أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علاء الصفار - هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية















المزيد.....


هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 17:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



لقد تعرض و يتعرض الفكر الماركسي إلى هزة مدوية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي, و في الحقيقة تعرض الفكر الماركسي دائما لضربات, عند بروز المنعطفات الحادة في الصراع ضد النظام الرأسمالي و الامبريالية, و لهذا تتعفن بعض المواقف للسادة المتربعون على الفكر الماركسي, فهكذا هاجم لينين الأممية الثانية لانحرافها شخصياتها من الانتهازيين و رعاع التحريف المتساقطين في المعركة عند أقدام نظام الرأسمالية, للاستغلال والغزو و الحروب لنهب للشعوب.

لقد وصف لينين خواء الأممية الثانية و مواقف سادتها الانتهازيين بالعفن والانحطاط. فهنا تكمن عظمة الفكر الماركسي لتُميز الأحزاب الشيوعية, في التجدد و العطاء عبر الفهم الديالكتيكي لحياة الحزب النضالية, إذ الحزب الماركسي يمتاز بقابلية النقد الفكري و السياسي وعلى أسس علمية تستند للنظرية الماركسية في حياة الحزب الداخلية. أي أن الحزب الماركسي من طراز آخر يعتمد على فهم و تطبيق الديالكتيك سواء في الطبيعة أم في كيان الحزب, كوحدة أو خلية حية تعمل بنشاط تاريخي في المجتمع ليحدث فيه وحدة الصراع و التناقضات, التي تنعكس على حياة الشعب و نضال الجماهير و على الحزب و قياداته وأعضائه.

لقد تصدى لينين إلى أكبر شخصية ماركسية أصابها العطب إذ أصبح تيار فكري في العالم, بقيادة كاوتسكي و لينخرط فيه اوتو باور رمسي ماكدونالد و البير توما و هلم جرا. لينتج جمهور غير ثوري من إصلاحيين و توفقين و انتهازيين و كهنة الفكر البعيدين عن التفاعل الثوري مع البروليتاريا في زمن أزمة الدولة و النظام الرأسمالي. وهم, هذه الشخصيات, نتاج انحلال و تعفن الأممية الثانية التي صارت تمثل أيديولوجية صغار البرجوازية المتشبثة في أسر أوهام حياة البرجوازية الصغيرة.

لذا أنتج الحزب الشيوعي نقيضا ثوريا تمثل بلينين الذي كان يرى تصاعد الصراع الطبقي الثوري, و عمل على تحليل وفضح المواقف و الأخطاء التي تقترفها ( الكاتوتسكية ) التي صارت أنبطاحية و مسالمة أمام بربرية حروب الدولة الرأسمالية الاستعمارية, و في زمن أزمتها. وبهذا كان الانحراف لكاوتسكي و لفيفه الانتهازي ليساوم مع الدولة الرأسمالية و حروبها الامبريالية. فجاء النقيض و الموقف الصحيح بشخص لينين. ليقول كلمته الفيصل لتفضح تخريصات كاوتسكي وصحبه من الانتهازيين كبرنشتين وهايندمان و غومبرس وهوبسون المسالم الإصلاحي, فتنظيرات كاوتسكي كان همها طمس عمق التناقضات الامبريالية و حتمية الأزمة الثورية التي تنشأ عنها.

لنرى أن هذه المعادلة الثورية باقية لليوم, إذ يسعى التيار الانتهازي في الشيوعية و في كل العالم, وعلى خطى تروتسكي التمرغلية, لتميع النضال ضد الامبريالية باسم اللحاق بالديمقراطية الغربية الرأسمالية و عبر غزو العولمة. و ليبقى لليوم واضحا شكل الخط الذي حدده لينين بضرورة نضال الشيوعيين في فضح التيارات الانتهازية و مع إبراز إلزامي لتوجه الحزب البروليتاري لأن ينتزع من البرجوازية, صغار أصحاب الأعمال والملايين من العمال المخدوعة ببهرجة بالحياة البرجوازية المزيفة.

أن الخط الانتهازي الكاوتسكي تجسد بأبشع صوره وهو أتخذ صيغة متطرفة في الاتحاد مع الانتهازيين المتطرفين ومع الحكومات البرجوازية, وطبعا تحت مظلة الأممية الثانية أو الصفراء. و التي كان أبطالها كاوتسكي و زميله هيلفردينغ. هكذا ليعاني الشيوعيين عشية الثورة الروسية فظهر المناشفة الانتهازيين و البلاشفة الثوريين, و لتتم هزيمة المناشفة وانتصار مشرع لينين بالقضاء على السلطة البرجوازية المؤقتة و ولادة دولة أكتوبر السوفيتاتية. فهكذا نرى اليوم اليمين الانتهازي في كل العالم, لذا يتوجب التصدي له و على خطى لينين في أبراز النضال الثوري ضد سلطة الرأسمالية و الامبريالية الأمريكية.

يبقى البشر الماركسي محكوم بتلك المعادلات, طالما نحن نعيش عالم الدولة الرأسمالية و إفرازاتها و أزمتها. فهكذا تنتج الأحزاب الماركسية رجالات تساوم كما كاوتسكي الانتهازي و هوبسون المساوم, أنها قوانين الديالكتيك التي تضبط الطبيعة و التاريخ و كل شيء حي, و لتنطبق على الحزب الماركسي كأحزاب تتواصل مع الديالكتيك من اجل تطوير آلية الكفاح ضد نظام رأس المال, و أخيراً في زمن تحول الرأسمالية لأعلى مراحلها كامبريالية عالمية. فإذا كانت مستعمرات بريطانيا لا تغيب عنها الشمس, فأن الامبريالية الأمريكية صارت أعظم تكنلوجيا عسكرية, يمكن أن توجه صواريخها الذكية ليس إلى أي بقعة في العالم بل إلى غرفة نوم أي رئيس (القذافي) و أي عميل (بن لادن) ينتهي دوره أو يتمرد. أنه زمن غزو العولمة الذي توسمه كارل ماركس بشفافية عالية.

أن هجوم الدول الرأسمالية المنضوية في الناتو و بروز تكنلوجيا عسكرية عالية لأمريكا الامبريالية, كقوة هزمت دولة السوفيت في 90 نات القرن الماضي, بعد منازلات في العالم, إذ كانت القوتين على حرب باردة لكن لتتقاطع عسكريا بحروب في بقاع العالم كما في فيتنام وكوبا و مصر و لبنان. واليوم يحدث شيء جدير بالنظر, هو نزال الامبريالية مع الروس في سوريا.

فالصيغ للأحزاب الشيوعية قد اهتزت و قد برز التيارات الانتهازية في كل الأحزاب الماركسية وهي اليوم تعكس ليس العفن بل الخيانة الطبقية الخسيسة والانبطاح وبلا أدنا خجل. ففي سبعينات القرن الماضي كان يخجل الإنسان بوصمه عميل أمريكي, أما اليوم لَمْ تعد هذه المفردة شتيمة بل صار يتقبلها الكثير كما يتقبل وصمة خيانة زوجته بكونه زير نساء إذ يعتبرها جسارة و فحولة ليس لاعتلاء جسد المرأة بل لينيخ إلى جبروت الدولة الامبريالية و سياستها في نهب ليس البلدان بل حتى بلده. هكذا صار العمل ليس للكفاح ضد الدولة الامبريالية الغازية, كما كان الشيوعي الهندي أو الفيتنامي أو العراقي الذي واجه الدبابة الانكليزية أو الفرنسية, ليتمدد الشكل الانتهازي و ينحسر ظهور قائد ثوري من طراز لينين, تروتسكي كاسترو, جيفارا والجنرال جياب, لا و لا حتى قائد شيوعي بمنزلة غاندي الحكيم.

تهاجم الامبريالية الأمريكية ضمن سياسة عدوانية بحروب قرصنة صارخة كدركي للعالم فبعد العراق هي سوريا وإيران بإستراتيجية الإرهاب الدولي الغاشمة ليس للقضاء فقط على الدول بل لطمس التناقض الرئيسي في عالم, ألا وهو الصراع الطبقي. ونحن حين نتفهم الدور الامبريالي الأمريكي لكن يعجز البعض على ربطه بخيانة الماركسي المرتد الذي كف عن فضح الهجمة الأمريكية, والدوران في فلك الامبريالية في معاقبة الأنظمة الدكتاتورية و أقامة الديمقراطية لتحرير الشعوب, أسمي هذا ب(الكاوتسكية) الجديدة لعصرنا.

فضح هذا الانتهازية الفكرية تقع على عاتق كل ماركسي نزيه للوقوف ضد كاوتسكية العصر, وبأهمية خاصة لنشر الفهم العلمي لتطور المجتمع الإنساني و بالعمل على فضح جوهر المجتمع الرأسمالي الاستغلالي, و خاصة بصعود أمريكا كامبريالية في أعلى مراحل تطورها متجسدة بغزو عولمة لنهب الشعوب ومترافق بتدمير البيئة والبشر( قنابل يورانيوم قصف العراق) أو في سوريا يجري دعم قوى سلفية إرهابية بجحافل القاعدة, لذا نحتاج جهود فكرية لتوضيح شكل هذه المرحلة الامبريالية وتقديم الأفكار العلمية على حتمية زوال الرأسمالية كطبقة سائدة وتأكيد على الدور التاريخي للطبقة العاملة, من خلال نشر وتطوير فكر و أيديولوجية البروليتاريا الثورية بفكرها الماركسي اللينيني الثوري, بوصفها أعمق منجزات علم الاجتماع والاقتصاد والسياسية والفلسفة ومع وجود موروث ثوري تاريخي بتجربة كومونة باريس والانتصار على القيصرية. أي أبراز جوهر الصراع الأيديولوجي لطبقة العملة في قيادة قوى التقدم و الحرية في العالم.

و بالعمل الفكري الضروري لإبراز الاختلاف بين دور الدولة البرجوازية و نضال حزب الطبقة العاملة, إذ هو ليس الديمقراطية البرجوازية وخرافة صندوق الانتخاب المزيف, بل إبراز دور الحزب الماركسي بإزالة الفوارق الطبقية في المجتمع أي تحطيم النظام الطبقي الذي يحمل ملامح شرور استغلال الإنسان للإنسان, مع توضيح الهدف الأسمى للحزب الماركسي الشيوعي بطموحه بالقضاء على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج, سعيا لبناء المجتمع الاشتراكي الشيوعي دحضاً لمحرفي الماركسية, أي بناء الجنة على الأرض و ليس كما يهرب السلفي وجند القاعدة انتحاراً لنيل الجنة عبر حرب طائفية, أي العمل على تفنيد الفكر السلفي لتخدير الشعوب.

مهمة أساسية دائمة, يجب فضح شكل استغلال الامبريالية الغازية و القادمة بالشركات العملاقة(رؤوس أموال) من اجل توظيفها في الشرق الأوسط كالعراق ومصر وليبيا و طموحا بسوريا و إيران, لتعميق عزلة الطبقة الرأسمالية المرتبطة بطبقة الشركات الاحتكارية العابرة للقارات المتعاقدة مع شركات الصناعات الحربية للامبريالية, لفضح دورها العدواني وجنون حروب نهب العولمة ضد الشعوب العالم و خاصة العربية.

لابد من تثبيت نص من "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية"ل لينين. إذ الرأسمالية و حروبها هي لنهب البشر, لكن اليوم تقودها الامبريالية الأمريكية.لنرى تطابق طرح المحرفين الرقيع, بإدعاء أمكانية الإصلاح في ظل الامبريالية! نص ص12" أن صلح بريست الذي فرضته ألمانية, ومن بعده صلح فرساي الأكثر وحشية و حطة والذي فرضته الجمهوريتان *الديمقراطيتان* أمريكا و فرنسا,و كذلك انكلترا*الحرة*قد قدما للبشرية خدمة نافعة جدا إذ فضحا الخدم المأجورين للامبريالية و كذلك البرجوازيين الصغار الرجعيين الذين وأن كانوا يخلعون على أنفسهم ألقاب المسالمين والاشتراكيين, يمتدحون (الويلسنية) ويبرهنون على أمكان السلام والإصلاح في ظل الامبريالية". انتهى الاقتباس!

رغم أن لينين يتحدث عن سنوات 19 _23 من القرن الماضي لنجد التشابه الكبير بين المحرفين. فاليوم يطل الانتهازيون المساومين الجدد لتأيد الحروب الامبريالية الأمريكية في غزو العولمة والدعوة إلى استغلال الظروف وتحقيق الإصلاح الديمقراطي وبوجود دبابة الغزو!

وليرد لينين عن هذه الصفاقات " أن عشرات الملايين من الجثث و المشوهين التي تركتهم الحرب التي أضرمت نيرانها لتعيي ما أذا كانت الزمرة الإنكليزية أو الألمانية من قطاع الطرق الماليين ينبغي أن تنال حصد الأسد من الغنيمة, ثم (معاهدتي الصلح) هاتين تفتح بسرعة لم تعهد من قبل عيون الملايين و عشرات الملايين من الناس الذين ظلمتهم البرجوازية و سحقتهم وخدعتهم وظللتهم. وعلى صعيد الخراب العالمي الذي سببته الحرب تشتد على هذه الصورة الأزمة الثورية العالمية التي لا يمكنها أن تنتهي إلى غير الثورة البروليتارية وظفرها, مهما كانت طويلة وقاسية تقلبات الأحوال التي أن تجتازها.انتهى الاقتباس

لا أملك ألا لأقول كم يتشابه محرفين اليوم مع فطاحل الأممية الصفراء. هكذا زعم المحرفين أن جورج بوش يحارب من اجل الديمقراطية, كما زعم و صفق الكاوتسكي السابق أن فوردرو ويلسون رئيس أمريكا أعوام 13و21 كان شريفا طيب القلب لعباراته الديماغوجية و المنافقة.

أحب أن انوه عن خاصية زمننا الحالي, لقد شرح لينين كيف الكارتيلات و التروستات أدت إلى برهنة تحليل ماركس النظري و التاريخي لنظام الرأسمالية الواضح بظاهرة أن المزاحمة الحرة تؤدي لتمركز الإنتاج المفضي لحتمية الاحتكار, وأن مزية عصرنا الراهن هو جبروت و سلطة البنوك الذي تدير الشركات العملاقة و ليترافق مع ماكينة التكنلوجيا الحربية للامبريالية الأمريكية من اجل استعباد و استغلال البشر في الدول الرأسمالية و تحطيم البشر في كل العالم و خاصة الشعوب العربية.

وقد تعرض لينين إلى نقطة مهمة حول بدايات الهجوم على الماركسية و بعد مرور نصف قرن على ظهور مؤلف (الرأسمال) لكارل ماركس, ليكتب الاقتصاديون البرجوازيين أكوام من كتب الصراخ بنغم واحد( لقد دحضت الماركسية). لكن اليوم يعود مؤلف (الرأسمال) و حضور قوي لكارل ماركس رغم انف الامبريالية و كل زنادقة التحريف.

المهمة الضرورية اليوم تقوم على نقض فكري أيديولوجي للبرجوازية الرجعية التي تعمل على تقديس و تخليد الملكية الخاصة لأدوات الإنتاج و مع إلهاء الشعوب عن قضايا التخلف الاجتماعي الرجعي و مع الانهيار الاقتصادي المدمر لحياة الملايين من البشر من خلال بث الأفكار السلفية و بأن الخلاص يأتي من دولة الشريعة وببث الأفكار الشوفينية الانعزالية و الطائفية و تعظيم الفردية (حقوق الإنسان البرجوازي) و بث الأفكار الصهيونية الهدامة, بعظمة جنس أصحاب التوراة أصحاب العلماء, التي تعمل على تفتيت نضال الطبقة العاملة و شل حسها, بلبلة رجعية تكرس بقاء سلطة طبقة رأسمالية رجعية في الدول العربية والإسلامية

أن المملكة الوهابية الرجعية و مشايخ الخليج تهاجم أيديولوجية الطبقة العاملة, الأيديولوجية الماركسية للينينية التي تؤكد أن الخلاص للشعوب العربية يتأتى بالقضاء على السلطة الرأسمالية التي باتت مرتبطة و بلا أي حرج ليس فقط مع الشركات الأمريكية الامبريالية لا بل و مع بالدبابة الأمريكية و الناتو و غزو العولمة و مع الدولة العنصرية الصهيونية في إسرائيل مطية الامبريالية الأمريكية.

وليكون للماركسي النزيه دوره الشريف في متابعة أطروحات المفكرين الرأسماليين و شرحها بشكل بسيط للجماهير من مثل موت و انتهاء دور الأحزاب الشيوعية و نظرية صراع الشمال و الجنوب, واليوم يمعن الصهيوني هنتنغيون بالزيف حول صراع الحضارات كما أتحفنا فوكوياما بنهاية التاريخ أي خلود الرأسمالية. و أخير بالرد على نبي هذيان خروج التاريخ من سكته و انهيار الرأسمالية في 70 نات القرن الماضي و في مؤتمر رامبوية. ثم لا ننسى الهجوم على الماركسية و في أسمى إبداع في الكشف عن قوانين الديالكتيك. فقد تجرأ نبي الصهيونية الجديد بعزمه البوبري, القائل أن خطأ واحد في الكون يلغي نظرية ماركس وقوانين الديالكتيك, فعلى خطى بوبر بوجود غراب ابيض واحد ينهي خرافة أن الغربان سوداء, في محاولة لتشويه الماركسية بمقال رقيع خرافة الديالكتيك, مستعينا بالجزيء الإلهي.

في وقت كانت أمريكا تقود الحملة الإرهابية لغزو سوريا وفي زمن صراع الشعب المصري المرير ضد الثورة المضادة والامبريالية الأمريكية وأيام التفجيرات الرهيبة في بغداد, ومع هجمة عنصرية إسرائيلية بقصف جبل قاسيون في سوريا وتدمير المكون الفلسطيني عبر بناء المستوطنات العنصرية. هكذا يتحرك الكاوتسكيون الجدد مأجور الدولة الرأسمالية في زمن نهب العولمة, و منظري المساومة مع الدولة البرجوازية الليبراليه, المتهربين بإماطة اللثام عن مملكة الخرافة والعنف ودول البترودولار ( السعودية وقطر ) لخدمة القتل الطائفي من اجل طمس الصراع الطبقي و بمعية إسرائيل العنصرية.

للماركسية اللينينة قوة فكرية ثورية جبارة لشحذ الطبقة العاملة وكل الأحرار ضد السلطة الرجعية فالتسلح بها يقدم معرفة والخبرة لممارسة الحراك الثوري الأصيل و خاصة في هذا اليوم العصيب حيث الهجمة الامبريالية الأمريكية البربرية ومع انتشار الأفكار السلفية وغزو رأس المال للشركات العملاقة بسلطة أباطرة البنوك, ومركز التجارة العالمية في أمريكا في وول ستريت, الذي يعمل لسحق التناقض بين سلطة رأس المال و الطبقة العاملة, ومن جهة أخرى بين قوة الاحتكارات العابرة للقارات بغزو العولمة التي تعمل على تدمير مستقبل شعوب المنطقة كافة ومع بروز خطر حرب مدمرة للبشرية.

وكمثال على ما قاله لينين في شأن كاوتسكي عن طمس التناقضات الامبريالية و حتمية الأزمة الثورية التي تنشأ عنها, نرى الأزمة الثورية في كل بلدان الربيع العربي, ليتكشف زيف الدعوة الديمقراطية الغربية فالبلدان الرأسمالية وأمريكا تستغل أزمة اليسار والأحزاب الشيوعية لتتجرأ على طرح الغزو بأنه تحرير و نشر الفوضى والفساد على أنه ديمقراطية. وعلى الجانب الآخر نرى تصاعد الصراع الطبقي في العالم و بشكله الجلي ليأخذ شكل صراع مرير للجماهيري الشعبية ضد رأس المال في كل من اليونان,البرتغال, فرنسا,اسبانيا وحتى في أمريكا وول ستريت.

ليتعمق الصراع الأيديولوجي داخل المجتمع الطبقي الرأسمالي الغربي, الذي تجلى بالحديث عن نبوءة كارل ماركس حول الأزمة الاقتصادية المستفحلة, وبالإقبال على شراء كتاب ماركس (الرأسمال) بعد أن علاه غبار مرحلة سقوط السوفيت, لتبرز نداءات ضد سياسات التخريب والابتزاز والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى في العالم وضد الحروب العدوانية التي تخوضها الامبريالية العالمية وخاصة أمريكا و إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط. كما حدث بموقف شعوب الغرب و روسيا والصين وإيران من محاولة أمريكا للهجوم على سوريا, ليتذكر العالم سيناريو جورج بوش بوضوح في أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي كانت طريقا لنهب العراق و تحطيمه.

وفي زمن عنفوان الأزمة, جسد الشعب المصري صراعه المرير ضد الدكتاتورية فيسقطها ثم ليعطي فرصة للإخوان وبعد استهتارهم خرج أكثر من 22 مليون إنسان ليهزم أكبر حزب بربري في منطقة الشرق الأوسط (الإخوان). فبهذا تجسد الشعوب العربية ما قاله لينين (( ما من قوة في العالم تستطيع أن تكنس من على سطح الأرض النزعة الديمقراطية الباسلة لدى الجماهير الشعبية في البلدان الآسيوية وشبه الآسيوية)).

لازال أسلوب نظام الرأسمالية هو ذاته في شراء ذمم العمال الماهرين واختراق نقابات العمال وشراء براءة الاختراعات المهندسين المبدعين والسيطرة على إدخال التطور الآلي و اليوم يشفعه بإدخال الكومبيوتر من اجل مضاعفة الأرباح للحفاظ على العامل كي يأكل من اجل أن يرجع حيا ويوميا إلى إنتاج فائض القيمة الذي كشفه كارل ماركس, أي دفع ما قيمته نصف عمل اليوم والباقي ربح صافي في جيب أرباب العمل (الشركات العملاقة العابرة للقارات). هنا يكمن خسة الجشع لأصحاب الملكية الخاصة مالكي العمل المأجور.

أن الفكر الماركسي فيه القوة والجبروت الذي يهدد النظم الرأسمالية والامبريالية, ولهذا على العرب والمسلمين الأحرار والماركسيين العمل على تحطيم الفكر السلفي الخرافي من غيبيات وطائفية و تفجير من اجل الجنة والحنة مع حور العين في جل هذيان التفجير لبث الوعي المتناسي لسبب الظلم, بالهروب إلى الدين وفي أحط أشكال حربه الطائفية, الدين الذي قال عنه ماركس بأنه صرخة البائس في عالم بلا روح, وأن القضاء على خرافة الدين هي من اجل الرحيل عن وادي الدموع لتحقيق السعادة على الأرض, فالدين أفيون الشعوب.

و لمقارعة الرجعية الدينية و طروحاتها الفجة حول الروح وعذاب القبر, فللماركسي موروث فكر طبقي ثوري و فلسفي يتناغم مع مأساة الحيف الطبقي في زمن شراهة نهب الدول المنبطحة من الخليج إلى المحيط للغزو الامبريالي, فالفكر الماركسي أجاب و دحض الفكر المثالي. بالعمل لإبراز تجليات الفكر الديالكتيكي إذ يعتمد ماركس على ديالكتيك هيغل , ليقول ماركس المادة تسبق الوعي, لكن هيغل يطرح نظرة تقف على رأسها بأسبقية الفكرة وليقوم ماركس بإيقاف الديالكتيك على رجليه, ليقول ماركس الذي يبصره هيغل هو العالم المادي ليقدمه لنا بحليه مثالية. من هنا يمكن جر الجماهير إلى فكر ونقاش أرقى بعيد عن الخرافات التي تبثها الرجعية العربية في صفوف الفقراء من اجل أعمال التفجير للخلاص من الظلم التي تسومه للفقراء وللإفادة منهم كجيش خرافي ضد الأحزاب الشيوعية

من هذا الخزين الثوري في المحاججة يستطيع الماركسي النزيه تحطيم الأفكار السلفية المترافقة مع غزو الامبريالية, نفوذاً لتغليب الصراع الطبقي على الفكر السلفي في الرجعة للماضوية العبودية عبر بث الصراعات الطائفية المصحوب بإرهاب أحزاب الإخوان و جبهة النُصرة و ضد الفكر الليبرالي للبرجوازية العربية التي تنحت للامبريالية الأمريكية, أي العمل على نسف فكر دوله الرأسمالية بشكليها الليبرالي أوالديني, وفضح سلبياتها وجرائمها, المتخفية بطمس الحقائق الطبقية بضربها للأفكار الثورية والداعية للخنوع للقوة الغاشمة سواء للبرجوازية الدينية والرأسمالية أم بالخشوع للدبابة الأمريكية, لتحرير العراق وسوريا. وهنا يتجلى الإبداع في الإفادة من الفكر الماركسي الديالكتيكي, سواء بالوقوف ضد الرجعية السلفية أم بالوقوف ضد أنبياء التحريف لزمن نهب العولمة لتبيض وجه الرأسمالية والصهيونية.

أن ابسط إنسان يعي اليوم أن الدبابة الأمريكية قوة (مادية) من اجل إذلال الشعوب وقهرها وهي ليست فكرة مسبقة (الله) الذي يريد الحرية للعراق أم سوريا عبر طمس الصراع الطبقي و تأجيج القتال الديني والطائفي. فإذا كان للفكر السلفي لتخدير البشر بانتظار يوم القيامة وقيام الساعة فان الماركسي طريقه هو فضح خونة الفكر, ومعاداة دولة الرأسمالية وليس بانتظار المسيح أو المهدي بل بالنضال الدائم حتى النجاح بتحطيم الدولة الرأسمالية والملكية الخاصة لتحقيق الاشتراكية. إذا كان السلفي يعد المؤمنين بجنة في السماء فالشيوعيين يعدوا البشر بجنة على الأرض.

فأهمية الوقوف ضد المحرفين للماركسية الذين يحاولون طرح ماركسية منافقة يتغزل الكاوتسكي الجديد بعزف ماركس بقيثارة الديالكتيك لترف فكري رقيع وليس من اجل نضال ثوري ضد السلطة الرأسمالية والهجمة الامبريالية الأمريكية الصهيونية على شعوب المنطقة, أي ضرورة فضح أساليب إفراغ الماركسية من ثوريتها التي تتسم اليوم على تأليه المصادر وصنمية النص, بلغة أخرى عدم ربط الماركسية بالسياسة الثورية للأحزاب الشيوعية ضد دولة الرأسمالية مطية الامبريالية, بل العمل على جعل الماركسية صالون رقص على أنغام ديالكتيكية للتحشيش, ليخفي ماركس الثوري مقارع الرأسمالية أو بعمل مشعوذ صلف للتحريف, ليغور في الكون و في الثقب الأسود و الجزيء الإلهي لرؤية مصداقية ديالكتيك الطبيعة ليمكنه أن يرى مذابح الغزو الامبريالي لشعوبنا هي بدماء لونها أحمر.

كلمة أخيرة.أقول أن نغم أضخم وأفخم حنجرة صرصار مُحرف ناعم متباهي بحب ماركس زيفاً أو نعيب أعظم حنجرة غراب لتفنيد الماركسية, الصادرة من جهابذة التحريف العارفين بالفكر الماركسي والرافعين لكتب ماركس والمصادر الدسمة على الرماح أو كما يحمل كاهن فاسق للإنجيل. أقول أن صرخة حنجرة أبسط مبتدأ بالماركسية من عامل أو طالب مصري, لَمْ يلحق بعد لقراءة كل مجلدات(الرأسمال) أو ديالكتيك الطبيعة لأنجلس أو لَمْ يطلع على مدرسة فرانكفورت الماركسية أو نظرية الدفاع عن الوطن الرأسمالي لكاوتسكي, صرخة هذا التلميذ النجيب ضد الدولة الرأسمالية الرجعية عسكرية أم سلفية و ضد غزو العولمة الامبريالي, يعري صخب حناجر التحريف سواء محتشم أم أرعن رغم تنميق الأفكار وأبهة نغم الحنجرة, رغم ضخامة لشة المحرف.

أترككم مع كلمات دالة *دروس أكتوبر* ل تروتسكي " في مجرى العام 1917، كانت روسيا تجتاز الأزمة الاجتماعية الأشد خطورة. يمكن فقط القول بكل يقين، بناء على كل دروس التاريخ كلها، إنه لو لم يكن ثمة حزب بلشفي، لتم استنفاذ طاقة الجماهير الثورية الهائلة في انفجارات مشتتة، ولانتهت تلك الأحداث العظيمة إلى أشرس ديكتاتورية مضادة للثورة. صراع الطبقات هو المحرك الرئيس للتاريخ. انه يستلزم برنامجا صائبا وحزبا حازما، وقيادة جديرة بالثقة ومفعمة بالجرأة – ليس أبطال صالونات وجمل برلمانية، بل ثوريين، متأهبين للسير حتى النهاية. هذا هو درس ثورة أكتوبر الرئيس".

المصادر و المدد قراءة في أوراق كتاب الحوار المتمدن ضد سادة التحريف:
1.حسقيل قوجمان 2. حسين علوان 3. خليل هندراوس
مع مراجعة لكتيب لينين" الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية".



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي
- الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي
- طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب
- الأرضُ… النخلُ و الخيول
- منطلقات في الحرام و الحلال
- ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
- الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!
- أزمة اليسار بدايةٌ, و إلى ذنبٍ لا يخفيه كيساً
- الحركات الفاشية في التاريخ همجية
- النظام الرأسمالي في تدمير و تشويه الإنسان
- هولوكوست قرن 21 في الهواء الطلق
- البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علاء الصفار - هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية