أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الصفار - الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!















المزيد.....


الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 18:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*حين يهذي الدين في الحاضر*

المقال هو عبارة عن مناقشة مكثفة لي على مقال الأستاذ سامي لبيب المعنون ب ( أنهم يركلون الكرسي_لماذا يؤمنون و كيف يعتقدون). يحبذ الاطلاع على المقال و التعليقات!

بتشجيعٌ من الزميل سامي لبيب, أن اجمع تعليقاتي على مقاله لتكون مقال خاص يناقش الواقع الطبقي التاريخي السالف و الحالي المعاصر, إذ تاريخ هو سلسلة من الصراعات الطبقية. اليوم يحاول الأخوان السلفيون اجترار الماضي عبر الزيف و العنف, لطمس الصراع الطبقي الحالي عبر الخرافة و فتاوى القتل و الدماء و تحت يافطة الشريعة الإسلامية. لكن ما ساعد و حفز على تحويل فكرة الأستاذ سامي لبيب, قيد الفعل و التنفيذ هو مصرع و كلمات المناضل الشهيد شكري بلعيد الناطق الرسمي لحركة الوطنيين الديمقراطيين في تونس الموجودة في الرابط أدناه!

الكلمات التي قتلت شكري بلعيد!
http://www.youtube.com/watch?v=zCOl4B343pg
يسرني أن أقدم لكم هذا الرابط لسماعه و الإصغاء بدقة له, فهو يجسد كيف يُسخر التاريخ المُقدس الدامي ليزحف بشكل خرافي دعي ٌلاغتيال حاضرنا الحالي. و لنعرف من هو عدونا اليوم.

جاءت في المقال و كالعادة آيات كثيرة, فناقشت منها أدناه, للبحث في الأديان و البشر و الحالة التاريخية الاقتصادية و الاجتماعية, و كيف يعمل رجل الدين اليوم و الأخوان و السلفية على استنهاض زوايا مظلمة في التاريخ بأبشع صورها. و ليجسدوا ما قاله ماركس* أن التاريخ أحيانا يعيد نفسه ففي المرة الأولى, يكون مجزرة دامية حقيقية و في المرة الثانية يكون مهزلة دامية*.

- (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و أغلظ عليهم ومأواهم جهنم و بئس المصير) هذه آية أخرى تعطى دلالة على نظرية ركل الكرسى فقوله " أغلظ عليهم" ماذا تعنى سوى تفريغ الغضب والحنق والعنف , فالغلاظة لا معنى لها طالما هم كفار سيجاهد النبى والمؤمنين تجاههم و مأواهم جهنم و بئس المصير فالأمور لا تستحق هذا الموقف الانفعالي أو التذكير به بل معنية باستثارة طاقة الغضب و العنف لتجد إرتياحيتها فى ركل الكرسي بقوة,...

-يقول الرب: (( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم )) -(( كل من يؤسر يطعن، ومن يقبض عليه يصرع بالسيف،. ويمزق أطفالهم على مرأى منهم، وتنهب بيوتهم، وتغتصب نساؤهم)) -إشعيا [ 13 : 16]

يتابع أشعيا تصوير سخط الرب على كل الأمم "اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا، وأيها الشعوب أصغوا، لتسمع الأرض وملؤها، المسكونة وكل نتائجها. لأن للرب سخطاً على كل الأمم وحمواً على كل جيشهم، قد حرمهم دفعهم إلى الذبح. فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم" أشعيا (34/1،2،3).

-و مشهد بنى قريظة
ودنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم وترسنا عنه فقال يا إخوة القردة والخنازير وعبدة الطواغيت أتشتمونني ؟ قال فجعلوا يحلفون بالتوراة التي أنزلت على موسى : ما فعلنا ويقولون يا أبا القاسم ما كنت جهولا ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرماة من أصحابه. اكتفي بهذه الآيات المقتبسة!

انطلقت بمناقشة الآيات لتحديد فكر الأنبياء و فكرة الأديان, و صراع الإنسان في الماضي و في مرحلة العبودية القديمة وإلى شكل العبودية الحالية, فالنص اليوم هو شكل العبودية للمجتمع العربي. فبعد سقوط المد القومي و دولته الدكتاتورية, مع فراغ سياسي تركه اليسار إذ سحق على يد الأنظمة العسكرية الدكتاتورية للبرجوازية الطفيلية. أن التغيير الثوري الذي يطمح له الشعب عبر الانتفاض الذي هزم الرؤساء ( لا زين العابدين و لا حسني و لا مبارك و لا معمر ). يحاول الإسلام السياسي استثماره و ركب الموجة و اقتناص السلطة السياسية و حجرها في حضن البرجوازية السلفية الطفيلية لتكريس التخلف, فبدل القبعة العسكرية تأتي العمامة و بدل الشارات الذهبية تحل الكدمة السوداء على الجبين!

هكذا تبدأ تعليقاتي التي طورتها و أضفت عيها لتخرج, كمقال خاص يناقش الواقع المرير مربوطا بالماضي, لكشف زيف الأخوان و السلفية, باستنادها على موروث السلف الكالح, و ليس على الجانب الثوري الذي أحدثه النبي محمد في حينه, كثورة وحركة تغيير تاريخية. و من القرف تقيأ الماضي على الحاضر بشكل دعي و سافل, بالاعتماد على السلف الذي دعي ظلما صالح إذ لم يؤكده النبي محمد. ليحول الكهنة الدين تماما * الدين أفيون الشعوب*.

أمر مهم يعكسه قول النبي!
لقد تناولت في مقال لي الأديان و الأنبياء, و اطلعت عليه يا صديقي العزيز سامي لبيب!

*(يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم و بئس المصير..)فلنقف عند أبعاد هذه الآية. *
النبي محمد يعمل على إلهاب الناس من اجل هدف سياسي واضح هو الحرب على بني قريش و جيشها, فيقول يا أيها النبي.., فالنبي يركز في الجموع على أمر الهيبة له. إذ ما هو ألا رسول من الله! و هناك رب وإله يدعوه للقتال. و كأن, لم يكن هناك حركة سياسية من اجل إسقاط سلطة قريش و انتزاعها. ثم هناك أمر الحقد لكون قريش كانت أقوى جيشا وتنظيم. فالنبي يلجأ بحث الناس واستنهاض أمر الحقد الطبقي على تلك السلطة الجائرة فهو عاجز عن أن يقول يا أيها ناس لنهجم على سلطة قريش, إذ هو يعلم أنها جملة مفضوحة تدعو لاستلام السلطة أي انه بهذا سيكون كأي آخر يسعى للسلطة, و تكون خالية من الشحذ الديني الخرافي. لذا نمقت الثورة بحلية خرافية فالعدو كافر مصيره النار و قتيل الثورة المحمدية مصيره الجنة.

اليوم يعمل أحزاب الإسلام السلفية و الأخوان, بنفس الآلية فهم يصرخون نريد تطبيق الشريعة الإسلامية و هي تغطية لأمر مهم لانتزاع السلطة الطبقية من اجل النفوذ و الجاه, وطبعا بدعم القوى الغربية و المستر اوباما و هالري كلنتون .

وما أبعاد هذا الكلام* ((وتحطم أطفالهم ...وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم )) -كل من يؤسر يطعن، ومن يقبض عليه يصرع بالسيف،. ويمزق أطفالهم..... وتنهب بيوتهم، وتغتصب نساؤهم))* -إشعيا [ 13 : 16].

فكذلك النبي موسى يدعو شعبه و يستفز العواطف الشريرة بخطط دنيئة و يلبس كل ذلك لبوس مباركة الله فتكون دعوة صريحة من الله للقتل. إنسان قديم ( أنبياء ) يغازلون شعوبهم البدائية في محنتهم حياتهم, و من اجل الثورة و التغيير!

فنرى كيف يعيد التاريخ نفسه ليكون في المرة الأولى مجزرة حقيقية و في المرة الثانية هو مهزلة دامية. الأخوان و السلفية هي ليس تكرار للتاريخ فقط بل هم يتقيئون قيح وسموم! كيف؟

فموسى و محمد هم أنبياء, قادة و فلاسفة أحبوا شعوبهم بطريقة وبعقلية إنسان قديم في مجتمع تسود فيه العبودية و الوحشية.

أدناه مقتطف من مقال رياض الصيداوي* سيقومون في الخليج بانتفاضة ليقلدوا النموذج التونسي لأنهم مبهورين به*

*ما مدى صحة توجيه الاتهام الى التيار المتطرف؟
- اولا عملية القتل لشكري بلعيد تمت رمزيا باعتبار ان هناك فيديوهات لخطباء في مساجد على غرار الفيديو الشهير في جرجيس الذي يدعو الى قتل شكري بلعيد.. الى جانب ما يروج من دعاوى على صفحات “الفايسبوك” اذن رمزيا الرجل قتل قبل أن يقتل.. يوم 6 فيفري..
وعلينا ان ندرك ان الشباب في تونس غير مهيكل يتم التلاعب به دوليا عبر قنوات فضائية وعبر خطاب غريب عن النسيج الاجتماعي التاريخي التونسي وفي ظل الازمة الاجتماعية والسياسية يصبح من السهولة أن ينخرط في الاجرام الارهابي دون ان يعلم ذلك. انتهى الاقتباس!

اليوم نحن في قرن ال21 زمن الكومبيوتر والعلم. يخرج علينا فامبير خرافي من تابوت الماضي السحيق ويريد أن يخالفنا في العلم والحقائق. ليقنعنا بدين مشوه, لنسلم له الزمام و السلطة. أن الشريعة الإسلامية قدمت شيء في زمن العبودية. فلا يمكن أن يلعب علينا أمير الوهابية السلفي, و أبو غازات كروش أمراء الخليج و جحوش القاعدة و بمفتيها الخرافي القرضاوي, و باسم الشريعة لنهب ثورة الشعوب الثائرة من اجل الحرية. فرجال سلطة الخليج الرجعية بغازات كروشهم الضخمة ( حمد آل ثاني نموذج) هم جحوش متخمة عميلة للغرب و أمريكان, فالغازات عالية في أحشائهم الغليظة وهذه الغازات السامة تصعد إلى رؤوسهم لتضرب أدمغتهم المتحجرة, و بهذا هم لا يستطيعوا و لا يريدوا رؤية الحياة العصرية و لتصير عندهم حالة تداعي سلفية فيرجعون إلى السلف القاتل يزيد ابن معاوية و جرائمه في سرقة السلطة!

هذا هو التحليل الصحيح للإسلام السياسي في العصر الحديث هههه,غازات سامة تجعلهم يفتون بغباء و يغتالون و يفجرون ويحلقون في ماضوية صراع السقيفة و عورة عمر ابن العاص و جرائم أبو العباس السفاح (و أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها) و يزيد ابن معاوية و قتل الحسين اليساري. و اليوم بفتوى محمود شعبان في مصر لقتل المعارضين للاستحواذ على السلطة الدنيوية و حور عين الجنة في اليوم الآخر!

هناك تعليق للأستاذ شاهر الشرقاوي و هو متأثر لمهاجمتنا لرجال الدين و عقلية الخرافة, و كان ردي عليه بهذا الشكل!

أفهمك أستاذ شاهر, اسرد شيء, يقال أن موسى النبي كان يناقش الرب كثيرا, يحكى أن الله غضب على قرية فأبادها, فالتقى موسى الله و شكا, بان كان له هناك صديق جدا تقي فكيف أبيدت تلك القرية. في ذات الوقت قرصت نملة موسى في ساقه, فانحنى موسي وفرك كل النمل وأباده, فقال له الرب أن نملة واحدة هي من آذاك! فهنا يمرر النبي موسى أمر القتل و الإبادة الجماعية, فالله قاتل بل يبيد البشر! ليطور النبي محمد الأمر فجاء* أن الله أمكر الماكرين.. * و هو إيحاء لتقبل أمر العنف والقتل و الثورة, أستاذنا, الغضب هو حالة بشرية وأضفها الإنسان على الله. الإنسان تطور عن وحش, غوريلا, فاحتاج آلاف السنين لكي يتهذب ويتعلم الأخلاق, لكن نحن لا ننسى دور الدين كثقافة وفلسفة أعطت للبشر أشياء كثيرة, و منها كتحديد الزواج اقصد عدم الزواج من الأم و الأخت مثلا!

لم يستطيع علماء ذلك الزمان فرض الأمر على الناس, فاحتاجوا إلى نبي مرسل من السماء أي قدرة خارقة لتنهي حالة وعرف بربري. لكن نحن اليوم نلتزم بالعلم و الأخلاق, وما يقوله العلم نشتريه ونقرأه, أي نحن اليوم لسنا بحاجة إلى الخارق الذي اُبتكر لتنفيذ العلمي. أن الله أباد قرية هو إسقاط موسى الفكري البدائي على جماعته, فهكذا أنتج إله قاتل. لأن موسى كان قاتلا, و لا اعتقد سيد شاهر يستطيع قتل حشرة, وهذا هو الخلاف بين شاهر و نبي سبي النساء و الأطفال. لك عقل جميل وروح حلوة, روح قرن 21 لكن يفتقر لها السلفي المبرمج القاتل, فهو المقصود.

الصراع الطبقي تغتاله الخرافة والدين قديما بالأنبياء و حديثا بالإخوان والسلفية. أن أمر العنف في المجتمع يأتي بالدرجة الأولى لوجود خلل في توزيع الخير بين البشر, فالدولة دائما طبقية يسيطر عليها أصحاب السطوة من ملوك و أباطرة وقياصرة رعاديد قساة وبمرور الوقت يتحول هؤلاء إلى جلاوزة فيثور الناس عليهم, فيطفح الكيل و لا يحتمل الجور فيتفجر الشعب!

وجد النبي محمد أمر ظلم قريش وصاغ أفكاره السياسية لإسقاط سلطة القريش, فسمها الكافرة وليتسع الأمر حين وجد آخرين يقفوا حجر عثرة في طريق الثورة, و منهم يهود خيبر. اليوم نرى ذلك في زين العابدين و القذافي و حسني, طغوا فحرق محمد البو عزيزي نفسه للوعته من جور السلطة, فثار الشعب على الطاغية. وهكذا صار الصراع الطبقي بالنبي ثورة دينية لنسف دولة وثنية و تحقق دولة بشكل اقتصادي معين.

و اليوم سقوط حسني مبارك و الآخرين هو صراع طبقي ضد الدكتاتورية العسكرية, و السلطة رُميت في الشارع, يريد ثوريون الشوارع و الساحات الحصول على الخبز والحرية عبر دولة عصرية. لكن قفز الأخوان المساومون الخرافيين, عملاء أمريكا إلى الكعكة, لذا هم يرفعون الشريعة المقدسة البائدة على الرماح من اجل الوصول للسلطة و لطمس الصراع الطبقي باغتيال الأحرار. بعكس الأجراء الثوري للنبي محمد إذ انه ابعد سلطة قريش الظالمة, و دفع بالعبد بلال الحبشي للآذان في مجتمع العبودية. فالأخوان رجالات مشبوهة عميلة للأمريكان, وهمهم نهب السلطة عبر الاغتيال السياسي للأحرار, مدعوم بفتوى رجال دين بليدة من وعاظ السلاطين.

اذكر شيء عن شكل المراحل ووعي و تعامل البشر مع الأحداث. أن الأنبياء هم مرآة, يعكسون واقع زمانهم و حالهم. رمى موسى بعصاه, فتفوق على كل السحرة وتألق.أشفى بل أحيا المسيح الميت فتفوق على أطباء عصر فتألق. جاء محمد بكتاب رائع الجمل الشعرية فتألق مع شعراء عصره. لهذا هم أنبياء! لكن لا ننسى أن الشعوب هي من أبدعت في التوصل للسحر والطب والشعر و الفكر و الثقافة و الفلسفة عبر الجهد المضني للأجيال. و هذا أن دل على شيء فهو يدل على أن الإنسان هو نتاج المرحلة التاريخية بثقافتها وإبداعاتها.

الأخوان و السلفية اليوم يعكسون شكل البربرية و التركة التي خلفتها الدولة البرجوازية الطفيلية و حالة التردي و التسويف الفكري و الاجتماعي و الأخلاقي, فهم شكل الردة للماضوية, بازدراء التاريخ و الثقافة و الأصالة الحضارية. إذ أن ثورة النبي محمد كانت ثورة حقيقية في زمنها و قدمت للمظلومين العبيد شيء. الأنبياء اعتمدوا المقدس من اجل رفع شأن أقوامهم, أي كان في صلب الحركة اعتزاز الانتماء للجماعة و أنتجوا وحدة أمة, و كما أوضحت لكل نبي كان حجة, معجزة و علم بمجتمعه.

لنتساءل ما هي إبداعات و معجزة السلفية و الأخوان اليوم؟ أمام معجزة الأنبياء, لا شيء أطلاقا!
فقط أنهم حركة ضد التاريخ تعتمد على المتاجرة الدعية في الدين, مع استخدام آيات العنف و انتزاعها من سياقها التاريخي لإضفاء القدسية على عمليات القتل و التفجير الإرهابي في ارض المسلمين و مع إفتاء القرضاوي لتأييد القصف ناتو الغزو الأمريكي, مع قتل الأحرار. فكان أخيرا ضحيتهم شكري بلعيد في تونس. كان النبي محمد عربيا أحب شعبه لكن الأخوان بلا انتماء للشعب مع ارتباط بعار الخيانة للغرب و أمريكا.

وحول العنف والقتل فالمجتمعات القديمة, كانت تعرف فنون القتال ودهاء و طرق السيطرة على الناس و الخصم. و الدولة اليوم عندنا تعتمد على القوة والهيبة عن طريق العنف! لقد اضطر النبي محمد إلى القتال إذ سلطة قريش لم تود الأيمان بالدين الذي يخلع عنها السلطة والجاه و النفوذ.ماذا فعل أهل قريش عذبوا أنصار النبي. بلال الحبشي اشد ما عانى كونه في أسفل السلم الاجتماعي, كعبد, ثم الحمزة عم النبي يقتل و لتنتقم هند و تأكل من كبد الحمزة. ما أريد قوله أن الوحشية كانت واقع شعوب زمن العبودية!

السلفية و الأخوان مسخ قميء تبادل الموقع و أخذ عنف سلطة قريش و بشاعتها في زمن العبودية لنرى ذلك عبر مشهد سحل المواطن المصري حمادة صابر, فهو بلال حبشي قرن 21, فمشهد السحل يؤكد أنها رجعة بربرية نحو زمن العبودية و ما قبل ظهور الأنبياء. و هذا يجسد حجم الخراب لتمرغ عقل الناس في مستنقع الاستبداد لسلطة العسكر المقبورة, التي انتفض عليها محمد البو عزيزي. لكن سرعان ما استفز الاحتياطي السلفي الرجعي المعمم منتفضا على حركة التقدم, ليغتال الانتفاض و لاستبدال المُستبد بآخر ألعن. أن ثقافة عنف السلطة الدكتاتورية لها جذور تاريخية تناكحت بين ثقافة العبودية و الفكر القومجي الشوفييني للسلطة البرجوازية الطفيلية المنهارة.

مشهد السحل و الاغتيال يؤكد حجم التركة لثقافة عفنة و منحطة يجب أن تقتلع, و المهمة الأصعب و الأعقد غرز ثقافة التسامح الوطنية, كرد و بديل على ثقافة السلطة البائدة التي اعتمدت العشيرة و الطائفة و الآن الدين المسيس المزيف.
أدناه رابط يفضح عقلية العبودية بأدق تفاصيلها, لنعرف أن لا حرية مع أحزاب الإسلام السياسي, فهو يكشف عن عقلية أبو بكر و يزيد لتصفية المعارضين و الرافضين لحكمهم, بكلمة الأخوان و السلفية ستنكل بالمعارضة و ببربرية فقتيلهم يدخل الجنة و المعارض مصيره جهنم و بئس المصير.
http://www.youtube.com/watch?v=6GerMRh-SQM

ونرى النصوص لموسى كما طرحها المقال, فهي تعكس سلوك إنسان بربري. لم يفلت الأنبياء من ذلك فهم أبناء ذلك الواقع. هذا يفند من انه مرسل من الله لذا يجب النقد العقلي و العلمي لعنف مرحلة بربرية. نقد الغرب أساليب دينهم و أنبيائهم و رجال دينهم. لذا تطوروا, لكن على العكس عندنا يحاول السلفيون و الأخوان اجترار التاريخ و اعتماد الزيف و الحيلة الجديدة (الانتخابات) و الجريمة لتكريس التخلف من اجل الاستحواذ على السلطة.

مما تقدم حول الأديان و الأنبياء يجب الانتباه لقضية مهمة, أن الأنبياء جاءوا بكتاب يحاكي المجموعة الملتفة حول النبي يكمن في حيثياتها التعصب للمجموعة و لنقل للقبيلة( الصحراوية), كالأنبياء موسى و محمد و أقوامهم. اليوم يأخذ الأخوان و السلفية شكلٌ مسخ عن الوهابية التي تلغي معنى الوطن و الوطنية و الإنسان, فهي حركة سلفية بربرية يكمن في جذرها شكل غزو أهل الصحراء في الكر و الفر و نهب الأقوام ما قبل الإسلام التي تحولت بعد الإسلام إلى أمر فتح البلدان و السيطرة عليها, منتجة شعوب مهموس بقيم الدين القبلي, المحتقر للهوية الوطنية بالانتساب لدين مزيف بالبترودولار وقيم البداوة الأولى, ليس للنهب فقط بل لاحتواء شعوب الحضارات عبر خونة و مرتزقة من سياسيين و رجال دين بلا أي حس بالشعب و لا أي أخلاق وطنية. و على الحرية لنقرأ السلام.

أشارة لا بد منها ففي طياتها يكمن الكثير!
للنبي محمد زلات كثيرة تهز أمر عصمة الأنبياء. أقسم النبي محمد بالله, بعد استشهاد عمه الحمزة, و أكل هند قطعة من كبده بأنه سيقتلها حتى لو وجدها معلقة في أسوار الكعبة, و حين انتصر النبي محمد و دخل الكعبة فوجد هند عند أسوار الكعبة, كمكان يحرم فيه القتل. لتقول للنبي جملتها الشهيرة أنبيٌ أحقود! بهذا نجت بجلدها بعد أن أحرجت النبي. قال النبي محمد من دخل بيت أبو سفيان فهو مسلم, مساومة خطيرة مع حركة الثورة المضادة! حلف النبي بالات و العزى وهي أصنام المشركين! ليجد لها مخرج, أن ذلك كان من فعل الشيطان الذي وضع الكلمات في فمه, بهذا يكون الشيطان قد أنتصر على مشيئة الله, إذ تحداه في نبيه إذ يجب أن يكون معصوم.

ثم هناك آية تعكس عواطف النبي البسيطة كأي إنسان عادي.*إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر إن شانئك هو الأبتر*( نناقش شانئك هو الأبتر.. ) النبي محمد لم يوفق ليكون له ابن, و هذا كان مهم عند العرب فهم كانوا يدفنوا البنت وهي حية و يقدسون الابن إذ سيكون فارس و رجل القبيلة. فعيره البعض بالأبتر أي لا ولد له ليحمل اسمه. فهنا يعكس قلق النبي واهتزازه أمام هكذا أمر, لتأتي الآية. لكن النبي يجب أن يكون مترفع عن خيرات الدنيا. و في أمر عصمة نساء الرسول, بعد الطعن بعائشة, طلب الأمام علي من النبي أن يواجه لغط الناس, فتأتي آية عصمة نسائه. نفهم أمر عصمة الأنبياء لكن لا أفهم عصمة نسائه, و خاصة بعد أن خرج جيش عائشة لمقاتلة الأمام علي الذي نام في فراش النبي, مجازفا بحياته!

أشارة واضحة إلى أن الأنبياء هم فلاسفة زمن العبودية فآيات القتل تعكس واقع وحشية سائدة. أن موسى و طرده من مصر بعد أن قتل إنسان يعكس بربرية الإنسان ليطرده الفرعون من مصر رغم أنه قبل أن يتبناه كطفل بلا أصل, وهو يعادل اليوم أبعاد سياسي للمتمرد لترك البلد. فالفرعون رجل ابن حضارة والنبي موسى مشكوك بأصله و ينتسب إلى قوم عبيد, و بعد الطرد يدعوا موسى إلى قتل النساء والأطفال. ليقول أن الله وعده بالأرض لشعبه. هنا يعكس أن اللعنة عليه صارت لعنة على قومه و من يقتل مرة يكررها. و لدينا صدام حسين و قتله لقريب له, ثم ليتحول إلى قاتل بالجملة. رفاق النبي محمد, السلف الصالح, من خديجة و ورق ابن نوفل و علي ابن أبي طالب عمر و عمار ابن ياسر ابن الخطاب و أبو بكر و عثمان هم نخبة ذلك المجتمع, تحمل بذور التمرد و الانتفاض درسها النبي محمد, لذا سمية بالدعوة المحمدية. لكن في ذلك الزمن كان يستعمل التقديس الرهيب للقائد و ربطه بالله, و يسمى بالنبي!

لازالت آثار التقديس لليوم, قدس الهنود غاندي و قدس القوميون جمال عبد الناصر قدس الشيوعيين ستالين و ماو و قدس الإيرانيين الخميني, وهكذا!

و عن سؤال حول ما أذا كان للنبي ابنا أو ولد, فهل كان سيتغير شيء!
قلت لا اعتقد له اثر كبير!
فعلي ابن أبي طالب ابن عم النبي تم اغتياله وهو يقف في المحراب و حفيد النبي الحسين قتله يزيد ابن معاوية!
فهو جذر المساومة و الثورة المضادة, في أبشع مجزرة في التاريخ العربي سُميت بمعركة كربلاء حيث يحمل رأس الحسين الثوري على الرماح إلى يزيد أبن معاوية. اليوم عنف السلطة السلفية الوهابية هو القتل والاغتيال على الهوية الدينية و الإرهاب الطائفي المدعوم بقصف الناتو و الدبابة الأمريكية وغزو العولمة!

و في رد على احد المعلقين ( السيد عبد الله خلف), إذ أرسل لي روابط إسلامية تهاجم الفكر الماركسي, قلت!

إني اقرأ القرآن وأفكر في الآيات واقرأ الأحاديث وأحلل أما أنت ضائع تقرأ عن وعن لخصوم ماركس وهذا هو الاختلاف بيننا, انك تذهب إلى خصوم ماركس و تختصر طريق صعب للذي يبحث عن الحقيقة. أنا لا أهاجم النبي محمد و آياته على أساس عداء المسيحي أو اليهودي المتعصب فهو بالنسبة لي الوجه الآخر للسلفية و الخرافة. أني ملم بالوسط الديني واعرف من هو المبدئي حتى في ناسي و أهلي. قرأت القرآن منذ الطفولة فلا اسمع للمشوه المعادي للدين الإسلامي بل نقدي هو على أساس علمي ثم انحيازي إلى الفكر الثوري الماركسي لأني لا أقرأ ما تقرأ بل اذهب إلى الكُتاب والكتب التي تقر و تنتصر للماركسية, أولا وأعمل الفكر فيها و بعدها اقرأ للخصوم. وأرى ما هو الحق, أما أنت فمسكين كما المسيحي المتعصب يتلقف أي حرف ضد النبي محمد والقرآن و يتقيأه هنا على مقال التنوير للسيد سامي. لهذا ترى الصداقة الجميلة بيني و بين الكاتب رغم أننا أبناء دين وتربية مختلفة, فراح البعض يتهمني باني مسيحي ارثذوكسي سرياني.اقرأ الفكر النقي أولا فكر فيه, بعدها اقرأ بمقارنة وأخرج برأي خاص بك هناك تشويه للنبي محمد و لماركس.أنتهى!

شكر صديقي العزيز سامي لبيب على مقالك (أنهم يركلون الكرسي_لماذا يؤمنون و كيف يعتقدون ) فهو مصدر هذا المقال!
و قراءة في أوراق كُتاب الحوار المتمدن ك رياض الصيداوي و السيد القمني.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!
- أزمة اليسار بدايةٌ, و إلى ذنبٍ لا يخفيه كيساً
- الحركات الفاشية في التاريخ همجية
- النظام الرأسمالي في تدمير و تشويه الإنسان
- هولوكوست قرن 21 في الهواء الطلق
- البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!
- في سوريا لا يفقس جنين السلفية أبدا
- لن تَعُد سوريا فريسة سهلة للغزو بل خازوق
- صمَتُ الزمهريرُ
- قطط وسخة سائبة على مائدة العولمة
- تأمُلاتْ
- الانحياز الفكري الثوري و الفكر الرجعي
- ثرثرة في السياسة على مساحات الهذيان
- ماركس, البروليتاريا و الصراع الطبقي
- سفير امريكا, موروث ثقافة القتل للحضارة
- عراق ثورة 14 تموز و صراع الشيوعيين و البعث
- العولمة, العراق الضحية الدامية الاولى
- العراق و الغزو, خراب سياسي و قيح فكري
- الربيع العربي و اسرائيل الصهيونية
- البهرجة السياسية و المسبار و الحضارة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الصفار - الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!