابيين: “بدل حرب النجوم نريد سلامة النجوم و بدل صدام الحضارات نريد تواصل حضاري انساني بين البشر
كلنا "Charlie Hebdo" ضحايا مساكين اطفال و نساء و صحافيين ببساطة بشر ابرياء , بغداد البدايات و باريس ليس النهايات
!على الاخاء الأممي و السلام العالمي ألقاكم!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحطاط الاخلاقي للفكر اللاهوتي و عظم الاخلاق للملحدين
- تدمير الإسلام و العرب, هو الحل!
- أمريكا و الزيف في الحرب على الإرهاب ( داعش )
- انهيار القيم الثورية و صعود الانتهازيين و قوى الشعوذة الوهاب ...
- دولة الإرهاب الدولي و العلاقة بالدول العميلة و المنظمات الإر ...
- الخليفة أبو بكر البغدادي عميل هيلاري كلنتون
- العولمة و تدمير البشر و نبش الحضارات القديمة
- من جرائم إسرائيل العنصرية إلى جرائم داعش في العراق
- أحداث الموصل تعري فكراً عنصرياً منافق لكتاب عرب و أكراد
- ما بعد الموصل؟
- الموصل إلى أين؟
- الوضع الاقتصادي المتخلف و حضور الإسلام السياسي
- أضواء على حالة التردي و سقوط المواقف
- عن الليبرالية الحديثة مراوغة و زيف
- قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين
- الإسلام دين رغم انف التاريخ
- انهيار الأحزاب الشيوعية, الحزب الشيوعي السوفيتي مثال صارخ
- فحيحُ القيعان
- ضياع العراق صدى مدوي في الوجدان
- هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - اضواء على تفجيرات باريس